الغنوشي: السبسي جاء إلى الحكم من خلال انتخابات حرّة وديمقراطية - الأناضول
اعتبر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي المقارنة بين الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي وبين الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لا تجوز "لأنّ الأول مُنتخب والثاني مُنقلب على الحكم".
وتابع الغنّوشي في لقاء مع قناة الحوار التونسي الخاصة مساء الجمعة إنّ السبسي جاء إلى الحكم من خلال انتخابات حرّة وديمقراطية؛ مشيرا الى أن حركته حذّرت من دكتاتورية بن علي وتزويره لانتخابات 1989.
مضيفا "بحكم معرفتي الشخصية بالسبسي فإنّه لن يُعيّن رئيسا للحكومة من قيادات حزبه من أجل مصلحته ومصلحة تونس"؛ بحسب تعبيره.
عالم الحداثة السياسية
ووصف زعيم النهضة سنة 2014 بأنّها سنة مباركة "ستبقى تُذكر في تاريخ تونس وشعوب العالم على أنّها سنة أمجاد وتتويج تمّ خلالها التداول على السلطة في مناسبتين وأُنجزنا فيها دستورا عظيما سيبقى يحكم تونس على مدى السنين".
مضيفا "تونس دخلت تونس عالم الحداثة السياسية بعد أن شهدت سنة صعبة للغاية (2013) عرفنا فيها الاغتيالات؛ والحمد لله نختم هذه السنة بأحسن ما يُختم به تاريخ الشعوب".
وتابع الغنّوشي إنّ "حركة النهضة وُجدت لخدمة تونس واذا كانت تونس سعيدة فنحن سعداء وما حققته النهضة من تنازلات وعدم ترشيح رئيس من أجل أن نشهد هذا العرس لا بدّ ان تعقبه نخوة".
أحسن الحروب
وحول عدم ترشيح شخصية للانتخابات الرئاسية وخاصة أمين عام حركة النهضة المستقيل حمادي الجبالي؛ قال الغنوّشي: "أحسن الحروب التي يربحها الإنسان هي التي لا يخوضها ونحن تجنبنا أن نصل إلى ما لا يحمد عقباه لو رشحنا شخصية من الحركة".
متابعا "الواقع يقول إنّه لو رشحنا من النهضة للرئاسة لما نجحنا وحتّى لو تنجح الانتخابات فإن البناية كانت ستسقط فوق رؤوسنا جميعا بالاحتجاجات والانقلابات والاغتيالات؛ في إشارة إلى ما حصل في مصر وليبيا...؛ نحن ضحينا بالحزب وبأنفسنا من أجل تونس".
وأضاف الغنّوشي إنّ خمس بواخر عربية أبحرت نحو الديمقراطية؛ في إشارة إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس؛ "لكن بقيت باخرة واحدة.. ألا يمكن أن نفخر بهذا".
تونس كادت تحترق
وذكّر الغنّوشي بما حصل خلال شهري يوليو وأغسطس 2013 أمام المجلس الوطني التأسيسي؛ بعد اغتيال النائب محمد البراهمي؛ حيث احتل شقّين من التونسيين محيط المجلس (اعتصاما الرحيل للمعارضة والصمود للترويكا)؛ مضيفا إن تونس كادت تحترق في ذلك الوقت لولا حكمة النهضة وتغليبها منطق الحوار.
وبخصوص مبادرة "حراك شعب المواطنين" التي أطلقها الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي خلال الأسبوع الفارط قال الغنّوشي إن أبناء الحركة ساندوه في حملته الانتخابية لا غير وليست المساندة من أجل تكوين كيان سياسي جديد.
مؤكّدا انّه "يتفهم غضب قواعد النهضة وبعض قياداتها؛ ولكن على الجميع الإذعان لقرار القيادة؛ ومن يريد الالتحاق به من قواعد النهضة فهو حرّ. وانّ المرزوقي لم يطعن الحركة في الظهر وهو لا ينطبق عليه المثل الشعبي: جاء يعاون فيه على قبر بوه هرب له بالفأس" بحسب تعبيره.
من السلطة إلى المعارضة أو السجن
وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنّوشي قال في حوار مع جريدة "الشروق" الجزائرية نشر أمس الجمعة أن "من يحكمون اليوم ليس النظام القديم أو حزب التجمع المنحل بل هم شخصيات سياسية معروفة وحزب نداء تونس الذي ضمهم هو حزب جديد.
مضيفا "أن الشعب التونسي لن يرضى أبدا بالعودة إلى النظام الدكتاتوري أو السماح بالعصبيات الجهوية والتقسيم على أساس المناطق"؛ مثمنا موقف الجزائر الرافض تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين إلى تنظيم إرهابي.
وفي السياق نفسه قال الغنّوشي في حوار مع جريدة "الخبر" الجزائرية أمس الجمعة "نحن اعتبرنا بتجارب غيرنا، وتونس والديمقراطية أغلى علينا من النهضة، أنا ليس لي مشكل في أن انتقل من السلطة إلى المعارضة، لكن لا أحب أن انتقل من السلطة إلى السجن، أو من السلطة للمهجر".