سياسة دولية

أكثر من 700 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا

يمثل السوريون 64 بالمئة من المهاجرين الوافدين لليونان (أرشيفية) - أ ف ب
يمثل السوريون 64 بالمئة من المهاجرين الوافدين لليونان (أرشيفية) - أ ف ب
حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الثلاثاء، من تفاقم أزمة الهجرة مع ارتفاع عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر المتوسط إلى نحو 700 ألف شخص منذ مطلع العام الحالي، خصوصا أن الدول الأوروبية ليست على موقف واحد من هذه الأزمة.

وفي إشارة إلى حساسية هذه الأزمة، يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مساء الثلاثاء في باريس؛ لمناقشة أزمة الهجرة في أوروبا والوضع في سوريا.

وتفيد آخر إحصاءات المفوضية العليا للاجئين أن عدد اللاجئين والمهاجرين الذين عبروا المتوسط عام 2015 إلى أوروبا وصل إلى 705200، وصل منهم 562355 عبر اليونان و140 ألفا عبر إيطاليا. وفي اليونان يمثل السوريون 64 بالمئة من المهاجرين الوافدين.

وحذر توسك خلال نقاش أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ من أن "الوضع سيواصل التدهور" مشيرا إلى توقع وصول "موجة جديدة من اللاجئين قادمة من حلب ومن المناطق في سوريا التي تتعرض للقصف الروسي"، موضحا أن هذا القصف تسبب حتى الآن بنزوح "أكثر من مئة ألف شخص".

وأضاف توسك أن أزمة الهجرة "يمكن أن تتسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي"، وأن تهدد مبدأ حرية التنقل.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن "عدد الواصلين إلى اليونان لا يزال مرتفعا رغم الأحوال الجوية السيئة التي سادت خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة".

ومنذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، وصل أكثر من 160 ألف شخص إلى الجزر اليونانية من تركيا، بينهم 99 ألفا نزلوا في جزيرة ليسبوس، و22 ألفا في جزيرة كيوس، و21500 في ساموس، و7500 في ليرون، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وإلى إيطاليا، وصل 7230 مهاجرا خلال تشرين الأول/ أكتوبر، مقابل أكثر من 15 ألفا خلال الشهر نفسه من العام الماضي، وتعزو منظمة الهجرة هذا الانخفاض إلى أن السوريين توقفوا عن سلوك طريق إيطاليا للوصول إلى أوروبا ويفضلون طريق تركيا واليونان.

وبعد وصولهم إلى اليونان، يواصل المهاجرون من رجال ونساء وأطفال من جميع الأعمار طريقهم شمالا على طول طريق دول البلقان الغربية عبر دول مثل مقدونيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا والنمسا التي باتت أجهزتها عاجزة عن استقبال هذا الدفق الهائل بظروف جيدة.

القيام بالأفضل


وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خلال النقاش نفسه أمام البرلمان الأوروبي: "علينا أن نقوم بما هو أفضل؛ لأننا قد لا نكون على المستوى المطلوب"، منتقدا البطء في تنفيذ خطة تقاسم استقبال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي انطلاقا من مراكز تسجيل تعرف باسم هوتسبوت في إيطاليا واليونان.

وتتحرك الباصات والقطارات ليلا ونهارا في دول البلقان لنقل اللاجئين من حدود إلى أخرى، حيث يضطر المهاجرون أحيانا إلى الانتظار ساعات، وربما بضعة أيام، وسط البرد والمطر، قبل تسجيلهم وتمكينهم من مواصلة رحلتهم.

وسجل رقم قياسي السبت في كرواتيا التي دخلها السبت وحده 11500 شخص بينما كانوا سبعة آلاف الاثنين.

وعبر سلوفينيا أكثر من 86 ألف شخص منذ أقفلت المجر معبرا حدوديا ثانيا مع كرواتيا قبل عشرة أيام، وكانت مراكز الإيواء في سلوفينيا تستقبل الثلاثاء نحو 14 ألف مهاجر.

وتؤكد الحكومة السلوفينية أنها لم تعد قادرة على التعاطي مع هذا التدفق الهائل للمهاجرين، وهي تأمل بأن يتيح تطبيق الخطة الطارئة التي أقرت الأحد خلال قمة أوروبية مصغرة استيعاب الوضع.

وتلحظ هذه الخطة إنشاء مراكز إيواء تتسع لمئة ألف شخص في اليونان وفي بلاد البلقان وقيام تنسيق أوسع بين الدول الواقعة على طريق البلقان.

وحذر وزير الخارجية السلوفيني كارل إريافيتش -بحسب ما نقلت عنه وكالة "ستا" السلوفينية- من أنه "في حال تفاقم الوضع ولم تطبق خطة عمل بروكسل، فإن لدى سلوفينيا سيناريوهات عدة جاهزة، بينها إقامة سياج على الحدود".

ويبدو أن التنسيق بات أفضل بين سلوفينيا وكرواتيا؛ حيث اتفق البلدان على تسيير قطار الثلاثاء لنقل المهاجرين عبر الحدود بينهما لتخفيف الضغط عن قرية بريزيتشي (150 نسمة) السلوفينية التي تستقبل يوميا آلاف الأشخاص بحراسة عناصر من قوات الأمن يصلون أحيانا سيرا عبر الحقول.

وخلال المرحلة الثانية من الطريق، أي بين النمسا وألمانيا، لا يبدو أن التنسيق أفضل حالا؛ فقد هاجم رئيس مقاطعة بافاريا الألمانية هورست سيهوفر السلطات النمسوية، متهما إياها بإرسال آلاف المهاجرين إلى مقاطعة بافاريا دون إعلام سلطات هذه المنطقة مسبقا بالأمر، لكن الشرطة النمسوية رفضت هذه التهم، واعتبرت أن سلطات بافاريا تصعب الأمور عبر التدقيق الشديد في أمر المهاجرين الداخلين.
التعليقات (0)