حثت صحيفة "التايمز" بريطانيا على المشاركة في الهجوم على معقل
تنظيم الدولة في العراق والشام في مدينة الرقة السورية، ولكنها تساءلت إن كانت هذه الغارات ستوجه الضربة القاسمة للتنظيم.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "منذ سقوطها في يد الإرهابيين الإسلاميين، تحولت المدينة السورية الرقة إلى محور للإرهاب الدولي، لتدريب القتلة، وإصدار الأوامر للانتحاريين في الخارج، والتحكم بالسكان".
وتعلق الاقتتاحية على كلمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون أمام البرلمان يوم الأربعاء، التي ناقش فيها ضرورة مشاركة الطيران الحربي البريطاني في ضرب الرقة، قائلة إن دفاعه عن الموقف كان مقنعا. والسبب كما ترى هو أن الإرهابيين "شنوا حربا ليس فقط على باريس، ولكن علينا جميعا، ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا".
وتبرر الصحيفة رأيها بالقول إن الأمن قام بإحباط سبع محاولات إرهابية موجهة ضد بريطانيا هذا العام. مشيرة إلى أنها مؤامرات كافية لدعم موقف كاميرون، بأن الغارات الجوية مبررة قانونيا، وهي شكل من أشكال الدفاع عن النفس.
وتشير الافتتاحية إلى أن كلام رئيس الوزراء حول خطة ما بعد تدمير مركز تنظيم الدولة في الرقة، "كان أقل إقناعا". وطلبت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني من رئيس الوزراء تقديم جواب حول من سيدير المدينة ويحكم المناطق المستعادة من الجهاديين. وقالت إن "رده كان جملة من التعلل بالأماني المعسولة".
وتورد الصحيفة نقلا عن كاميرون قوله إن ما مجموعه 70 ألفا من مقاتلي المعارضة السورية هم من غير المتطرفين، وأثبتوا قدرة على استعادة المناطق، وإدارة المجالس المحلية، حتى في ظل الهجمات المستمرة التي تعرضوا لها من نظام بشار
الأسد. وعليه فإنه يمكن اعتبار هذه القوات هي القوات الأرضية.
وتلفت الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن الخبراء يعتقدون أن هذا الرقم يعبر عن إفراط في التفاؤل، فهو يضم الجماعات التابعة للجيش السوري الحر والمقاتلين المعادين لتنظيم الدولة، الذين يفترض أنهم معتدلون، وبعضهم معاد للأكراد، وكلهم يريد الملجأ والحماية من طيران الأسد والطيران الروسي.
وترى الصحيفة أن هذا لا يقدم صورة عن جيش موحد، ولا يمكن في هذه الحالة تحقيق وقف لإطلاق النار الذي يأمل كاميرون بتحققه بين المعارضة والنظام. لافتة إلى أن الغرب يأمل من وقف إطلاق النار بقيام تحالف محلي يوجه نيرانه ضد تنظيم الدولة، في الوقت الذي يتوفر فيه الغطاء الجوي الروسي للقوات التابعة للنظام.
وتذكر الافتتاحية أن هذا الترتيب يفترض استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدفع وكيله السوري للقبول بهذا الترتيب. ويفترض أن الغرب يمتلك النفوذ كي يقنع فصائل الجيش الحر كي تدفن خلافاتها، وتركز على تنظيم الدولة.
وتجد الصحيفة أنه في حال فشلت مبادرة المحادثات الدبلوماسية، التي بدأت في فيينا، واتفق المشاركون فيها مبدئيا على عقد انتخابات، فإنه لن يكون للغرب استراتيجية. وتعتقد أن اعتماد الغرب على الحلفاء العرب والطلب منهم إرسال قوات، من الأردن والسعودية وربما مصر، لن يؤدي إلى تحقيق الغرض الرئيسي، بل وقد يؤدي في المستقبل إلى تعقيد العلاقات بين التحالف الدولي ضد الجهاديين.
وترى الافتتاحية بأن الأمر يظل في النهاية مرتبطا بوضع قوات على الأرض، يمكن إمدادها بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة النوعية، ويرافقها المستشارون العسكريون والقوات الخاصة. مشيرة إلى أنه دون إرادة سياسية لوضع أعداد كبيرة من القوات الغربية على الأرض، وبقائها هناك لسنوات طويلة، فإن هذه حرب لا يمكن الفوز بها بسهولة، ولن تحسمها مجموعة من الغارات الجوية.
وتنوه الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني تحدث عن نيته المساعدة ببناء قوة سياسية ثالثة، حتى لا يظل السوريون يواجهون الخيار المر بين النظام وتنظيم الدولة.
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هذا هدف شريف، وسيلقى دعم ملايين السوريين، الذين تدافعوا للرحيل عن بلادهم. ولكن الحقيقة القاتمة هي أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك العضلات العسكرية لتركيع تنظيم الدولة، وأن تفعل هذا دون مكافأة النظام الإجرامي لبشار الأسد. وهي مترددة لفعل هذا في ضوء تجربتها في العراق وأفغانستان. وعليه فيجب أن نكون واقعيين حول ما يمكن لمقاتلاتنا التورنيدو عمله في الأشهر المقبلة".