أكد كاتب
لبناني شيعي أنّ
حزب الله يخجل من دوره في
سوريا، ويفتخر بمقاتلته إسرائيل. وهذا يكفي لكي نعرف ويعرف أنّنا على حقّ في خصومته ورفضنا قتاله الشعب السوري.
وأضاف الكاتب محمد جواد في مقاله لموقع "جنوبية" اللبناني، الخميس، أن حصيلة خسائر حزب الله في سوريا تصل إلى نحو ألف قتيل، وبين ألفين وثلاثة آلاف جريح.
ونوه جواد إلى أنّ لبنان لم يشهد تشييعا واحدا يفتخر به "حزب الله" أو أنصاره. لكنّ ستة شهداء في مواجهة إسرائيل وبنيرانها في القنيطرة رفعهم "حزب الله" إلى مصاف القدّيسين.. معلقا على ذلك بالقول: "ويليق بهم فعلاً".
وشدد الكاتب على أن الحزب يعرف تماما أنّ الموت في مواجهة الشعب السوري، داعشيا كان أو "نصرة" أو "جيشا حرّا" أو مواطنين عزّلا ومدنيين، هو عار على جبينه وعلى جبين المقاومة.
وأضاف أنّ الاستشهاد في وجه إسرائيل هو فخر وعزّة، أخلاقيا وشرعيا ومنطقيا.
وأشار الكاتب إلى أنه وبعد "عملية شبعا التي قتل فيها جنودا إسرائيليين وجرح آخرين، يفتخر حزب الله ويصدر البيان رقم واحد".
ونوه إلى أنّ هذا السلوك من حزب الله وكأنه يعتبر كلّ ما سبق "عارا" لا يستحقّ بيانا ولا ترقيما. البيان رقم واحد ردّا على عملية القنيطرة التي أخذت منه إسرائيل خلالها حياة جهاد عماد مغنية والمسؤول "أبي عيسى" وأربعة شبّان، إضافة إلى مسؤول إيرانيّ رفيع.
وأضاف أن حزب الله يعرف، ويعرف أنصاره، أنّ الردّ على اعتداء القنيطرة هو فخر وعزّة، لكنه حين يصطاد بقعة من بقاع "البيئة الحاضنة"، في ضاحية بيروت الجنوبية، أحد الانتحاريين الإرهابيين، فإنه لا يستطيع أن يردّ بفخر. لا يصطحب الكاميرات حين يداهم القصير، ولا يصدر بيانات حين يقتل من يقتل في حمص أو في حلب أو في الشام.
يعرف "حزب الله"، كما نعرف نحن، أن تورّطه في الدم السوري عيب أخلاقيّ وتاريخيّ وشرعيّ ودينيّ ومنطقيّ وسياسي وجغرافيّ؛ لذلك فهو لا يعرف كيف يردّ على استهدافه في الضاحية أو القلمون. لا يجيّش الناس ولا يأخذهم إلى معارك واضحة كما فعل في شبعا، بحسب الكاتب.
وأكد أن عملية شبعا، رغم أنّ البعض قد يعتبرها لذرّ الرماد في العيون، إلا أنّها تحتاج إلى شجاعة. ربما شجاعة "أن يغامر" حزب الله بعسكره وناسه، وباللبنانيين كلّهم.
واستدرك بالقول: "لكنّها شجاعة نادرة. شجاعة الردّ على الاعتداء بالاعتداء. في حين يخجل من دوره العسكريّ الأكبر والأكثر دموية في سوريا".
وتوصل الكاتب إلى نتيجة مفادها أن "خجل حزب الله من دوره السوريّ هو ربط النزاع بيننا وبينه في لبنان. وفخره بعملية شبعا تجعلنا، وتجعله، نعرف سويا أنّنا لسنا أعداءً، بل خصوما، ونختلف على الكثير، ونتفق على الكثير".