كتب محمد بارلاس: في ظلّ اقتراب الانتخابات التشريعية، يَعِد حزبُ الشعب الجمهوريّ المعارض مناصريه، بفتح صندوق مال الدولة للجميع، وإعطاء هباتٍ مفتوحة، وذلك دون أن يراجع الواردات والصادرات والدخل القومي لتركيا. إنّ الإفصاح عن وعودٍ عمياء غيرُ مدروسةٍ، ما هو إلا سياسةُ حزبٍ مفلس.
لنستذكر سياسة وإجراءات رئيس الجمهورية الأسبق تورغت أوزال، عندما بدء بطرح الأسس
الاقتصادية للدخل القومي، وأوضح الخطأ الذي يرتكبه البيروقراطيون في البنك المركزي التركي، عند تحديدهم أسعار صرف الدولار والفرنك، كما أنه وضع الأسس الاقتصادية للاقتصاد التركي، بما فيها سعر الصرف والفائدة المصرفية، تلك الأسس بقيت حتى الانقلاب العسكري الذي قام به كنعان أوران في 28 شباط/ فبراير 1997.
حزب الشعب الجمهوري، لا يُعِد أيّة حسابات للمستقبل، ويكتفي بالوعود الجافة فقط، ولمجرد الفكاهة، حتى الذين يزوّرون العملات، يجرون حساباتهم أثناء طباعتهم للأوراق النقدية، بما في ذلك حسابات الورق والحبر والطابعات، بل ويُدرجون في حساباتهم احتمالات إلقاء القبض عليهم. وانطلاقاً من هذه النقطة نعلم أن لا جديد لدى حزب الشعب الجمهوري، فهو مازال يهتم بتسعير الدولة للبضائع، ويحاول إلقاء التهم الباطلة للحكومة على فرضها للتسعير، دون النظر إلى خزانة الدولة إن كانت مليئة أم فارغة.
وكما قال أحدُ السياسيين: "إن وَعَد السياسيّ بشيء، فانظروا إلى الموارد المتاحة بيده، وكلفته المادية"، وحزب الشعب الجمهوري المعارض للحكومة يَعد بما ليس في يده، ويطرح مشاريع أطول من قامته. ونعلم أن هذه المقولة لن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل تلك العقليات الموجودة داخل حزب الشعب الجمهوري، لذلك فهم غير قادرين على منح
تركيا مشاريع واستثمارات كبيرة، تزيد من رفاهية المواطن، لأن أهدافهم لا تتعدى مفهوم الحضارة المعاصرة والمنافسة الدولية في الاتصالات والاقتصاد.. ومفهوم الاندماج مع الغرب لا يتعدى التبعيّة الكاملة للبنك الدولي المركزي أو حلف الشمال الأطلسي (الناتو) أو الانصياع لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية.
تلك العقليات من حزب الشعب الجمهوري، عندما بدء تورغوت أوزال إصلاحاته الاقتصادية، نقدوه وقالوا إنه "لا يمكن لتركيا أن تُصدّر بضائعها، لأننا إن صدّرنا تلك البضائع سنموت من الجوع!".. بالمحصّلة، يجب ألا نأبه لوعود حزب الشعب الجمهوري الوهمية. فماذا ننتظر من فريق حزب، أكبر همّهم التصفيق الحار من مناصريهم، في مؤتمراتهم الحزبية؟!
(عن صحيفة صباح- ترجمة وتحرير: تركيا بوست)