نجح "ماريو"، اللاجئ السوري، في الوصول إلى بلد اللجوء المختار بعد محاولات طويلة، ليتحول إلى مادة لوسائل الإعلام الغربية.
فقد أجرت القنوات العالمية لقاءات مع مبتكر تلك الشخصية "سمير المطفي" أو "سونغا"، وليحصد فيديو "ماريو السوري" مئات الآلاف من المشاهدات خلال زمن قياسي، بالرغم من أن 15 حلقة قبل حلقة "ماريو" قد مرت دون أن تثير الكثير من الاهتمام.
حظي الطالب الجامعي "سونغا يونغا" أو سمير المطفي، وكلاهما اسمان مستعاران بالاهتمام العالمي في خضم أزمة اللاجئين، بابتكاره حلقة عن اللاجئ السوري ماريو، حيث يخبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حلقة جديدة من برنامجه، بأنه "لوقف أزمة اللاجئين ليسوا بحاجة سوى للتخلص من شخص واحد هو بشار الأسد، لكن النتيجة أنهم يقومون بالتخلص منه هو (ماريو) بإلقائه من الشباك".
يحول سونغا بسخرية بالغة العبارة الشهيرة لحافظ الأسد: "إني أرى في الرياضة حياة" إلى "إني أرى في الهرب نجاة"، مع عرض فكاهي لجنود بشار الأسد وهم يهربون أمام "إرهابيي حوران"، كما يسميهم نظام الأسد، ويدمج مشهد هرب الجنود مع كلمات برنامج للأطفال تقول: "هيا بني، أسرع مثل الريح".
يحول سونغا السياسة إلى "سياسة نصف كم"، كما سمى برنامجه على
اليوتيوب، حيث يتخذ من الأحداث السياسية والعسكرية التي رافقت اندلاع الثورة السورية؛ مادة للسخرية.
والبرنامج الشهير "الاتجاه المعاكس" الذي يقدمه الإعلامي فيصل القاسم على قناة الجزيرة، يصبح اسمه "الانعكاس المتاجه"، حيث يسخر فيه من ضيوف فيصل القاسم، مثل شريف شحادة.
أما بشار الأسد فيتحول عند سونغا إلى متسابق في برنامج "من سيربح المليون"، ساخرا من "غبائه" الشديد و"جهله" وتهربه من الإجابة على الأسئلة المحرجة التي يطرحها عليه، من مثل: من أحب النساء إليك: أسماء أم أنيسة أم شهرزاد أم هديل؟ هنا يرتبك بشار الأسد ويطلب فورا تغيير السؤال.
وكان مشروع سونغا الساخر قد انطلق مع بداية الثورة السورية، فأنشأ صفحته الخاصة على فيسبوك "الثورة الصينية ضد طاغية الصين"، التي استطاعت خلال فترة قصيرة أن تحظى بمئات آلاف المعجبين. وقد عمل عبر الصفحة على تحويل كل كارثة تلم بالسوريين إلى مادة للسخرية تبعث على الضحك.
وقد حاول سمير، أو سونغا، أن يحارب هذا اليأس بالكوميديا السوداء، ويقول: "ما أقوم به يشبه ما يقوم به مساعد العدائين في أثناء السباق، أجفف عرقهم وأزودهم بالماء، حتى يتمكنوا من المضي في سباقهم الوحشي هذا. نحن نرش على الموت سكرا، حتى نتمكن من ابتلاعه بمرارة أقل".
يستغرق إعداد الحلقة من برنامج "سياسة نص كم" ثلاثة أيام من العمل الدؤوب، من سمير وأربعة من أصدقائه، في عملية معقدة من وضع الفكرة والسيناريو، والرسم، والتحريك، والإخراج والدوبلاج.
ويؤدي دور البطولة في حلقاته: لؤي حسين، وخالد خوجة، وحسن نصر الله، وقد سمى سونغا إحدى الحلقات ساخرا: "حسن بدو نصر مشان الله".
يؤكد سمير أنه باق قريبا من
سوريا ويوجه نداءه إلى الشباب بألا يبتعدوا كثيرا، حالما بهجرة معاكسة إلى الوطن من جديد. فكما يقول: "لا يمكن لأي سلاح في الأرض أن يهزم الشعب، وحده اليأس حين يتغلغل في النفوس".