قال الداعية السعودي
عمر المقبل، أستاذ الحديث في جامعة القصيم، إن
تنظيم الدولة يطبّق "بروتوكولات حكماء صهيون" من خلال سعيه لإسقاط علماء المسلمين.
وأوضح المقبل في مقالته التي حملت عنوان "الرموز في مرمى الغلاة" أن "الرموز الشرعية هي أكثر الفئات التي يحرص الغلاةُ وعموم المنحرفين فكريا على إسقاطها، لعلمهم بقوة تأثيرها".
وبيّن المقبل أن تنظيم الدولة يطبق حاليا ما ورد في "بروتوكولات حكماء صهيون"، وهو: "قد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس -ويعنون برجال الدين هنا:
العلماء من غير اليهود- وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودا في طريقنا، وإن نفوذ رجال الدِّين على الناس ليتضاءل يوما فيوما".
وشبّه المقبل تنظيم الدولة بأنه سلك مسلك رؤوس أهل البدع قديما، مضيفا: "فهذا عمرو بن عبيد ـأحد رؤوس المعتزلةـ يقول (لو شهد عندي علي، وطلحة، والزبير، وعثمان، على شِراكِ نعل ما أجزتُ شهادتهم)".
وأضاف: "فما أشبه الليلة بالبارحة! فأربعة من المبشَّرين بالجنّة لا تُقبلُ شهادتهم عند هذا الرقيع! واليوم يرددُ بعضُ الغلاة ومَن شابههم عبارة عمرو في علماء كبار، ويقولون عنهم: إنهم علماء حيض ونفاس!".
ونوّه الشيخ عمر المقبل إلى أن "الشاب في بواكير عمره يحتاج إلى قدوة يتمثلها، ورمز يتأسى به، وفي البيئة المتديّنة تبقى فئةُ العلماء الكبار، والدعاةُ المؤثرين، من أكثر الرموز الشرعية تأثيرا على هذه الطبقة".
وواصل المقبل تشبيه تنظيم الدولة باليهود، قائلا: "يلجأ الغلاة -مثل داعش وغيرهم- إلى الطريقة اليهودية في تشويه صورة هذه الرموز! يَسْبِقُ هذا كلّه حملةٌ ضخمة لتشويه الدولة التي ينتمي لها، فيُصَوّرُ هؤلاء العلماء والدعاة في ذهن الشاب أنهم علماء سلاطين، وعُبّاد مناصب، وطُلاّبُ مال، في دأَب عجيب على طمسِ عشراتِ السنين بذلها هؤلاء العلماءُ والدعاة في تعليم الناس ودعوتهم".
وأكمل: "إن وجدوا زلة هنا أو هناك ضخّموها وأشهروها، في شحن متواصل لتحطيم هذه الرموز في عقل هذا الشاب حتى تتهاوى تلك الرموزُ أمامَ عينيه، فبدلا من بقاء هيبة التقدير والإجلال اللائق بهم، تتحطم هذه الصورةُ لينتقل ذهنُه مباشرة إلى الطرف الآخر، ليكون مشاركا في هذه الحملة بنفسه، وتبدأ معها رحلةُ البحث عن رموز أخرى".
وبحسب الشيخ المقبل، فإن المرحلة التي تلي إسقاط العلماء هي البحث عن رموز جدد، مضيفا: "يبدأ الدواعش -وأشباههم من الغلاة- في طرح "نماذج مُلْهِمة للشاب، ورموز منتقاة بعناية، تلتقي مع روح الشاب المحطّمة، التي صارت تلهث للبحث عن رمز تَقتدي به بعد سقوط رموز بلده من ذهنه، فيُظهرها التنظيم في صورةِ مجاهد فارق أهلَه وولدَه ووطنَه من أجل إعلاء كلمة الله!".
وتابع: "ثم يحرصُ هؤلاء على إبراز الصورة الرمزية التي يظهر بها هؤلاء القدوات الجدد، فهو يظهر بلباس خاص -عمامة وقميص وإزار- وشعر طويل، يحمل السلاح، وربما وضعه خلفه، في صورة تجعله يتصور الفاتحين الأوائل -وهذا مقصودٌ منهم- ليرسّخ في ذهنه أن هؤلاء هم القدوات الحقيقية الذين يجب التأسي بهم، واللحاقُ بهم، وأنهم في غاية الطُّهر والنقاء! بخلاف القدوات الأولى التي كان يحترمها، فهي عنده غارقةٌ في الفساد، ومنغمسةٌ في الدنيا، يجب إسقاطها فضلا عن أن تكون محلّ تأس واقتداء!".
وحذّر الداعية عمر المقبل من خطورة إسقاط العلماء، قائلا إن "إن تحطيم الرموز الشرعية لا يعود ضررُه على الشاب وحده، بل على الأمة كلها؛ لأن هذا يعني باختصار استيراد رموز مجهولة لا يُعْرفُ تاريخها، ولا سابقتُها في علم ولا جهاد صحيح، بل قد تكون تابعة لاستخبارات أجنبية موجّهة ضد بلده التي خرج منها، وحينها لا تسلْ عن الآثار المدمّرة لعقل هذا الشاب ووعيه".