شرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريرا تناولت فيه قرار الرئيس
التونسي الأخير القاضي بفرض حالة
الطوارئ بالبلد، إثر مرور ثمانية أيام على الهجمات التي طالت منتجعا سياحيا بمدينة
سوسة، وذلك بهدف السيطرة على الوضع الأمني ووضع حد لموجة الإضرابات التي تعيق نمو اقتصاد البلاد الهزيل أساسا.
وتعرض التقرير إلى الإجراء ات الأخرى التي تم اتخاذها عقب هذه الهجمة، مثل قرار إغلاق 80 مسجدا، وتحدث عن تجاهل خطاب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي للشباب الحائر الذين يمثلون لقمة سائغة للتجنيد في تنظيم الدولة، وعدم تعاطيه مع الأوضاع الاجتماعية التي تنخر بجسد البلاد شيئا فشيئا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن إعلان حالة الطوارئ في تونس يترجم حالة الخوف الكبيرة التي تسود البلاد، وإن الهدف من وراء هذا الإعلان هو مواجهة
الإرهاب أولا، والتصدي للمُضربين بدرجة ثانية.
وأكدت أن قرار الإعلان عن حالة الطوارئ قد تأخر، حيث تم اقتراحه بعد ساعات من وقوع حادثة سوسة التي ذهب ضحيتها 38 شخصا، ولكنه قوبل بالرفض باعتبار أن الحكومة التونسية رفضت أن يشهد العالم أن شخصا متطرفا وحيدا قد تمكن من إجبار الدولة على اتخاذ مثل هذا القرار، ولكن تواتر التهديدات الإرهابية لم يترك مجالا للتردد، كما تقول الصحيفة.
وأشارت إلى تصريحات رئيس الحكومة الحبيب الصيد، لـ"بي بي سي" البريطانية، حيث قال إن قوات الأمن فشلت في القيام بواجبها، خاصة وأنها لم تصل إلى موقع الحادثة من أجل التصدي للجاني والتخلص منه، إلا بعد مرور نصف ساعة. وأكدت أنه قد تم توسيع صلاحيات الأمن، وإعداد مقاطع تلفزيونية يتم بثها على القناة الوطنية بهدف تثمين جهودهم وتشجيعهم على التصدي للإرهاب، وذلك من خلال حملة "أسلحتكم لا تخيفنا".
ولفتت إلى أن هناك 600 ألف موظف في تونس التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين مواطن، ما يجعل من الإضرابات العشوائية غير القانونية شكلا من أشكال العصيان المدني. وأكدت أن إعلان حالة الطوارئ سيمنح للولاة صلاحية استعمال قوات الأمن من أجل وضع حد لأي إضراب، وذلك بهدف تفادي تكرار سيناريو ما حصل خلال إضراب المعلمين وإضراب موظفي الصحة، وخاصة من أجل تفادي تكرار سيناريو ما حصل في الرديف حول الحوض المنجمي.
وقالت الصحيفة إن قرار وزارة الشؤون الدينية بإغلاق 85 مسجدا يشتبه في ترويجهم للفكر المتطرف؛ ليس بالأمر الهين، حيث لم يتقبل أئمة تلك المساجد أن يتم إزاحتهم عن منابر وعظهم، وقاموا بتنظيم مظاهرات للاحتجاج. ونقلت عن رئيس الدولة أن ثقافة العنف والتطرف ليست متجذرة في تونس، وأن الدولة التي تمثل مهد الربيع العربي؛ تحتاج لمساندة المجتمع الدولي من أجل التصدي لخطر الإرهاب المدمر.
وفي الختام، قالت لوبوان إن الباجي قايد السبسي قد تجاهل، بصفة تامة، الشباب المهمش والمناطق الداخلية التي تنتظر برامج التنمية منذ سنوات، ولم يأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذا التعامل يعمق الإحساس بالضياع لدى الفرد ويجعله فريسة سهلة لخبراء التجنيد في التنظيمات المسلحة.