أجاب أبو مالك الشامي؛، أمير تنظيم
جبهة النصرة في
القلمون، عن تساؤلات بعض أنصار التنظيم في الخارج حول سياسة التعامل مع تنظيم
الدولة الإسلامية في المنطقة ذاتها.
أبو مالك الشامي أو "القلموني"، أو "التلي" كما يلقب أجاب بما هو متوقع بحق تنظيم الدولة، بعد خطوة "الدولة" بتعيين "أبو الوليد المقدسي" شرعياً في القلمون، التي اعتبرها جنود جبهة النصرة خطوة استفزازية، مؤذنة ببداية حرب بين الطرفين.
وكان تنظيم الدولة قد عين قبل أيام "أبو الوليد المقدسي" شرعياً في القلمون، وهو القيادي الذي انشق عن جبهة النصرة وقام بتكفيرها وإعلان العداء التام لها ولغيرها من الفصائل.
وأكد أبو مالك أن قيادة جبهة النصرة لا تعتبر تنظيم الدولة جماعة "كافرة"، موضحاً أن منهج النصرة يقوم على الابتعاد عن قضايا التكفير، واستحلال الدماء، وعدم البدء بالقتال ضد المسلمين، وفق قوله.
وبين أبو مالك أن قيادة "النصرة" ترجع في فتاويها إلى "أبو محمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني، وسليمان العلوان، وأيمن الظواهري"، مبيناً أن أياً منهم لم ير "كفر" تنظيم الدولة، واكتفى أبو قتادة بإطلاق صفة الخوارج عليهم، وهو ما اقتصره المقدسي على بعض المنتسبين لديهم وليس جميع عناصر وقيادات الدولة.
وأضاف أبو مالك الشامي: "إننا لا نرى أن جماعة الدولة الإسلامية كفار ولا مرتدون، بل إن ما ندين الله به أنهم إخواننا في الدين حصل من بعضهم بغي على المسلمين، ولا نطلق صفة الخوارج على تنظيم الدولة بكافة عناصره"، وتابع: "بل نرى أن كل من يوغل في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم ويبدأ قتالهم خارجياً وجب دفع صياله، سواء كان من تنظيم الدولة الإسلامية أو أي تنظيم أو جماعة أخرى".
تصريحات "الشامي" أحرجت أنصار جبهة النصرة الذين دافعوا عن موقفه الحيادي مع تنظيم الدولة إبان المعارك بين التنظيمين في منطقة دير الزور، بل زاد "الشامي" حينها باحتضانه لعناصر تنظيم الدولة المطاردين من مناطق شتى في
سوريا.
وكان الباحث الشرعي السعودي موسى الغنامي المهتم بالجماعات الجهادية غرد قبل أيام في صفحته الشخصية في تويتر قائلا: "الدماء التي ستسيل في القلمون على أيدي خوارج داعش على أبي مالك التلي كفل منها، لأنه من آواهم بعد أن طردهم الناس وناصرهم بعد أن كادوا يفنون".
الشامي أجاب أيضاً على تساؤلات وصلته حول عدم قتال جبهة النصرة لقوات اليونيفيل على حدود درعا، برغم مواصلة طيران التحالف الدولي قصفه لمعاقل النصرة، وأحرار الشام، في الشمال السوري.
حيث أرجع الشامي مسألة قتال "اليونيفيل" إلى مراعاة المصالح والمفاسد، وقال: "لا شك أنك تعلم انشغال الإخوة في درعا بالمعارك مع الجيش النصيري لدفع صياله وانتهاكه أعراض المسلمين، فكان من الحنكة ألا يشغلوا أنفسهم بمعركة أخرى قد تؤثر على سير المعركة الأولى".
ومن الأمثلة التي عرضها الشامي استدلالاً بعدم قتالهم قوات اليونيفيل، ما حدث مع الرسول عليه السلام أيضاً حينما عاهد قبيلة قريش في الحديبية، رغم معاناته منهم تسعة عشر عاماً، وتعرضه وأصحابه للتعذيب والاضطهاد، وسبق هذا الصلح أيضاً ثلاث معارك حاولوا فيها اقتحام داره، ولكنه كان حريصاً على إتمام المعاهدة ليؤدِّي مناسك العمرة، ثم يرجع مع من خرج معه إلى المدينة دون قتال أو نزال حرصاً على مصلحة المسلمين، وفق قوله.
كما استذكر القلموني مثالين مشابهين، أحدهما للخليفة عمر بن الخطاب حينما رفض فتح معركة في مصر مع الأقباط لانشغال جيش المسلمين في الشام مع الروم رغم موالاة الأقباط للروم حينها".
والآخر لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي امتنع عن بدء قتال إيران رغم مطاردتها للجهاديين في أفغانستان، والعراق، وكذلك منع أبو مصعب الزرقاوي من تنفيذ عمليات داخل سوريا رغم امتلاء سجونها بالجهاديين، بحجة أن سوريا تعتبر خط إمداد لـ"المجاهدين" في العراق.
وختم الشامي حديثه عن قوات اليونيفيل، قائلاً: "ذكرت قوات اليونيفيل، وأغفلت قوّات الأردن التي هي على حدود درعا أيضاً، وقوات تركيا التي هي على حدود مع إدلب، وحلب، والرقة، والحسكة. مع أن كلا الجيشين قد دخل ضمن التحالف الصليبي الذي يقصف إخواننا في الشمال، وفي كلا الدولتين قواعد تنطلق منها الطائرات لقصف إخواننا".
يشار إلى أن "أبو مالك الشامي" قاتل بجانب زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، والزعيم الحالي أيمن الظواهري في أفغانستان، ويرى أنصار التنظيم بأنه صاحب حنكة سياسية، وحكمة شرعية، بعكس منتقدي التنظيم الذين يعتبرون أن سياسته اللطيفة مع تنظيم الدولة ستجرُّ الويلات على الشعب السوري في القلمون.