تشهد المنطقة حراكا سياسيا واسعا فيما يخص الأزمة السورية، ما بين الدول والأطراف المؤيدة للنظام والمعارضة له، فيما تستمر المعارك والاشتباكات على الأرض بين الثوار والنظام السوري، وسط تكثيف النظام قصفه العشوائي للمناطق السكنية.
فقد صرح الرئيس
الإيراني حسن روحاني أثناء استقباله رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، في العاصمة الإيرانية طهران، بأن "مقاومة
سوريا للإرهابيين، لقنت أولئك الذين يواجهون سيادة واستقلال البلد درساً، بأن الدعم المالي والعسكري لهم لن يكسر خط المقاومة، ولن يتمكنوا من الإطاحة بحكومة شرعية" بحسب قوله.
وأضاف روحاني، أن "الشعب والجيش السوريين، خاضوا حرباً شرسة ضد المؤامرات طيلة أربع سنوات، والآن استوعب المجتمع الدولي حقيقة الحرب التي يخوضها في مواجهة الجماعات الإرهابية والمؤامرات الخارجية"، على حد تعبيره، مؤكداً أن التوصل إلى حل للأزمة السورية يمكن عبر الحوار والمفاوضات السياسية الداخلية فقط، معربا عن أمل بلاده في أن يتم استعادة تأسيس الاستقرار والأمن في سوريا، وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
في غضون ذلك، زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طهران، في زيارة أظهرت الخلافات بين إيران وتركيا بشكل واضح حول الأزمة السورية، فيما أكد الطرفان على ضرورة الحوار لسد الفجوات في مواقفهما.
وفي تأكيد على الفجوة في مواقف البلدين، قال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن
تركيا تعتبر
النظام السوري "لا يملك الشرعية الضرورية لقيادة سوريا"، ويتوجب أن يكون هناك سلطة تضم كل مكونات المجتمع السوري"، مضيفا أن "إيران وتركيا لديهما مواقف مختلفة، لكن البلدين يتعاونان من أجل إيجاد حل مشترك في سوريا".
ورد ظريف قائلا، إن "هناك اختلافات في وجهات النظر، لكننا مع وجود عدو كبير مشترك متمثل بالإرهاب والتطرف والتعصب، نحتاج لتقريب مواقفنا من أجل منع دخول إرهابيين إلى العراق وسوريا ومحاربة الإرهابيين"، مؤكدا أن الجميع يريد "إرساء السلام بأسرع وقت في سوريا بدون تدخل أجنبي".
وفي الوقت نفسه، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أثناء زيارة إلى موسكو أن طهران تدعم جهود
روسيا لاستضافة جولة جديدة من محادثات السلام بين دمشق والمعارضة السورية.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن حسين أمير عبد اللهيان قوله إن إيران تدعم "فكرة موسكو بعقد اجتماع بين ممثلين للسلطات السورية والمعارضة السورية المعتدلة"، مؤكدا في تأييد للموقف السوري الرسمي أنه "ينبغي ألا توجه الدعوة سوى لممثلين من المعارضة التي تؤمن بالتسوية السياسية ولا تحمل السلاح، وينبغي أن يكون لهؤلاء الممثلين تأييد بين الشعب السوري".
وفي زيارة هي الأولى من نوعها، أوردت مواقع تابعة للمعارضة وصول عماد الأسد، رئيس الأكاديمية البحرية وابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى القاهرة، في مهمة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين والشخصيات المصرية.
وقالت المواقع إنه لم يتسرب شيء عن الأهداف الحقيقية للزيارة التي ستستمر عدة أيام، لكنها على ما يبدو "تأتي في ظل التقارب الذي يرجح حدوثه بين السيسي وبشار الأسد، عطفا على تشابه نظرتهما للأمور"، على حد تعبيرها.
102 حصيلة ضحايا مجازر الثلاثاء.. ومزيد من المعارك
ميدانيا، قالت لجان التنسيق المحلية إن 102 شخصا قتلوا الثلاثاء، بينهم عشر نساء وثمانية أطفال وتسعة قتلى تحت التعذيب في سجون النظام، بعد تكثيف قوات الأسد عمليات قصفها العشوائي بالقنابل البرميلية والقذائف المدفعية.
وفي حلب، تمكنت كتائب الثوار الأربعاء من تحرير مناطق يتحصن فيها جيش النظام في منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة استمرت لأيام، في أعقاب تسلّل قوات الأسد إلى المنطقة، مما له أهمية كبيرة على صعيد حماية طريق الكاستلو، طريق الإمداد الوحيد للثوار.
فقد نقل موقع الدرر الشامية، القريب من المعارضة، أن الثوّار تمكّنوا من قتل ما يزيد على عشرة عناصر من الميليشيات الأجنبية التي تشارك بشكل أساسي في الهجوم على المنطقة، كما تمكّنت الكتائب المقاتلة من تدمير آلية عسكرية، وإعطاب دبابة، لتصبح المنطقة شبه محرّرة، وتتركز الاشتباكات الآن في جيب صغير يسيطر عليه جنودُ الأسد.
بدورها، أعلنت حركة حزم الثلاثاء تدميرها دبابة لقوات الأسد في منطقة البريج في شمال شرق حلب، مع اشتباكات واسعة على جبهتي حيّ الخالدية وشيحان، أثناء محاولة قوات الأسد التقدّم في المنطقتين، بعد إيقاف الثوار لهم وإيقاعهم عددا من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وفي حماة، أفادت المؤسسة الإعلامية بخروج مظاهرة حاشدة في قرية غور العاصي الموالية للنظام، بريف حماة الجنوبي تطالب نظام الأسد بالكشف عن مصير أبنائهم الباقين من عساكر وضباط، وذلك بعد وصول أول دفعة من الجثث الذين قتلوا في معارك وادي الضيف والحامدية إلى المنطقة.
وتحدثت مصادر إعلامية محلية عن مقتل شخص من بلدة "عين الكروم" الموالية وثمانية آخرين من مدنيّي القرى الموالية، أثناء شجارهم مساء أمس مع عناصر من المخابرات في أحد الحواجز في المنطقة، مضيفة أن "المدنييّن كانوا في طريقهم إلى مطار حماة العسكري للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم الذين كانوا يقاتلون مع قوّات النّظام في معسكرَيْ وادي الضّيف والحامدية بريف إدلب الجنوبي"، بحسب المصادر.