أحيت العاصمة السورية
دمشق السبت طقوسا فريدة من نوعها، إذ قام صاحب أحد مطاعم
الفلافل في حي القصاع؛ بصنع أطول سندويشة فلافل في
سوريا، فيما علق ساخرون بأنها هذه السندويشة كان ينقصها بعض المترات حتى تصل إلى
الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، وتطعم الجياع الذين يهددهم شبح الموت جوعا.
وتناقل السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وتسجيلات للسندويشة التي استغرق صنعها ما يزيد عن 30 دقيقة، وقام عليها عدة أشخاص، فيما بلغ طولها ما يزيد عن 100 متر.
وأثارت هذه الصور التي توحي بأن الحياة طبيعية في سوريا؛ غضب الكثير من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفوا أصحب
المطعم بأنهم متعامون عن المحاصرين الذين يموتون من
الجوع في جنوب دمشق وغوطتيها الشرقية والغربية. وسارعت صفحات لتنشر صور من يموت جوعا في الغوطة الشرقية، والإشارة إلى معاناتهم، بعدما ساهم الحصار وانعدام الأدوية وسوء الغذاء في تردي أوضاعهم الصحية.
ويقول الشاب جابر لـ"
عربي21" إن "الناس ما عاد حست باللي عم يموت من الجوع، لو حابب تفتح محل لتعيش افتح، بس حس بالناس المحاصرة وبلاها المظاهر الخداعة".
ويتحسر أحمد على وضع أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا ما يقارب 200 ضحية بسبب الجوع والحصار، ويتعجب ممن يسارع للمشاركة في مسابقات غينيس متناسيا أن هناك آخرين لا يحق لهم المشاركة إلا بعداد توثيق ضحايا القصف والجوع والحصار.
واستغرب سامر الافتتاح "المبتذل"، لا سيما مع تواجد صور الرئيس السوري بشار الأسد، وشقيقه ماهر الأسد، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع علم الحزب، في ظل تواجد عناصر للشبيحة بزي عسكري وتصويرهم طريقة الافتتاح. وألقى سامر بالمسؤولية على كل من كان شاهدا ذلك الحفل، متهما إياه بعدم الإحساس بمعاناة غيره.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقام فيها احتفالات ومشروعات كهذه في دمشق، في الوقت الذي يموت فيه الكثيرون نتيجة الجوع وسوء التغذية، تحت الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام السوري على المناطق القريبة من دمشق.
وبينما ينهش الغلاء والفقر بأغلب العائلات في الريف الدمشقي، أقامت وزارة السياحة حفلا في فندق "داما روز"، مستعرضة الأكلات الشامية، حيث امتدت الطاولات على امتداد القاعة في الفندق، بحضول كبار المسؤولين في النظام. وكان للأهالي المحاصرين نصيب في النظر إلى صور موائد الحفل، فاستذكروا أكلاتهم الشامية التي حرمهم الأسد من صنعها بفعل حصاره واحتكار تجاره.
كما أقامت مجموعة من نساء رجال الأعمال، ومنهن زوجة محمد حمشو، الذراع الاقتصادية للأسد، وابنة وزيرة الخارجية وليد لمعلم، ونساء عائلات كبيرة في دمشق، كالدباس والحفار والشيخ غزال، حفلا في مجمع يعفور بتكلفة 18 مليون ليرة سورية، أسموه حريم السلطان، في محاكاة للمسلسل التركي حريم السلطان، حيث كانت ملابس المشاركات من باريس ومصممة على أيدي كبار المصممين العالميين. وبحسب الصور المسربة من الحفل، فإن البذخ لم يقتصر على الألبسة بل تعداها إلى الأطعمة والمشروبات.
وكان مكتب دمشق الإعلامي قد أصدر تقريرا عن حالات الموت جوعا، حيث وثق 27 حالة موت من الجوع منذ بداية 2015 في الغوطة الشرقية، مع شح المساعدات التي تقدمها المنظمات الغذائية وصعوبة، وصولها إليهم بسبب الحصار أو استيلاء الشبيحة عليها وتوزيعها على مناطقهم.