شنت قوات الأمن في جمهورية
صرب البوسنة، الأربعاء، حملة
مداهمات واسعة النطاق في أوساط الإسلاميين، وذلك بعد نحو أسبوع على مقتل شرطي في "هجوم إرهابي"، كما أعلنت السلطات.
وقالت المتحدث باسم وزارة الداخلية في جمهورية سربرسكا، الكيان الصربي في جمهورية البوسنة والهرسك، ميلان سلمنديا، أن "المداهمات تجري في 32 منطقة في جمهورية سربرسكا".
وبحسب القناة التلفزيونية العامة "ار تي ار اس"، فإن الكثير من المشتبه بهم اعتقلوا خلال هذه الحملة.
ولم تعلن الشرطة عن عدد الموقوفين؛ لأن حملة المداهمات ما تزال جارية.
من جهتها، أعلنت النيابة العامة، في بيان، أن المداهمات تستهدف أشخاصا يشتبه في أنهم "حصلوا على أسلحة ومتفجرات بهدف تنفيذ هجمات إرهابية ضد مؤسسات جمهورية سربرسكا وممثليها".
وبحسب المتحدث باسم الداخلية، فإن هؤلاء المشبوهين "مرتبطون بحركات متطرفة أو حاربوا في سوريا أو عادوا من سوريا أو يجندون" جهاديين.
وأكد المتحدث أنه تم خلال حملة المداهمات "ضبط كمية من الأسلحة والذخائر والسترات الواقية من الرصاص وبزات ومواد دعائية مخصصة لتجنيد" الجهاديين.
وتأتي هذه الحملة الأمنية بعد أكثر من أسبوع على هجوم نفذه إسلامي مفترض، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح في بلدة زفورنيك في "جمهورية صرب البوسنة".
وأثناء الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك بين العامين 1992 و1995، توافد مئات الإسلاميين، من الدول العربية خصوصا، للقتال إلى جانب المسلمين في هذه الدولة.
وغادر المقاتلون الأجانب البلاد، إلا أن عددا من مسلمي البوسنة اعتنق تفسيرهم المتشدد للإسلام.
ويبدو أن هؤلاء توجهوا بعد عشرين عاما للقتال إلى جانب الجهاديين في سوريا والعراق.
ومنذ كانون الثاني/ يناير، يخضع أحد قادة التيار الإسلامي في البوسنة حسين بوسنيتش، ولقبه "بلال"، للمحاكمة أمام محكمة محلية بتهمة "التحريض علنا على الأنشطة الإرهابية" وتجنيد جهاديين.
وشهدت البوسنة بين 1992 و1995 حربا أهلية أدت إلى تقسيم البلاد إلى كيانين، أحدهما صربي والآخر كرواتي- مسلم.
وينشط تيار إسلامي في البوسنة، البلد البلقاني البالغ عدد سكانه 3,8 ملايين نسمة، بينهم نحو 40 في المئة من المسلمين، إلى جانب الصرب، وهم من المسيحيين الأرثوذكس، والكروات الكاثوليك.