يدلي السودانيون الخميس بأصواتهم في آخر يوم من الانتخابات العامة بعد تمديدها 24 ساعة إضافية في ظل غياب واضح للناخبين عن مراكز الاقتراع منذ اليوم الأول.
وكان من المفترض أن تقفل صناديق الاقتراع عند الساعة 19,00 من الأربعاء لتنتهي بذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية على المستوى الوطني ومستوى الولايات بانتظار الإعلان عن النتائج النهائية في نيسان/ أبريل.
لكن المفوضية القومية للانتخابات أعلنت تمديدها حتى الساعة 19,00 من الخميس، و"ذلك لإتاحة الفرصة للناخبين السودانيين لاختيار ممثليهم".
وينافس 15 مرشحا ليسوا معروفين الرئيس عمر البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاما في الحكم، ومن المرجح أن يفوز فيها بسهولة.
ويصوت الناخبون على سبع بطاقات؛ الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير، وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له.
وتشمل عملية التصويت ثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25% من مقاعد البرلمان بنص الدستور.
علاوة على ذلك توجد ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية.
وفي الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة.
وأعلن المرشحان الرئاسيان عمر عوض الكريم وأحمد راضي انسحابهما من السباق منددين بحدوث تجاوزات.
ولفت الكريم إلى أنه أبلغ مفوضية الانتخابات بالتجاوزات ولكنها لم تحرك ساكنا.
من جهته، قال راضي لـ"فرانس برس": "في اعتقادي علينا أن نسلم بأن العملية الانتخابية فشلت والمشاركة لم تتعد الـ20 في المئة، بدلا من البحث عن حلول مثل التمديد".
ومنذ بدء الانتخابات يوم الاثنين، بدت مشاركة الناخبين ضعيفة.
وصباح الخميس، وفي أحد مراكز الاقتراع في منطقة الجريف في الخرطوم، ذكر مصور أن شخصا واحدا جاء للإدلاء بصوته بين الساعة التاسعة والساعة العاشرة.
ويبدو أن ضعف التصويت لم يفتح المجال أمام استخدام أي من صناديق الاقتراع الإضافية التي تراكمت فارغة في زوايا غرفة الاقتراع.
وتشمل الانتخابات إضافة إلى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضوا في البرلمان وأعضاء مجالس الولايات.
وفي ولاية الجزيرة (وسط)، قررت مفوضية الانتخابات الثلاثاء تمديد عملية الاقتراع يومين آخرين، الخميس والجمعة. وكانت تحدثت في وقت سابق عن 152 مركزا في ولاية الجزيرة من أصل 1818 لم تفتح أبوابها بسبب "أخطاء إدارية".
على صعيد سياسي، بدأت المعارضة متمثلة بتحالف "نداء السودان" الأحد، اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الأمة في أم درمان في إطار حملة أطلقت عليها "إرحل".
ومساء الأربعاء، عادت الناشطة السياسية ساندرة كدودة إلى منزلها، بعدما فقد أثرها منذ يوم الأحد. واتهمت العائلة الأجهزة الأمنية باختطافها واعتقالها. وقالت أمل هباري الصحافية والناشطة المقربة من العائلة، إنه "أطلق سراح ساندرا وعادت إلى منزلها، ومن المفترض أن تصدر العائلة بيانا في وقت قريب".
وفي ما يتعلق بالمشاركة الضعيفة، قالت نائبة رئيس حزب الأمة المعارض مريم المهدي، إنها "كانت متوقعة لأن الانتخابات لن تحدث أي تغيير، فالبشير سيحصد كافة الأصوات، فليس هناك منافسة من أي نوع في هذه الانتخابات".
وتعتبر هذه الانتخابات التعددية الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم في العام 1989 عبر انقلاب عسكري. وتستمر النزاعات في منطقة دارفور (غرب) منذ 2003 وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011.
وكانت مفوضية الانتخابات تحدثت الثلاثاء عن محاولات هجوم قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) ضد مراكز الاقتراع في جنوب كردفان تصدت لها القوات المسلحة.
وأعلن رئيس المفوضية مختار الأصم أنه "برغم القصف الذي تم أمس (الثلاثاء) لمدينتي كادقلي والدلنج (جنوب كردفان) بالصواريخ، إلا أن ذلك لم يؤثر على عمل المراكز بها ووصول الناخبين إليها".