رصد موقع
عربي21 ردود الأفعال المتباينة في ليبيا حيال إعلان
حكومة التوافق الوطني من قبل المبعوث الأممي، برناردينو
ليون، ليلة الجمعة الماضية، برئاسة عضو مجلس النواب الليبي في طبرق فايز السراج، وعضوية عضو المجلس الوطني الانتقالي السابق، موسى الكوني، ووزير التعليم بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، فتحي المجبري، ورجل الأعمال الليبي من مصراتة، أحمد معيتيق.
وجاءت ردود الأفعال الشعبية في مناطق ليبيا الجنوبية والغربية والشرقية مرحبة بإعلان حكومة التوافق الوطني، وأعربت هذه الردود عن أملها في أن تعالج الحكومة الجديدة تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية ونقص السيولة وتردي الخدمات العامة، وتعمل على فرض الأمن وإنهاء حالة الحرب في شرق ليبيا.
مواقف التيارات السياسية من إعلان حكومة التوافق
من جانبه رفض أعضاء بالمؤتمر الوطني إعلان حكومة التوافق الوطني عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مداخلات على قنوات، معللين ذلك بأن الحكومة المعلن عنها لا تلبي مقتضيات الحوار ولا تعبر عن وجهات النظر المتباينة والمختلفة بين المؤتمر الوطني وباقي الأطراف الليبية المشاركة في الحوار.
في الوقت الذي رحب فيه حزب العدالة والبناء بما أسماه "مقدمات ميلاد حكومة الوفاق الوطني، واستعداده لدعمها حال نيلها الثقة"، مؤكدا عدم ترشيح "أي من أعضائه لمجلس رئاسة حكومة الوفاق".
ورفض الحزب في بيان له، السبت، تقديم ليون اقتراح أسماء وزراء لتتولى حقائب في الحكومة، متعدياً بذلك على صلاحيات مجلس رئاسة الحكومة، حسب بيان الحزب.
وطالب الحزب كل الأطراف بالعودة إلى طاولة الحوار لاستدارك الثغرات على تشكيلة الحكومة، لاسيما المتعلق بالتوازن داخلها.
واضطر حزب التحالف إلى الترحيب ونفي الشراكة في الحكومة بسبب قرب رئيس الحكومة، فايز السراج، من مواقفه السياسية وأطروحاته العامة لحل الأزمة الليبية؛ إضافة إلى العلاقات الوثيقة لبعض الوزراء المقترحين مع قيادات الحزب السياسية.
بينما آثر حزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وحزب التغيير، المشاركين في مفاوضات الصخيرات الصمت، ولم يعلنا موقفا محددا سواء أكان رافضا أم مؤيدا للحكومة أم متحفظا على بعض وزرائها.
جنوب ليبيا
لقي إعلان حكومة التوافق قبولا في جنوب ليبيا حتى بين الأطراف المتصارعة، كأولاد سليمان والطوارق من جهة، والتبو من جهة أخرى، بسبب ما وصف بالأوضاع المتردية "أمنيا، وإنسانيا، وخدماتيا" في جنوب ليبيا.
وجاء قبول بعض مكون التبو بالحكومة كون نائب رئيس الحكومة من الطوارق، موسى الكوني، ومعلوم أن عائلته لم تدخل في الصراع والاقتتال بين التبو والطوارق في أوباري وسبها وغات.
التيار الفيدرالي
انقسم التيار الفيدرالي في شرق ليبيا حيال إعلان حكومة التوافق الوطني، ففي الوقت الذي أيدها فيه إبراهيم الجضران رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة، والمقرب من نائب رئيس حكومة التوافق فتحي المجبري، رفض أبوبكر بعيرة، عضو وفد مجلس النواب في الحوار السياسي، الحكومة بصيغتها المعلنة.
وقال بعيرة على صفحته الشخصية في الفيسبوك إن مخالفات وقعت في مسودة الاتفاق وذلك بتعديل المسودة الموقع عليها سابقا مثل إضافة نائب رئيس ثالث، وتعيين رئيس لمجلس الدولة بدل انتخابه كما تنص الوثيقة، مضيفا أن المحاصصة الحزبية عادت في تشكيل الحكومة مثل ما كان معمولا به أيام المؤتمر الوطني، وما سببه ذلك من تخريب للحياة السياسية في ليبيا.
وأكد عضو وفد الحوار أن وضع ما وصفه بالجيش وقياداته أصبح في مهب الريح"، متهما ليون بمحاولة إنهاء الحوار حتى ولو كان في غير مصلحة الليبيين.
وفسر مقربون من بعيرة موقفه الرافض للحكومة، بأنه جاء كردة فعل على عدم ترشيحه لمنصب نائب رئيس وزراء حكومة التوافق الوطني.
وانقسم التيار الفيدرالي إلى ما يعرف تاريخيا ببرقة البيضاء، وبرقة الحمراء، حيث تمتد الأولى من مدينة اجدابيا وحتى سرت وسط ليبيا، في حين تمتد الثانية من بنغازي إلى الحدود المصرية.
وينتمي نائب رئيس الحكومة، فتحي المجبري، إلى برقة البيضاء، وهو ما دعا إبراهيم الجضران إلى تأييد الحكومة، في حين يرفض التيار الفيدرالي من برقة الحمراء الحكومة باعتبار أنها غير ممثلة فيها، ويرون أنهم هم من يكافحون الإرهاب مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي ودرنة.
تيارا عملية الكرامة وفجر ليبيا
خرج الجمعة عشرات المتظاهرين الرافضين للحكومة في مدن بنغازي والمرج والبيضاء المؤيدين لعملية الكرامة معلنين عن رفضهم لحكومة التوافق، بسبب ما وصفه محللون أنها إبعاد غير مباشر للواء المتقاعد خليفة حفتر من المشهدين العسكري والسياسي الليبي.
في الوقت الذي خرج فيه
متظاهرون في العاصمة طرابلس، مؤيدين للمؤتمر الوطني العام، ومعبرين عن رفضهم للحكومة بسبب عدم تضمين المسودة تعديلات المؤتمر الوطني العام.
من جانبه أبدى أعضاء بالمجلس البلدي مصراتة تأييدهم للحوار، واصفين الاتفاق بأنه المخرج الوحيد للأزمة الليبية، ومعتبرين تشكيلة الحكومة متوازنة سياسيا وجهويا.
انتقال النقاش حول المسودة إلى حكومة التوافق
يرى مراقبون أن ليون نجح في نقل النقاش حول مسودة الاتفاق السياسي إلى تشكيلة حكومة التوافق الوطني، مع علمه بظهور اعتراضات من كل الأطراف المشاركة في الحوار بشأن التشكيلة الحكومية المعلنة، إلا أن الجولات القادمة والنقاشات ستكون حول إجراء تعديلات على الحكومة وقفل باب النقاش، الذي يصر فريق حوار المؤتمر الوطني العام على إدخال تعديلاته وملاحظاته فيه.
وبحسب مراقبين فإن تسجيل مواقف رفض المشاركة في الحكومة من قبل بعض الأسماء، جاء في إطار أن هذه الحكومة ستشهد تغييرات في المستقبل، وأنهم إن لم يعلنوا رفضهم المبدئي لهم، فلن يعاد ترشحيهم من قبل الأطراف المؤيدة لهم.