قال
حذيفة عزام نجل الشهيد عبد الله عزام، إن الفصائل الإسلامية في
سوريا لا تُحكّم شرع الله في القضايا الموكلة إليها، وتحكم بـ"هواها" فقط.
وأوضح عزام في سلسلة تغريدات له عبر حسابه في "تويتر" أن "هذا الداء مستفحل بالفصائل منذ زمن طويل". وأضاف: "لقد باتت المحاكم أداة بيد الفصائل تصفي حساباتها من خلالها مع كل من عارض نهجها وفكرها أو انتقدها وانتقد أداءها".
وتابع: "وباتت تطبق شرع الله على الضعفاء وتبرر أفعال الفصائل ذات الهيمنة عليها وتسوغ لها كل فعل حسن أو قبح، وإذا قضيت أياما داخل محكمة فإنك ترى العجب العجاب، فكيف بمن أقام داخل محكمة؟".
ولم ينكر عزام تطبيق الفصائل الإسلامية للشرع، إلا أنه بيّن أن تلك الفصائل تطبق الشرع على "الضعفاء"، قائلا: "القصاص من الضعفاء يتم على الفور وبشكل سريع وفي الميادين العامة وتتلى جرائمهم وأحكامهم على الملأ، وتنفذ تلكم الأحكام بكل ثقة".
وأكمل: "أما جرائم الفصائل ووجوه القوم والسادة والقادة فإنها (تلفلف) وتوجد لها الصيغ ويبحث لها عن أحكام مغايرة ما أنزل الله بها من سلطان، ولم نجد لها في شرع الله مثيلا".
حذيفة عزام الذي يعمل كداعية بشكل مستقل في الشمال السوري، قال إنه وقف على قضيتين بشكل شخصي، "إحداهما لقتيل من الجيش الحر قُتل عمدا على يد المناهجة، وآخر محسوب على فصيل مقرب من المناهجة فرأيت في الأحكام ما تشيب له نواصي الولدان".
ويقصد عزام بوصف "المناهجة"، الفصائل التي تتخذ من السلفية الجهادية منهجا لها.
وأضاف: "حُولت قضية قتيل الجيش الحر الذي قتله المنهجي عامدا متعمدا مع سبق إصرار وترصد إلى قتل شبه عمد!!! ثم أُجبر أهل القتيل على القبول بالدية تحت دائرة التهديد والوعيد!!!".
وتابع: "ثم حكم القاضي بالدية التي قدرها ثلاثة ملايين ليرة سورية، أي عشرة آلاف دولار في حينها، ثم حكم بعدم توافر المال مع الفصيل، وعلى أهل القتيل الانتظار إلى حين ميسرة بسبب ظروف الفصيل والجهاد في سبيل الله!! وكما يقول المثل الشعبي (أنطر يا حمار لما ييجيك الربيع) ولعل الدية تصل إلى أهل قتيل الجيش الحر بعد أن يدخل إبليس الجنة
وتحدث حذيفة عزام عن فروق الدية بحسب منهج القتيل، مضيفا "حالة أخرى لقتيل مقرب من المناهجة؛ فكان الحكم بدية قدرها ثلاثون مليون ليرة سورية، أي ما يعادل مئة ألف دولار وتدفع لأهل القتيل على الفور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وختم عزام حديثه بالقول: "عجز القضاة عن تبرير الأحكام، ولا مبرر سوى أن دم المنهجي يختلف عن دم غيره!!!!".
يشار إلى أن قضايا الدية والقصاص تشكل هاجسا كبيرا في المناطق المحررة التي يتواجد فيها عدة فصائل، حيث لا يوجد نظام معيّن يتم السير عليه عند أغلب الفصائل، بالإضافة إلى أن بعض الفصائل لا تقبل بحكم فصائل أخرى، وكذلك أهالي الضحية.