أكد مصدر في إقليم
كوردستان العراق تسجيل ثاني حادثة صدام بين عشائر كردية من جهة، وميليشيا بدر المنضوية ضمن تشكيلات "
الحشد الشعبي" المساندة للجيش العراقي من جهة أخرى، مبيناً ان الخسائر اقتصرت على اثنين من الجرحى أصيبا بنيران عناصر الميليشيا في محافظتي ديالى وبلدة تتبع لمدينة السليمانية.
وقال المصدر في حديث خاص لـ"عربي21" إن أول الحوادث تم تسجيلها في منطقة كفري بمحافظة ديالى، حين قامت قوة مشتركة من عناصر ميليشيا بدر والشرطة الاتحادية بإطلاق النار بشكل كثيف في شوارع المنطقة، لإجبار المارة على فتح الطريق، ما أدى الى اصابة شرطي مرور يدعى "محمد صابر"، فضلاً عن حاله من الفزع سادت سكان المدينة ذات الاغلبية الكردية.
وتابع المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث لوسائل الإعلام، أن حالة من الغضب سادت المنطقة، وأن رؤساء ثلاث عشائر كردية، وهي الدلوية والجاف وزنكنه، دعوا أتباعهم إلى التصدي لأفراد القوة، وإيقافهم على خلفية إطلاق النار، مضيفاً ان أفراد القوة هربوا بينما جرت اتصالات على مستويات رفيعة من أجل احتواء حالة الاحتقان التي سادت المنطقة.
وكان نشطاء كرد بثوا على موقع تسجيلات الفيديو "يوتيوب" شريطاً يظهر عدد من السكان
الأكراد الغاضبين وهم يرشقون سيارات تابعة للميليشيات الشيعية بالحجارة ويطالبونها بالتوقف، بينما يعمل سائقو السيارات على زيادة السرعة للخلاص من الجماهير المنتشرة على جانبي الشارع.
من جهته، بيّن شاهد عيان أن حادثة مشابهة جرت في مدينة كلار التابعة لمحافظة السليمانية، وأصيب فيها معلم مدرسة بعد إطلاق النار عليه من عناصر يتبعون لميليشيا بدر التي يتزعمها وزير النقل السابق والقيادي المقرب من إيران هادي العامري.
وأوضح المصدر أن عناصر من الميليشيا قاموا بإطلاق النار بشكل كثيف في الهواء لحظة دخولهم إلى مدينة كلار عندما كانوا في طريقهم إلى محافظة ديالى، موضحاً أن أستاذا في مدرسة ثانوية أصيب برصاصة، وتم نقله إلى المستشفى، ولا زال راقداً فيها حتى هذه اللحظة.
ولفت إلى أن السكان بعد الحادثة طالبوا القيادات الحزبية الكردية في المدينة بضرورة وضع حد لهذه التصرفات، أو السماح للأهالي بالرد عليها.
وبالرغم من حالة التعاون المشترك التي تؤكد عليها فصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، إلا أن مصادر أمنية وأخرى من السكان تؤكد وجود حالة من الترقب ومناوشات بين الطرفين أحيانا، مشيرين إلى أن الوضع بين الطرفين قابل للانفجار في عدة محاور، وخصوصاً بلدة أمرلي التي أصبحت أكبر معقل لتجمع الميليشيات الشيعية، التي يرى المسؤولون الأكراد أنها باتت تشكل تهديدا محتملا وجدّيا لأمن إقليم كردستان.