نشرت صحيفة
ليبيراسيون الفرنسية، تقريرا حول دور
المعارضة في التصدي لتنظيم الدولة ومحاولة إزاحته من
سوريا، كذبت فيه تصريحات السياسي الفرنسي فرنسوا فيون، الذي اتهم المعارضة السورية بعدم فعل أي شيء لوقف خطر
تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن النائب عن الحزب الجمهوري في باريس ورئيس الوزراء السابق، فرنسوا فيون، أدلى مؤخرا بتصريحات مثيرة للجدل قال فيها: "لم أرى المعارضة السورية تقاتل ضد تنظيم الدولة، ولن نستطيع هزم تنظيم الدولة عن طريق هذه المعارضة المسلحة".
وقالت الصحيفة، خلافا لما ادعاه فرنسوا فيون، إن المعارضة السورية المسلحة تحارب تنظيم الدولة منذ سنة 2013، قبل أن يصبح لمقاتلي التنظيم ما يسمى اليوم بدولة خلافة في سوريا والعراق.
وبدلا من مواجهة قوات نظام بشار الأسد، كان التنظيم يسعى لبسط سيطرته على المدن والقرى السورية التي وقعت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وهي استراتيجية بلغت أوجها مع نهاية سنة 2013.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد موجة الاغتيالات التي قام بها مقاتلون من تنظيم الدولة ضد شخصيات قيادية في المعارضة المعتدلة، قررت العديد من الجماعات المعارضة، تشكيل تحالف وإعلان الحرب على التنظيم.
وقد استمر القتال عدة أشهر، مخلفا الآلاف من القتلى، ولكنه لم يجبر تنظيم الدولة على التخلي عن مواقعه في المنطقة، بما في ذلك مدينة إدلب، قبل أن يتراجع إلى مدينة الرقة تحت الضغط، وتصبح هذه المدينة فيما بعد عاصمته بسوريا.
وقالت الصحيفة إن المعارك ظلت متواصلة لكن بشكل غير منتظم، خاصة من خلال الهجمات التي استهدفت بلدة ماريا القريبة من الحدود التركية من قبل تنظيم الدولة منذ آب/ أغسطس الماضي.
أما في شمال إدلب، فقد قام تنظيم الدولة بالاستيلاء على مركز تكوين لجنود المشاة، تابع للمعارضة المعتدلة، في صيف سنة 2012. أما في معركة عين العرب في سنة 2014، انضم نحو 600 مقاتل من مقاتلي الجيش السوري الحر لمآزرة وحدات حماية الشعب الكردي، بهدف التصدي هجمات تنظيم الدولة.
ووفقا لمركز جين للدراسات المتعلقة بالإرهاب والعصابات المسلحة، فقد جعل تنظيم الدولة من المعارضة المعتدلة هدفا رئيسيا له، خاصة خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2014؛ حيث وجه التنظيم 64 بالمئة من هجماته ضد المعارضة، وفي المقابل اجتنب مقاتلوه إلى حد كبير مهاجمة نظام بشار الأسد، حيث إن 13 بالمئة فقط من الهجمات كانت موجهة نحو نظام الأسد. وفي المقابل أيضا، فإن ستة بالمئة من هجمات نظام الأسد وجهت ضد تنظيم الدولة.
وأشار مركز جين، إلى أن هذه الأرقام تفيد بأن كلا من تنظيم الدولة وقوات الأسد، قد اختارا إستراتيجية تقوم على تجاهل بعضهم البعض وعلى تركيز هجماتهما على الجماعات المعتدلة.
وفي الختام، اعتبرت الصحيفة بأن موقف فرونسوا فيون القائل بأن المعارضة السورية لن تقدر على هزيمة تنظيم الدولة، إنما هو موقف ينم عن جهل بالواقع.
وبما أن الغرب لن يرسل مقاتلين إلى سوريا، فعليه البحث عن حلفاء له على الأرض، إما من الأكراد أو من المعارضة المعتدلة أو من كليهما.
رابط المقال الأصلي:
هنا