ينتاب القلق عائلات
اللاجئين السوريين التي تعيش في مراكز جماعية مؤقتة للإيواء، تابعة لمفوضية
الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في
لبنان، منذ بدأت المنظمة الدولية البحث عن مساكن أقل كلفة.
وكانت المفوضية قد أسكنت بعض عائلات اللاجئين السوريين على مدار العام الماضي في مراكز مؤقتة للإيواء في بعض أنحاء لبنان، منها البقاع وعكار. لكن المفوضية ذكرت أنها سوف تبحث خلال الشهور المقبلة حتى حزيران/ يونيو عن مساكن بتكلفة أقل، لإيواء اللاجئين السوريين المقيمين في قضاء عكار.
وقالت ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، نينيت كيلي: "عندما كانت أعداد اللاجئين السوريين أقل كثيرا كانت مراكز الإيواء الجماعية إحدى الوسائل التي استطعنا بها تلبية احتياجاتهم للسكن. في الوقت الحالي، يقيم أقل من اثنين في المئة من اللاجئين في مراكز الإيواء الجماعية. تكلفة الإعاشة في تلك المراكز مرتفعة جدا.. أعلى كثيرا من مساكن أخرى في متناول اليد. لذلك نميل إلى تفضيل خيارات أخرى في الوقت الراهن".
وأضافت: "حددنا مهلة طويلة جدا، وأجرينا تنسيقا مع السلطات البلدية، وتشاورنا مع اللاجئين، وأبلغناهم أننا لا نستطيع الاستمرار في دعم هذه الخيارات ذات التكلفة المرتفعة نسبيا. نحاول البحث عن مأوى بديل لهم، وفي الوقت متسع لتحقيق ذلك بالتعاون معهم. بعض اللاجئين تتيح لهم إمكاناتهم الحصول على مساكن ولا يحتاجون مساعدة منا. لكننا سنوفر مساكن لغير القادرين".
وشددت كيلي على أن مفوضية شؤون اللاجئين سوف تحرص على ضمان تأمين مسكن لكل اللاجئين.
وسيسري قرار المفوضية على مراكز الإيواء الجماعية في بلدات خربة داود وكوشا ووادي الجاموس ومنيارة في قضاء عكار بشمال لبنان.
لكن اللاجئين الذين يسكنون في مراكز الإيواء بتلك البلدات عبروا عن خيبة أملهم الشديدة في الأمم المتحدة.
يقيم نجم الدين عبد الله، ابن بلدة القصير السورية، منذ عامين ونصف العام في لبنان منتقلا من قرية إلى أخرى. وأسكنت مفوضية اللاجئين الرجل وعائلته أخيرا في مركز للإيواء بقرية خربة داود، وصار الآن يخشى معاودة الكرّة مجددا.
وقال عبد الله: "أنا طلعت من تحت الضرب والقتل والإهانات والذل. جئنا على لبنان لهون الأمم ذلتني أكثر من هيك".
لاجئ سوري آخر من مدينة حماة يدعى علي محمد قال إنه يقيم في لبنان مع أسرته منذ ثلاث سنوات، وانتقل من بعلبك في البقاع إلى الشمال بحثا عن مأوى. وأضاف: "إن هلأ تفاجأنا أن الأمم المتحدة بدها تطلعنا برة. وإذا طلعتنا برة مشكلة. فيه أكثر العائلات هون ما عندها لا بيوت وحتى الإيجار ما بتلاقي.. وإيجار ما معها العالم تدفع. فنحن بدنا حل لهيدي المشكلة".
كنج الكنج، سوري آخر في العقد السادس يقيم في مركز للإيواء في عكار، تحدث بغضب عن قرار مفوضية اللاجئين، مطالبا بإعادة السوريين إلى بلدهم.
وقال الكنج: "وين بدنا نروح. يا يدبروا لنا عمل يا إما يرجعونا على بلادنا. نحن نناشد العالم الحر والعالم العربي والأجنبي والشقيقات أنه ردونا على بلدنا هو أفضل شي. نحن ما بقى نتحمل أكثر من هيك. بدنا نرجع على وطننا. وهاي أهم من كل شي.. أهم من التدفئة وأهم من الأكل وأهم من الشرب وأهم من السكن. نتمنى أنه نرجع على بلدنا ومنوجه لكل المنظمات يرجعونا على بلدنا".
ويستضيف لبنان ما يزيد على مليون لاجئ سوري، رغم أن عدد سكانه يقل عن خمسة ملايين نسمة.