الشعب الجمهوري يعلن قبوله الحكومة الائتلافية في تركيا

تناقلت الصحف التركية، في عددها الصادر صباح الخميس، تصريحات زعيم "الحزب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية تأكيده على أن باب حزب الشعب الجمهوري مفتوح للتحالف مع حزب العدالة والتنمية من أجل تأسيس حكومة ائتلافية.

جاء ذلك في وقت أوردت فيه صحف تركية خبر قيام حزب العمال الكردستاني الإرهابي بإعداد قائمة لإعدام مائة شخص من مختلف مناطق تركيا، وذلك بعد كشف أن رئيس جميعه "إحياء دار" وعضو حزب القضية الحرة "الكردي الإسلامي" أيتاج باران الذي تم اعدامه في مدينة دياربكر أمام منزله بعد يومين من إجراء الانتخابات البرلمانية التركية، ضمن هذه القائمة.


زعيم "الشعب الجمهوري": بابنا مفتوح للتحالف مع العدالة والتنمية

نقلت صحيفة "يني شفق" في خبر لها عن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، قوله إنه "لا يجب ترك تركيا بدون حكومة، كما يجب على جميع الأحزاب رفع الخطوط الحمر وإرساء مبادئ التوافق والتصالح من أجل المصلحة العامة"، وكان كيليجدار أوغلو قد أكد بأن باب حزب الشعب الجمهوري مفتوح للتحالف مع حزب العدالة والتنمية من أجل تأسيس حكومة ائتلافية.

وأوردت الصحيفة بأن تقييم زعيم المعارضة التركية لنتائج الانتخابات جاء فيه "يجب على كل شخص تقييم نتائج الانتخابات بعيدا عن الانتماءات الحزبية والأحاسيس الشخصية، يجب أن لا تترك تركيا بلا حكومة، هناك عدة خيارات لتأسيس الحكومة القادمة، يجب على كل زعيم حزب سياسي إعادة تقييم هذه الخيارات بدقة، الديموقراطية هي عبارة عن نظام توافقي".

وبحسب الصحيفة فإن كيليجدار أوغلو يرى بأنه "يجب اختيار طريقة مبنية على التصالح والتوافق وليس الخطوط الحمراء، أعتقد أننا نستطيع التحالف، على الأقل أحزاب المعارضة تستطيع التوافق والتصالح بينها، يجب على المعارضة التحرك بناء على نتائج الانتخابات وليس الانتماءات الحزبية، وكما أكد أنه بالطبع عملية تأسيس الحكومة لن تكون بهذه السرعة بل هناك عدة عمليات تشاور؛ حيث سيقوم داود أوغلو فور توليه مهمة تأسيس الحكومة بزيارة جميع الأحزاب السياسية، سيعرض علينا بعض الاقتراحات، ونحن سنقوم بالاجتماع وتقييم هذه الاقتراحات، خيارنا الأول هو تأسيس حكومة بعيدا عن حزب الأغلبية، وإنما تأسيس حكومة تجمع جميع عناصر المعارضة بعيدا عن حزب الأغلية، ولكن هذا لا يعنى أنه من المستحيل التحالف مع حزب العدالة والتنمية من أجل تأسيس حكومة ائتلافية.


دميرطاش وأوجلان.. ونظام أردوغان
 
يفيد الكاتب "حسن أوزتورك" في مقال له بصحيفة "ستار" بأن تركيا الأن تم إيقافها بالفعل، يجب أن نتذكر بأن الجملة، التى كررها صلاح الدين دميرطاش رئيس حزب الشعوب الديموقراطي" لن نجعلك تصبح رئيسا بنظام رئاسي"، قيلت على الرغم من عدم قبولها من قبل ساكن إيمرالى "يقصد به عبد الله أوجولان".

ويقول الكاتب بأنه وتحديدا بعد قيام صحيفة "ميلت" التركية المعارضة، بتاريخ 28 شباط/ فبراير 2013، بنشر بعض التسريبات الخاصة بلقاءات أعضاء حزب الشعوب الديموقراطي وعبد الله أوجولان بهدف ضرب "عملية السلام"، والتي يؤكد فيها عبد الله أجولان على "إمكانية قبول النظام الرئاسى"، على الرغم من هذا التأكيد أصر دميرطاش على جملته "لن نجعلك تصبح رئيسا بنظام رئيسي" ورددها أكثر من مرة، هذا التناقض يعني الكثير.

وسلط الكاتب الضوء على الوضع في تركيا، بالرجوع إلى تفاصيل النقاش الذي حدث بين أوجولان وأعضاء الحزب حسب تسريبات صحيفة "مليت"، فزعيم المتمردين الأكراد أوجولان قال في التسريبات: "يمكن التفكير بقبول النظام الرئيسي، نحن ندعم رئاسة طيب أردوغان في إطار نظام رئاسي، نحن نستطيع الاتفاق مع حزب العدالة والتنمية على أساس النظام الرئاسي، ولكن هذا النظام يجب أن يكون مثل النظام الرئاسي الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن يتكون من مجلسين مجلس الدولة "السناتو" ومجلس الشعب، يمكن أن نسمى مجلس الشعب بالمجلس الديموقراطي".

ويرى الكاتب بأنه من خلال هذه التسريبات تستنتج بأن دميرطاش على الرغم من تصريحات أوجولان تحدى ذلك وقال "لن نجعلك رئيسا بنظام رئيسي" وجهها ليصبح نجم الحملات الانتخابية المعارضة لنظام الرئاسة". وفي هذه الحالة؛ هل يمكن أن يكون أبطال جزي بارك، الذين يريدون إيقاف وتدمير تركيا، استخدام بطاقة حزب الشعوب الديموقراطي "البي كاكا" آخر بطاقة أمل في إيقاف تركيا وتدميرها.

ويقول الكاتب لنرجع للمقدمة، نستنتج بأن من جعل دميرطاش يقول جملة" لن نجعلك رئيسا بنظام رئيسي" هم أعداء تركيا، لأن أكثر تأكيد وقف عنده أردوغان أثناء ترويجه للنظام الرئاسي هو تأكيده على أن "الهدف الأساسي من النظام الرئاسي هو تأسيس تركيا القوية والكبيرة".
ويختتم الكاتب قوله أريد أن أقول اعتبارا من اليوم نستطيع أن نؤكد بأنه تم إيقاف تركيا وتعطيل تطورها من خلال استخدام "البطاقة الكردية، لنعلم بأن السهم قد خرج من الرمح ولا فرصة بعد اليوم من إيقاف هذه المؤامرات الهادفة لتدمير تركيا من خلال "البطاقة الكردية".

"المعارضة التركية" وشؤون البلاد

يقول الكاتب "خير الدين كارامان" في مقال له بصحيفة "يني شفق" استطاع بالفعل التحالف الكبير بين كل من أحزاب المعارضة وبعض وسائل الإعلام وبعض مؤسسات المجتمع المدني، والأعداء في الخارج، الذين لا يريدون لتركيا أن تصبح أقوى دولة إسلامية في الشرق الأوسط، إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية الفردي.

هذا التحالف قضى على حزب ليس له بديل في إمكانية تطوير تركيا وجعلها من أقوى الدول في العالم سياسيا واقتصاديا وتجاريا وثقافيا.

ويرى الكاتب بأن الحقيقة هي وجود أحزاب معارضة كان هدفها الرئيسي فقط؛ هو إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية مهما كان الثمن، حتى لو كان الثمن هو تركيا وصالحها العامة، وعندما نجح هؤلاء في تحقيق هدفهم، لم يصدقوا الأمر واستغربوا من نجاحهم وأصبحوا مشتتي الأفكار لا يعلمون ماذا يفعلون بعد تحملهم مسؤولية لم يحلموا يوما بتحملها، وذلك لأن الوعود التى قدموها خلال حملاتهم الانتخابية لا تمت بأي صلة للواقع وتطبيقها من المستحيلات لذا أصبحوا يفكرون بالهرب من هذه المسؤولية.

ويقول الكاتب في اعتقادي بأن هذه الأحزاب لا تملك الكوادر الفاعلة والمؤهلة لتطوير تركيا وادامة تنميتها، لذا أجزم بأنهم لو استلموا الحكم لن يستطيعوا إدارة البلاد حتى ولو ليوم واحد.

"العمال الكردستاني" يهدف لإعدام مائة شخص في تركيا

تورد صحيفة "صباح" خبر قيام حزب العمال الكردستاني الإرهابي بإعداد قائمة لإعدام مائة شخص من مختلف مناطق تركيا، وكان رئيس جميعه "إحياء دار" وعضو حزب القضية الحرة "الكردي الإسلامي" أيتاج باران الذي تم إعدامه في مدينة دياربكر أمام منزله بعد يومين من إجراء الانتخابات البرلمانية التركية، ضمن هذه القائمة.

وذكرت الصحيفة بأنه وبعد اغتيال باران بدأت الأحداث والمناوشات الدامية، في ديار بكر، تأخذ مجراها بين حزب القضية الحرة وأنصار حزب الشعوب الديموقراطي حزب العمال الكردستاني الإرهابي، فبالأمس تم قتل أربعة أشخاص من الجهتين وتم جرح أكثر من شخص كان من ضمنهم عدة صحفيين ومراسلين، وبعد مقتل باران الإثنين الماضي، استمرت الاشتباكات المسلحة إلى صباح اليوم.

وبعد هذه الأحداث الدامية تبين بأن حزب العمال الكردستاني قد أعد خطة كبيرة للقضاء على أعضاء القضية الحرة في شرق وجنوب شرق الأناضول، وذلك، حسب ادعاءات حزب العمال الكردستاني، لأن حزب القضية الحر مختلف معه إيدولوجيا ويعطل مصالحه الاستراتيجية التي تهدف للاستقلال عن تركيا.

وبحسب محافظة ديار بكر، فإنه عقب اغتيال باران تم اقتحام 27 بيت للمتهمين وكما تم اعتقال 17 شخص.

وتورد الصحيفة بأن مديرية الشرطة أعلنت في ديار بكر بأنها استطاعت الوصول إلى تهديدات خطية، أرسلها حزب العمال الكردستاني إلى بعض الأشخاص من حزب القضية الحرة، تفيد بأنه سيتم إعدام 100 شخص من حزب القضية الحرة، وكانت هذه التهديدات تحتوي على قائمة بأسماء المئة شخص المستهدفين.

وأكد المحامي المقيم في ديار بكر أورهان عبد الغني بأن "هذه التهديدات الخطية تعمد إيصالها لأيدى الشرطة، وبعد ذلك تم اغتيال أحد الأشخاص الموجودين في القائمة في تحدى واضح للقوات الأمنية، وكأن حزب العمال الكردستاني يقول أنا السلطة هنا أعدم من أريد وأبقى من أريد من أراد أن يبقى تحت سلطتي يجب أن يتبع أفكاري وقوانيني".