قاضي الإعدامات: أنا ناصري ومظلوم.. والعدالة عمياء

أكد المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس إحدى الدوائر الجنائية التي تنظر قضايا "الإرهاب"، المشهور بلقب "قاضي الإعدامات" أنه ناصري، وقال: "قد يبدو من شكلي أنني رجل قاس في نظر جماعة الإخوان المسلمين عموما، لكنني مظلوم، مظلوم". وأضاف: "العدالة عمياء، ولا تتأثر بالأشخاص إطلاقا"، وفق قوله.
 
وهاجم -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الثلاثاء- الإخوان المسلمين بالقول: "الإخوان دشنوا ضدي حملات ممنهجة كثيرة، ولا أعلم لماذا يفعلون ذلك، وكل ما أريد قوله إنني أخشى الله في عملي، والإخوان عملوها فيّ، والله، وافتروا علي في حملاتهم".
 
و"محمد ناجي شحاتة" مشهور بإصداره المئات من أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان المسلمين، وغيرهم من الأبرياء، في القضايا المعروفة بقضايا: "غرفة رابعة ومذبحة كرداسة وتنظيم تفجير قناة السويس"، وغيرها، وبأحكام بالسجن والغرامة، وبالمؤبد والسجن المشدد، في قضية صحفيي قناة الجزيرة، وقضايا علاء عبد الفتاح وأحمد دومة وعدد من الناشطين في أحداث مجلسي الوزراء والشورى.
 
ودافع شحاتة عن الحكم المشدد الذي حكم به على الناشط السياسي أحمد دومة، فقال: "أحمد دومة، كنت أنظر قضيته المتهم فيها بأحداث مجلس الوزراء، وسمعت عنه أنه أحد المشاركين في ثورة 25 يناير، إنما والله العظيم لقيته ولد طري ومستهتر".
 
وتابع: "والله العظيم دومة مدان بتهمة الحرق العمد، والإتلاف للممتلكات الحكومية، فالمحكمة تعمل على المادة 32 من قانون العقوبات التي تعاقب المتهم على الجريمة الأشد. فمن يقول إن تاريخ مصر كله يحرق بسبب واحد أقر في برامج تلفزيونية بأنه هو الذي أحرق المجمع العلمي أو مجلس الشعب، وفي قضية مثل هذه المتهم أقر فيها أنه الفاعل الحقيقي هعمل له إيه؟ هبوسه؟".
 
ونفى ناجي امتلاك حساب شخصي له على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، قائلا:  "الحقيقة أنني لا أملك أي صفحات على الفيسبوك إطلاقا حتى أجنب نفسى التورط في الرد، لأنه مهما كان، فالقاضي إنسان، والإنسان عندما يمشي صح يحتار عدوه فيه".
 
وتابع ناجي شحاتة: "رأيت صورتي في مظاهرة نظمتها الحرائر من الأخوات المسلمات، وصورتي معلقة على كوبري 6 أكتوبر، وبيقولك السفاح، وهو أمر عادي جدا لا يهمني، والتهديدات التي أواجهها لا تخيفني.. كل ما في الموضوع أنها تحد من تحركاتي قليلا".
 
ووصف الحراسة المشددة عليه بأنها تُعد أمرا طبيعيا، لما يتعرض له من تهديدات كثيرة، "خاصة، وأنا أقوم حاليا بنظر العديد من القضايا المتعلقة بالإرهاب".
 
وقال: "أحب نظر قضايا الإرهاب". وعن دفاع جماعة الإخوان، قال: "عندما تجد واحدا يقول خطبة جمعة يقعد يقول إيه، والسابقون السابقون أولئك هم المقربون، والإخوان ومش عارف إيه وده شعاع يسطع في سماء مصر ما ينفعش الكلام ده.. مش في مقام القضية.. إحنا مش فاضيين".
 
وحول القانون الذى أصدره السيسي بترحيل المتهمين الأجانب إلى بلادهم، قال: "من حقه"، مشيرا إلى أنه إذا صدر حكم جنائي نهائي على شخص، فرئيس الجمهورية يملك العفو عنه، بغض النظر عن القانون.. إنما رئيس الجمهورية يملك أن يعفو عن أي حكم حتى الإعدام.
 
وأضاف: إذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يتحدث دائما أنه لا يتدخل في القضاء، فهو يقر حقيقة، فعلا هو لا يتدخل في القضاء".
 
وحول أوجه الشبه بين عبدالناصر والسيسي؟ قال:"السيسي الشعب بيحبه، وده من عند ربنا".
 
ومجيبا عن السؤال: "بعدما تصدر الحكم، وتذهب لمنزلك.. هل يمكنك وضع رأسك على الوسادة بارتياح؟، قال: "فعلا، أنا بعد الحكم أضع رأسي على المخدة بارتياح، ودي أهم حاجة.. عشان كل واحد فينا له يوم، وهيطلع فوق، وهيسأل. أصل القضاء ده مهمة مش سهلة، إنتو بتسمعوا الواحد بيقول: حكمت المحكمة، لا تعلم أنت ماذا يحدث بعد ذلك، أن تأخذ معك الورق إلى البيت حتى تثبت قرارك الذى اتخذته، فلازم يكون الإنسان مستريحا".
 
واستطرد: "القضاة عموما يحتاجون إلى تشريعات كثيرة جدا، أهمها تعديل قانون الإجراءات الجنائية.. ثانيها اختصار درجات التقاضي بعد إصدار حكم محكمة الجنايات، إذا كان الحكم محتاجا للنقض، يكون مرة واحدة فقط، وليس مرتين".
 
وأضاف: "هناك قاعدة عامة تنص على أن العمليات الإرهابية التي تحدث حاليا ستظل مستمرة لفترة معينة، وسيكون صعبا جدا على الشرطة مراقبة كل شيء، وتحديدا مراقبة كل مواطن يسير في الشارع، لكننا ندعو الله -سبحانه، وتعالى- أن يحمينا من هؤلاء، وأن تنحسر تلك الموجة في أقرب وقت ممكن".
 
والمستشار محمد ناجى شحاتة، هو أحد القضاة الذين ترددت أسماؤهم في البلاغ المقدم لوزير العدل الأسبق، باعتباره أحد القضاة المسؤولين عن تزوير الانتخابات البرلمانية في عام 2005، لصالح مرشحي الحزب الوطني، بدائرة الزرقا بمحافظة دمياط، وفقا لتقرير نشرته حركة "شايفنكم".
 
ويشغل الآن منصب رئيس الدائرة الخامسة جنايات الجيزة، التي تم تشكيلها عقب الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو 2013، المختصة بنظر قضايا الإرهاب وأحداث العنف والتجمهر، وأصبح محل جدل واسع عقب تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حسابا يحمل اسمه، ويحتوي على صور فاضحة، وكانت هذه الواقعة سببا في حكمه على الناشط "أحمد دومة" بالسجن 3 سنوات؛ لسؤاله: "هو لديك حساب على فيسبوك"
 
ومن أبرز الأحكام التي أصدرها شحاتة، الإعدام لـ 183 متهما في القضية المعروفة بـ"مذبحة مركز شرطة كرداسة"، بالإضافة إلى نظره قضية "خلية ماريوت" التي حكم فيها على 17 مراسلا تابعين لقناة "الجزيرة" بالحبس، وقضية "مسجد الاستقامة" التي أحال فيها  13 من قيادات الإخوان للمفتي، وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، وكانت آخر أحكامه السجن المؤبد في قضية أحداث مجلس الوزراء، على أحمد دومة، وتغريمه 17 مليون جنيه.
 
كما رفض شحاتة طلب 10 منظمات ومراكز تابعة لحقوق الإنسان بالإفراج الصحي عن محمد صلاح سلطان المُضرب عن الطعام، وكثيرا ما رد على طلبات الحالات الإنسانية التي ينظر محاكمتها بكلمة: "مرفوض" .
 
كما سب الإخوان المسلمين، ووصفهم بالإرهابيين والقتلة والجواسيس، إضافة إلى مهاجمته للبرادعي وعمرو حمزاوي وحسن نافعة، واتهمهم بأنهم خونة وعملاء لأمريكا. كما هاجم شباب 6 أبريل، ووصفهم بانهم في مزبلة التاريخ.
 
ويعاني القضاء المصري من أزمة حالية بعد العوار القانوني الذي حدث بعد اختيار الدوائر المعروفة باسم دوائر الإرهاب، بحسب قانونيين.