أعرب تشطاء من محافظة
البصرة، جنوبي العراق، عن خيبة أملهم بسبب اقتصار
زيارة رئيس الوزراء حيدر
العبادي للمحافظة على طمأنة شركات النفط العاملة فيها دون محاولة اللقاء بممثلين عن التظاهرات والاحتجاجات، أو الاطلاع بشكل حقيقي على الواقع الخدمي والأمني في المدينة .
وقال عضو ائتلاف قوى الشباب "أحد مكونات الحركة الاحتجاجية"، أمجد البزوني، لـ"
عربي21"، إن أهالي البصرة كانوا يعولون بشكل كبير على زيارة العبادي لمدينتهم، من أجل الإطلاع بشكل واضح على الواقع الخدمي المتردي؛ أملا في اتخاذ قرارات من شأنها الارتقاء بخدمات المدينة.
وأضاف البزوني أن
خيبة أمل كبيرة تسود أهالي البصرة بعد اقتصار الجزء الأكبر من فعاليات الزيارة على الذهاب لمقر شركة لوك اويل النفطية الروسية، من أجل حث العاملين فيها على زيادة وتيرة الإنتاج وطمأنتهم بعدم وجود أي تهديد أمني ضدهم.
وتابع البزوني: "البصرة مدينة غنية بالثروات ولكنها منكوبة بالمسؤولين الفاسدين، وكنا ننتظر قرارات إقالة ومحاسبة فورية لهم من قبل السيد العبادي خلال زيارته، مستدركا بأنه وعلى العكس من الإرادة الجماهيرية، فإن الاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء مع المسؤولين المحليين لم ينتج عنها أي قرار يصب في مصلحة المواطن".
وفي السياق ذاته أكد محمد شمخي الموسوي، وهو أحد منظمي حركة الاعتصام أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة، أنهم كانوا ينتظرون من رئيس الوزراء أن يقوم بزيارتهم والاستماع إلى مطاليبهم، أو أن يتوجه إلى أهالي البصرة بخطاب يهدئ من غضبهم بشأن الأوضاع المتردية للغاية.
وبين الموسوي في اتصال هاتفي مع "
عربي21" أن المعتصمين وأهالي البصرة عموما كانوا يتوقعون أن تكون الأوضاع الاقتصادية والخدمية السيئة هي الدافع لزيارة رئيس الوزراء لهم، ولكنهم وجدوا أن الملف النفطي هو الدافع الحقيقي لها، محذرين من تصاعد الغضب الشعبي في الأيام المقبلة إذا ما بقيت الأوضاع على حالها.
ولفت الموسوي إلى أن البصرة تشهد تصعيدا خطيرا في مجال رفض الاحتجاجات السلمية، وهو ما أسفر مؤخرا عن قتل متظاهر وإصابة آخر خلال احتجاجات على عدم توفر فرص العمل في المدينة، مضيفا بأن البصرة تضم أكبر مشاريع النفط وأعمال الشحن البحري، ولكن العمل في هذه الوظائف يذهب إلى غير أهالي المدينة.
وتابع المعتصم أن "المحافظة الجنوبية تتسلم ميزانية مالية ضخمة فضلا عن مخصصات جزئية من مبيعات النفط المنتج فيها، ولكن جميع هذه الأموال تذهب إلى مشاريع وأعمال يجهلها المواطن البصري ولا يجد لها أي فائدة على أرض الواقع"، مشيرا إلى أنه من المعيب أن يتحول ابن البصرة إلى باحث عن عمل في المحافظات الأخرى والعاصمة بغداد.
وفي تطور لاحق، كشفت جمعية حقوقية، عن توزيع منشورات تطالب بقتل الصحفيين الناشطين في تغطية التظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الصحفيين غادروا منازلهم في المحافظة باتجاه مناطق مجهولة. وقال مسؤول جمعية الدفاع عن الصحافة في البصرة، شهاب أحمد، إن جهات مجهولة تواصل توزيعها منشورات تطالب بملاحقة وقتل من أسمتهم بـ”أعداء الدين”، مصحوبة بصور مجموعة
نشطاء بينهم أربعة صحفيين، ادعت الجهة أنهم يحثون الناس على التظاهر من خلال وسائل الإعلام التي يعملون بها.
ولفت مسؤول الجمعية في بيان تلقت "
عربي21" نسخة منه إلى أن جميع المهددين تركوا منازلهم وعائلاتهم، حفاظا على حياتهم، وأنهم يعيشون حالة قلق خشية تعرضهم أو أحد أفراد عائلاتهم إلى اعتداءات من قبل تلك الجهات، محملا الحكومة المحلية مسؤولية السكوت غير المبرر وعدم توجيه الأجهزة الأمنية إلى التحقيق في مثل هذه الحوادث التي ترمي إلى تطويق الاعتصامات والتظاهرات.
يذكر أن البصرة هي ثالث أكبر محافظة عراقية، ولها أهمية اقتصادية كبرى كونها المنفذ العراقي الوحيد إلى البحر، ومنها تدخل نسبة كبيرة جدا من صادرات العراق، وفيها مخزون ضخم جدا من النفط.