خلفت
الأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011، أعدادا كبيرة من المصابين الذين فقدوا أطرافهم، ولجأ الكثير منهم مع عائلاتهم إلى تركيا، حيث يتلقون العلاج في مستشفياتها، بانتظار تحسن الأوضاع في بلادهم، في حين يرغب بعضهم في العودة لقتال قوات النظام في
سوريا.
من هؤلاء محمد برغش (31 عاما)، الذي فقد ساقه اليمنى في قصف لطائرات نظام الأسد على دير الزور قبل عامين. يقول برغش إنه حارب إلى جانب الجيش الحر قبل أن يفقد ساقه في غارة جوية لطيران الأسد، واضطر بعد تلقيه الرعاية الصحية الأولية في سوريا إلى الانتقال مع أسرته إلى تركيا بمساعدة بعض الأقارب، لاستكمال العلاج ولتوفير بيئة آمنة لأطفاله.
يوجه برغش الشكر لتركيا على ما قدمته له ولأسرته، ويأمل في الحصول على ساق اصطناعية تناسبه، لأن الساق التي يستخدمها حاليا لا تتناسب مع طوله. وهي ساق قدمها له مركز للأطراف الصناعية يديره فاعلو خير في مدينة الريحانية بولاية هاطاي التي يقيم في إحدى مخيماتها.
طارق حلو (20 عاما)، الذي يقيم في المخيم نفسه مع أسرته، فقد ذراعه اليسرى في قصف صاروخي على جبل الأكراد في اللاذقية قبل خمسة أشهر. يقول حلو إنه لا يشعر بالأسف لفقدان ذراعه، ويبدي استعداده لبذل روحه في سبيل وطنه، وأعرب في حديثه مع الأناضول عن رغبته في العودة للقتال في سوريا رغم فقدان ذراعه.
وأشار حلو، إلى مقتل أخيه الأكبر قبل ثلاث سنوات، خلال اشتباك مع قوات النظام.
وفي المخيم نفسه يقيم رفعت زرزوري (20 عاما)، الذي فقد كفه الأيمن في غارة لطائرات النظام، على جسر الشغور بإدلب قبل شهرين ونصف. يرغب زرزوري في الحصول على كف اصطناعية ليتمكن من العودة لقتال قوات النظام في سوريا، ويبدي استعداده للقتال حتى آخر قطرة من دمه.