نشرت صحيفة هافنجتون بوست الناطقة بالفرنسية مقالا، حول السياسات التي يتبعها النظام
الإيراني في منطقة
الشرق الأوسط، وتركز بالأساس على اتباع النهج الطائفي في تعاملها مع قضايا المنطقة، وقالت الصحيفة إن تغيير طبيعة النظام الديني الإيراني قد يؤدي إلى تغير المناخ المتوتر في الشرق الأوسط وينزع فتيل
التطرف الديني.
وأورد المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن السياسات الإيرانية كانت لها تداعيات كبيرة في الشرق الأوسط، منها تفاقم انتشار ظاهرة التشدد والعنف الديني، وذلك عبر تدخلها السلبي في الشؤون اللبنانية والسورية واليمنية، وهو ما من شأنه أن يزرع مشاعر النقمة وينشر الفوضى في المنطقة.
وذكر المقال الذي كتبه جون بيار ميشال، النائب السابق والعضو الشرفي في البرلمان ومؤسس نقابة القضاة، أنه في سنة 2007 أسست ثلة من الشخصيات السياسية الفرنسية، من أمثال آلان فيفيان وفرانسوا كولكومبات (عضوا الحزب الاشتراكي) وجون بيار ميشال (النائب السابق بالبرلمان الفرنسي)، ما سمي حينها باللجنة الفرنسية من أجل إيران ديمقراطية.
ويذكر المقال بأن هذه اللجنة تسعى إلى دعم جهود الشعب الإيراني في تحقيق الديمقراطية ونشر حقوق الإنسان، في وقت يكافح فيه الإيرانيون ضد الاستبداد الديني، حيث تتستر السلطة الإيرانية تحت ستار الدين لارتكاب أبشع أنواع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان.
وأضاف الكاتب في السياق ذاته؛ أن الدولة في إيران ما زالت تعيش في العصور القديمة، فهي تمارس الإرهاب عبر ممارسات كـ"بتر الأطراف، واقتلاع العيون، والاعتداء على المواطنين بماء النار"، وهي عقوبات لا تختلف عن ما يمارسه تنظيم الدولة، سوى أنها في إيران تطبق من قبل الدولة وباسم القانون، كما يقول المقال.
وقال المقال إن اللجنة المذكورة اتهمت من قبل السلطات الإيرانية بالتآمر عليها، بعد أن أعلن أعضاء هذه اللجنة مساندتهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وزعيمته مريم رجوي التي تعيش في المنفى.
وأوضح المقال أن الادعاءات الإيرانية جاءت لتبرر الممارسات العنيفة ضد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وحلفائه، وقد عمدت إيران إلى تنصيب شخصيات معتدلة كالرئيس الحالي لإيران حسن الروحاني، لتبيض هذه الممارسات وإعطاء انطباع بوجود نفس إصلاحي في البلاد.
وأشار الكاتب الفرنسي إلى أنه مع مرور الوقت لم تتغير ممارسات السلطة الإيرانية تجاه شعبها، حيث تصدرت إيران المرتبة الأولى بأكبر عدد من عمليات الإعدام في العالم، كما استمرت ممارسات القمع و الاضطهاد تجاه النساء والأقليات والمثقفين.
كما واصل الملالي في إيران إثارة المشاكل في المنطقة من خلال تصدير الإرهاب والأصولية الإسلامية، بينما غضت الحكومات الغربية البصر عن تدخلات النظام الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وقال الكاتب في السياق ذاته إن إيران تسعى إلى إنشاء محور شيعي في المنطقة تحت قيادة المرشد الأعلى، وذلك بهدف السيطرة على المنطقة، مشيرة إلى أن إيران هي مصدر عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأورد المقال أن تساهل الحكومات في الغرب، وثقتها العمياء وغير المبررة في النظام الإيراني؛ كلف الشعوب الأوروبية الكثير، ليبقى اعتدال السياسة الإيرانية مجرد أوهام، في وقت تعيش فيه منطقة غرب آسيا موجة من العنف والتطرف التي أثبت التاريخ أن لها جذورا إيرانية.
ولفت الكاتب إلى أن الدبلوماسية الفرنسية بدأت تسير في الطريق الصحيح، حيث اعترفت فرنسا أخيرا بأن إيران ليست عاملا من عوامل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بل على العكس، هي السبب وراء انتشار الفوضى وتفاقم ظاهرة الإرهاب في البلدان المجاورة لها.
ورأ الكاتب أنه "يتوجب على المجتمع الدولي مساعدة شعوب المنطقة على الوقوف أمام الآفة الإيرانية، وتشجيع الشعب الإيراني على محاربة الدكتاتورية التي تنهش البلاد"، مشيرا إلى أنه قد أثبت الشعب الإيراني إرادته في التغيير سنة 2009، عندما خرج الملايين من الإيرانيين إلى الشوارع لرفض توجهات المرشد الأعلى.
وأشار الكاتب أخيرا إلى أنه إذا أرادت فرنسا التوصل إلى حل للأزمة في الشرق الأوسط، فإنه يجب تشجيع التغيير الديمقراطي في إيران، عبر دعم المجلس الوطني للمقاومة في إيران، وفتح الحوار مع السيدة مريم رجوي، وذلك من أجل تدعيم دور المرأة في معركة الديمقراطية التي يخوضها الشرق الأوسط.