كيف استغل "بوكو حرام" الفساد والتردي الاقتصادي لبسط نفوذه

نشر موقع "هفنغتون بوست" باللغة الفرنسية تقريرا حول الوضع في نيجيريا التي تعيش بين مطرقة "بوكو حرام" وسندان الوضع الاقتصادي المتردي، لا سيما بعد إعلان "بوكو حرام" مبايعته لتنظيم الدولة.

وأفاد التقرير أن المتابعين للشأن النيجيري لم يفاجئهم إعلان هذا تنظيم "بوكو حرام" ولاءه لتنظيم الدولة مباشرة، إثر ثلاث عمليات تفجيرية هزت الشمال الشرقي للبلاد، مسفرة عن سقوط 58 قتيلا وأكثر من 130 جريحا في استعراض قوى سعيا للتقرب من تنظيم الدولة.

ويؤكد التقرير على سرعة قبول تنظيم الدولة لهذا التقارب مع "بوكو حرام"، رغم أن تنظيم الدولة سبق أن تجاهل رغبة "بوكو حرام" في علاقة مماثلة، وهو ما يفسره مراقبون بصعوبة تقبل العرب للأفارقة بين صفوفهم، وفق قول التقرير.

ويرى تقرير "هفنغتون بوست" أن هذا التغير يوضح نية تنظيم الدولة التوسع في أفريقيا، مستفيدا من نفوذ "بوكو حرام" في أكبر بلد أفريقي.

ويبلغ عدد سكان نيجيريا نحو 160 مليون نسمة، مع تعدد القبائل والديانات. فقبيلة "الهوسا" ذات الأغلبية المسلمة هي في صراع دائم مع قبيلتي "اليوروبا" و"الإيبو" ذواتي الأغلبية المسيحية. هذه الصراعات المسلحة أودت بحياة 13 ألف شخص منذ سنة 2009.

ويضيف التقرير أن نظام "غودلاك جوناثان" قد فشل في توفير المناخ الآمن بالبلاد، حيث نجح تنظيم "بوكو حرام" في السيطرة على مدن عديدة أعلن فيها "الخلافة" على طريقة تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

ويلاحظ التقرير أن نيجيريا تمثل سادس منتج وثامن مصدر للذهب الأسود في العالم. مع ذلك، يعاني النيجيريون من نسبة فقر مرتفعة، إذ يعيش ثلثا الشعب على أقل من يورو واحد في اليوم.

وينقل التقرير عن "باكاري سامبا"، المنسق العام للمرصد الأفريقي للتطرف والصراعات الدينية، أن المناطق الشمالية المسيطر عليها من طرف "بوكو حرام" لا تحصل سنويا سوى على مليوني دولار من الميزانية الضخمة التي تخصصها الدولة للأمن والمقدرة بـ25 في المائة من الميزانية، ما يجعل سقوطها بيد هذا التنظيم أمرا منطقيا.

ويؤكد التقرير أن سوء إدارة جوناثان للدولة مثّل عاملا مهما لتدهور حالة البلاد، وهو ما وضحه المستشار العسكري لصحيفة الإيكونوميست "جون لوي دفور"، قائلا: "بوكو حرام هي جزء من سوء إدارة البلاد وانتشار الفساد بين مسيري الفيدراليات".

وأورد التقرير تصريحا لـ"دابو ادينيران"، الرئيس التنفيذي للتحالف ضد الفساد، قال فيه إن الفساد هو أهم مشكلة تواجهها البلاد إضافة للإرهاب.

وكان جوناثان قد انتقد منافسه في انتخابات الرئاسة، محمدو بخاري، بسبب تصريح الأخير بوجوب سجن كل من ثبتت إدانته في قضايا الفساد، الأمر الذي يسانده ايدو جونسون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "ايبادان" الذي يعتبر نظام جوناثان شديد التسامح أمام الفساد، ما صعد مطالبات الشعب بتغيير الحكومة.

يختم التقرير بالإشارة إلى صعوبة وضع الرئيس الحالي في الانتخابات القادمة التي سبق وتم تأجيلها بسبب الظروف الأمنية، ما جعل جوناثان يبحث عن وسيلة للتقرب من مسلمي نيجيريا من خلال محاولة الاتصال بملك المغرب محمد السادس الذي استوعب دواعي هذا الاتصال فرفضه بوضوح، حتى لا يعطي انطباعا بقرب الرئيس النيجيري الحالي من العالم الإسلامي.

هفنغتون بوست بالفرنسية

رابط التقرير الأصلي
https://www.huffingtonpost.fr/hakim-arif/nigeria-corruption-boko-haram-terrorisme_b_6826704.html