اتهمت زعيمة "حزب العمال"، اليساري بالجزائر، لويزة حنون، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، بتكفيرها، إثر دعوته إياها، التلفظ البسملة، وتحداها إن فعلت ذلك، بأنه سيستقيل من قيادة حزب الأغلبية.
جاء ذلك، بمؤتمر صحفي عقدته، الأحد، 19 شخصية سياسية بالجزائر، ولويزة حنون، وهي عضو فاعل بالمجموعة، والناطق الرسمي باسمها، من أجل بحث مصير رسالة سبق وأن وجهتها، قبل شهر للرئيس
الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة طالبة لقاءه.
واشتاط زعيم الحزب الحاكم بالجزائر، عمار سعداني، غضبا إزاء الرسالة التي وجهتها مجموعة الـ19 للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، طالبة منه استقبالها للتباحث حول عديد الملفات "المصيرية" التي تخص مستقبل البلاد.
وخص سعداني، زعيمة حزب العمال بانتقاد شديد، وخاطبها بمؤتمر صحفي، الأربعاء الماضي بالقول: "قولي باسم الله الرحمن الرحيم وأنا سأستقيل من قيادة حزبي".
وقرأ مراقبون تصريحات سعداني ضد لويزة حنون على أنها "تهمة بالإلحاد".
وأفادت حنون بتصريح لصحيفة
"عربي21"، الأحد ، موجهة كلامها لسعداني: "أقول باسم الله الرحمن الرحيم وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأتحداك أن تستقيل"، معتبرة التهمة التي وجهها لها سعداني "دعوة إلى القتل".
وأعلنت مجموعة الشخصيات الجزائرية التي طالبت بلقاء الرئيس بوتفليقة، الأحد عن بيان تأييد وتضامن مع زعيمة حزب العمال. وجاء في البيان أن "التهجمات الشنيعة ضد السيدة حنون تمس كل المناضلات والنساء الجزائريات وكل نساء الإنسانية، هذه التهجمات تندرج ضمن العنصرية ضد النساء التي لا يقبلها أي مجتمع".
ودعت المجموعة إلى قانون "يجرم
التكفير" وأكد البيان" باعتبار أن العنصرية ضد النساء جريمة وليس مجرد رأي، لذلك يجب تجريم العبارات التي تلفظ بها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني كما يجب تجريم كل المحاولات التكفيرية التي تندرج ضمن الدعوة للقتل و التي تعيدنا إلى السنوات المأساوية للإرهاب".
وقال المحامي والحقوقي بوجمعة غشير، في تصريح لصحيفة
"عربي21"، الأحد: "نحضر لقانون مكافحة التكفير وندعو البرلمانيين إلى تأييده".
ودعت المجموعة في بيانها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى "معاقبة الأمين العام للحزب الحاكم" ، علما أن بوتفليقة يعتبر قانونيا رئيس حزب جبهة التحرير الوطني.
واتهم عمار سعداني مجموعة الـ19، بالتحرك بإيعاز من المدير السابق لدائرة الاستعلام و الأمن (المخابرات)، بوزارة الدفاع الوطني "الجنرال محمد مدين" المدعو "توفيق".
وأقال الرئيس الجزائري الجنرال توفيق، في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي وأحاله على التقاعد.
لكن خليدة تومي، عضو المجموعة، ردت في تصريح لصحيفة
"عربي21"، الأحد، على سعداني بالقول "إن الذي لا يملك الوسائل الذهنية والفكرية ليواجه بالحجة السياسية، يختار الشتم والسب والتهديد وعندما يستكمل كل ذلك يبدأ بالضرب"، ووصفته بـ"عديم المستوى والتكوين والتمكين السياسي".
ولأول مرة، خرج الجنرال توفيق الذي أمسك بزمام المخابرات الجزائرية طيلة ربع قرن (1990 – 2015) عن صمته، ووجه رسالة إلى الجزائريين، يدين فيها "سجن الجنرال حسان".
وأدانت محكمة عسكرية بوهران، غرب الجزائر، الجنرال حسان الذي كان يعمل تحت إمرة الجنرال توفيق بالمخابرات بثلاث سنوات سجن، بتهمة "مخالفة أوامر وتشكيل عصابة أشرار".
ودافعت مجموعة الشخصيات الجزائرية بمؤتمرها الصحفي اليوم، عن الجنرال توفيق والجنرال حسان.
وقال جيلالي قروج، عضو المجموعة وأحد رموز الثورة الجزائرية (1954 – 1962) خلال المؤتمر الصحفي "نعيش عهد احتقار
الجنرالات".