تسود أجواء من التوتر في منطقة البقاع في
لبنان بعد إعلان
جبهة النصرة إعدام العسكري المختطف لديها علي البزال الذي ينتمي لبلدة البزالية البقاعية، والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية، مع انتشار أعداد من المسلحين الغاضبين في محيطها وعلى مداخلها، ونصبوا حواجز تفتيش.
خطر يتهدد اللاجئين السوريين
وحذر متابعون من انعكاسات خطيرة للأجواء المتوترة تحديدا على اللاجئين السوريين، حيث تناقلت وسائل إعلام لبنانية قيام مسلحين مجهولين بشن هجوم على أحد مخيمات النازحين السوريين في البقاع الشمالي أسفر عن مقتل عدد من اللاجئين بينهم أطفال، وذلك في ترجمة لتهديدات أطلقت ضد اللاجئين السوريين في لبنان عقب إعلان إعدام البزال.
فقد أعلن المركز الإعلامي في القلمون، أحد المراكز الإعلامية المعارضة، في بيان له عن مقتل عشرة سوريين، أغلبهم من النساء والأطفال، في مناطق متفرقة من لبنان "طعنا بالسكاكين واعتداء على المخيمات"، بحسب بيان المركز.
وفيما لم يؤكد أو ينفي رئيس اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان الشيخ حسام الغالي خبر الاعتداء على مخيم النازحين، إلا أنه أكد في حديث لـ"عربي21"، أن هناك "تخوفات من تهديدات تطال اللاجئين السوريين، تحديدا في المناطق المحسوبة على لون سياسي معين، وبالأخص منطقتي الهرمل وبعلبك".
وأضاف الغالي أن "هناك أحداثا أمنية متفرقة يمكن ضبطها"، لكن الخشية الأكبر هي من "من كارثة مجاعة إنسانية وشيكة ستطال نحو 100 ألف لاجئ سوري في منطقة عرسال في ظل الطوق والحصار المفروض عليها والتهديدات الواضحة بمنع وصول المساعدات إليها"، في إشارة الى تهديدات عائلة الجندي البزال.
وحذر الشيخ الغالي من قيام ما سماها "أجهزة أمنية تتبع للون سياسي معين" من تنفيذ "حملة مداهمات لأماكن تجمع النازحين السوريين تتم تحت غطاء سياسي تؤدي بالعادة إلى حصول انتهاكات واعتداءات تطال النساء والأطفال لا يستيطع أحد ضبطها".
تصعيد أهالي العسكريين
وسارع أهالي العسكريين المختطفين بعد نبأ إعدام البزال إلى التصعيد، متمثلا بقطع عدد من الطرق الرئيسية في العاصمة بيروت وعدد من مناطق الشمال والبقاع، معلنين "التصعيد المفتوح في كافة المناطق، وبكل الوسائل والاتجاهات"، محملين الحكومة اللبنانية مسؤولية قتل الجندي علي البزال.
وفي مؤتمر صحفي من مقر اعتصامهم وسط بيروت، طالب الأهالي الحكومة بالاستقالة، مناشدين الشعب اللبناني للتضامن معهم، ومطالبين الجالية اللبنانية في العالم بالتوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة، داعين إلى "تحقيق فوري بشأن تسرب التحقيقات مع النساء المعتقلات"، في إشارة إلى الزوجة السابقة لزعيم تنظيم
الدولة الإسلامية، وزوجة أحد قادة جبهة النصرة.
وأكد أهالي العسكريين أنهم لن ينهوا اعتصاماتهم وخطواتهم الاحتجاجية، لا سيما بعد تلقي عدد منهم اتصالات ورسائل من الجهات الخاطفة تهدد بإعدام مزيد من العسكريين إذا توقف الضغط على الحكومة اللبنانية.
ردود أفعال
وتباينت ردود أفعال القوى السياسية حيال إعدام البزال، بين من طالب الدولة بالتشدد بالملف وعدم الخضوع لشروط الخاطفين، وهو موقف عبر عنه سياسون ووزراء محسوبون على تيار الثامن من آذار الذي يقوده
حزب الله، وبين موقف دعاها إلى إنجاز الصفقة لإنقاذ أرواح العسكريين، عبّر عنه رموز من فريق الرابع عشر من آذار وتيار المستقبل الذي حمّل عددا منهم حزب الله مسؤولية ما يجري بفعل تدخله في الحرب الدائرة في
سوريا.
إلى ذلك ترأس رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام اجتماعا استثنائيا لخلية الأزمة الوزارية الخاصة بملف العسكريين المختطفين في حضور جميع أعضائها للبحث في الأوضاع الأمنية بعد إعدام البزال.
وفيما طالبت عائلة البزال الحكومة والقوى الأمنية بإعدام معتقلين إسلاميين ردا على إعدام نجلها، أكد وزير الدفاع سمير مقبل أن تنفيذ الإعدام بحق بعض الموقوفين غير وارد، مشيرا في ذات الوقت إلى قرارات مهمة ستتخذ في هذا الشأن.
لا جديد في اجتماع خلية الأزمة
وأُعلن في بيروت عن انتهاء اجتماع ما يعرف بخلية الأزمة، وهي اللجنة الحكومية المعنية بملف العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى جبهة النصرة والدولة الاسلامية، دون الإعلان عن أي قرارات.
واكتفى اجتماع خلية الأزمة بيبان مقتضب جاء فيه: "نقف اليوم صفا واحدا متراصا في هذه المواجهة الكبيرة من أجل الإفراج عن العسكريين المخطوفين وحماية الأمن الوطني".
وأضاف البيان أن خلية الازمة "اتخذت القرارات المناسبة في إطار مسوؤليتها عن هذا الملف"، في حين قال أهالي العسكريين المعتصمين في بيروت أن الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد اتصل بهم ولم ينقل لهم أي جديد بشأن اتصالات أو ضمانات بوقف إعدام أبنائهم بحسب تهديدات الجهات الخاطفة، مضيفين أن "لا بصيص أمل جديد حتى الساعة، وما نريده فقط هدنة بوقف القتل والذبح حتى نستطيع استكمال المفاوضات ونفتح الطرقات".
وعبر أهالي العسكريين عن غضبهم تجاه خلو بيان الخلية من أي تطمينات أو معلومات جديدة، قائلين في تصريحات للإعلام إن "بيان خلية الأزمة يشير إلى أن القضية مازالت عند نقطة الصفر ولن نتراجع عن التصعيد".