شهدت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة بولايات
السودان إقبالا متفاوتا، خلال الساعات الثلاث الأولى من فتح صناديق الاقتراع باليوم الثاني لأول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في 2011، وسط مقاطعة فصائل المعارضة السياسية.
واستؤنفت عملية الاقتراع في اليوم الثاني، وسط إجراءات أمنية مشددة، وشهدت بعض مراكز الاقتراع إقبالا متوسطا للناخبين مقارنة مع اليوم الأول للاقتراع وغلبت عليها المشاركة النسائية.
من جهته عد عضو المكتب السياسي في حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل المعارض في السودان المحامي علي السيد، أن هناك مقاطعة كبيرة للانتخابات.
وقال إن هناك عزوفا شعبيا عن المشاركة في
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انطلقت أمس الاثنين، وتوقع أن يكون لهذه المقاطعة ما بعدها على مستوى توحيد المعارضة.
وأرجع السيد عزوف الناس عن الانتخابات إلى عدم ثقتهم بوجود شفافية وانتخابات نزيهة، وقال: "لا يوجد في السودان اليوم أي مظهر يوحي بأن البلاد تعرف انتخابات برلمانية ورئاسية، وعلى الرغم من أن الحكومة قد جعلت يوم أمس الاثنين يوم إجازة، إلا أن الموطنين التزموا بيوتهم، وكان هناك إقبال ضعيف شارك فيه فقط أقارب المرشحين للتشريعيات أو للرئاسة".
وفي مدينة الفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، لتفريق احتجاجات محدودة مناهضة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نظمها طلاب جامعيون.
وأفاد شهود عيان بأن طلاب جامعة الفاشر نظموا مظاهرة تندد بتنظيم الانتخابات وتطالب برحيل النظام، قبل أن تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
فيما تأخر افتتاح مركزين بولاية الجزيرة (وسط البلاد) حتى اليوم الثاني من بدء الاقتراع، بسبب عدم وصول سجلات الناخبين وقوائم المرشحين.
ومن بين خمسة مراكز بولاية الجزيرة، فإن الإقبال كان محدودا في اثنين منها مقابل ثلاثة مراكز شهدت مستويات إقبال ملحوظة.
وبدت حركة السير عادية بشوارع
الخرطوم، عكس الأمس حين كانت أقل بكثير من المعدلات الطبيعية، وذلك بسبب العطلة الرسمية التي حددتها السلطات لمنح الفرصة للناخبين للإدلاء بأصواتهم.
ونشطت وسط الأحياء في العاصمة الخرطوم، لليوم الثاني، حملات التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم، حيث وفرت سيارات لحشد أنصاره وسط غياب شبه تام لأي حملات مناوئة من فصائل المعارضة الرئيسة التي تقاطع العملية التي تستمر ثلاثة أيام.
ونصب أنصار الحزب الحاكم، خيمة خارج عدد من مراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين.
ورصد تفاوت في الإقبال على مراكز الاقتراع في الخرطوم خلال ثلاث ساعات من فتح صناديق الاقتراع، لكنه في تزايد مقارنة مع اليوم الأول للاقتراع.
وفي مركز انتخابي بحي بري، أحد أكبر الأحياء الشعبية بالخرطوم، اصطف نحو 100 شخص في طوابير للإدلاء بأصواتهم.
ولوحظ تواجد كثيف لأفراد الشرطة بالمركز للإدلاء بأصواتهم، مرتدين الزي الرسمي، وتنتشر في الحي، مراكز كثيرة للشرطة.
وفي مركز مدرسة الاتحاد بحي "الحاج يوسف"، أحد أكبر الأحياء شرق الخرطوم، فإن الإقبال على التصويت بدأ في التزايد خلال الساعة الثالثة، مقارنة مع الساعتين الأولى والثانية من فتح صناديق الاقتراع.
وقال عضو لجنة الانتخابات بالمركز طالبا عدم ذكر اسمه، إن عدد المصوتين خلال الثلاث ساعات الأولى، بلغ نحو 250 شخصا، وهو عدد كبير مقارنة مع اليوم الأول للاقتراع.
وفي مركز مدرسة بدر الكبرى بحي أمبدة غرب الخرطوم، فإن إقبال الناخبين متوسط، واصطف نحو 10 أشخاص في طابور للإدلاء بأصواتهم.
وفي مركز بحي "نوباوي" في أم درمان، فليس هناك إقبال يذكر من المقترعين الذي لم يتجاوزوا العشرة حتى الساعة الـ9:30 تغ.
وتوقع العضو في حملة الحزب الحاكم، أحمد الخضر، تزايد الإقبال في الفترة المسائية اليوم، وغدا.
وقلل الخضر من تأثير الحملة التي تقودها المعارضة لتحريض المواطنين على مقاطعة الانتخابات العامة.
ويصوت الناخبون على سبع بطاقات، الأولى منها خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس
عمر البشير، وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له.
وتشمل عملية التصويت ثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25% من مقاعد البرلمان بنص الدستور.
علاوة على ذلك، فإن هناك ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية.
وفي الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني".
وبحسب المفوضية القومية للانتخابات، فإنه دُعِيَ 13.6 مليون سوداني من أصحاب حق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد، لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان والمجالس التشريعية (الإقليمية) في الولايات.
وبدأت عملية التصويت، التي تستمر تسع ساعات كل يوم، الاثنين، في ولايات جنوب وشمال وغرب دارفور ونهر النيل، في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، بدلا من الثامنة صباحا موعد بدء التصويت في باقي ولايات السودان الأربع عشرة.