ذكر ضابط عراقي أن الحكومة
العراقية تمكنت من إقناع
مليشيات الحشد الشعبي بتسليم مواقعها في منطقة الهياكل، جنوب مدينة
الفلوجة، لتحل محلها وحدات تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة العراقية، استعدادا لعملية عسكرية مرتقبة على مدينة الفلوجة.
وقال الضابط في الفرقة الأولى للتدخل السريع في الجيش العراقي، والمتمركزة في شرق وجنوب مدينة الفلوجة، إن "قوة من جهاز مكافحة الإرهاب والوحدات الخاصة، وصلت إلى المدينة وباشرت باستلام مواقع من قوات الحشد الشعبي، في خطوة أولى من الخطة الجديدة لاستعادة مدينة الفلوجة بعد إتمام تطويقها".
وأضاف الضابط لـ"عربي21"، طالبا عدم كشف اسمه، إن "القوة الجديدة بدأت باستلام الخطوط الأمامية في منطقة الهياكل جنوب الفلوجة، من الحشد الشعبي الذي خاض عشرات المعارك لمدة تزيد على سنة، تكبد فيها خسائر كبيرة دون تحقيق أي تقدم يذكر"، بحسب قوله.
وكانت مليشيات الحشد الشعبي قد رفضت تسليم مواقعها، وبالأخص منظمة بدر، وكتائب حزب الله - العراق، إلا أن قيادة جهاز مكافحة الإرهاب نجحت في إقناع قيادة مليشيات الحشد بالتخلي عن الموقع، مع بقائها بكل فصائلها في المنطقة، وفق الضابط العراقي.
ونفى الضابط العراقي الأنباء التي تحدثت عن انسحاب فصائل الحشد الشعبي من محيط الفلوجة، وأكد "أن الحشد الشعبي يعتبر الفلوجة معركته الأولى لأنها معقل (
تنظيم الدولة) الأول في العراق، التي قاتل فيها لشهور طويلة وقدم فيها الكثير من الخسائر، ولها رمزية كبيرة في المعركة"، على حد قوله.
وذكر "أن استلام قوات مكافحة الإرهاب جاء بعد نجاح عملها بشكل نسبي في مدينة الرمادي، حيث تم إرسال قوة مدربة بإشراف أمريكي للمشاركة في معارك الرمادي".
وعلل الضابط العراقي اختيار منطقة الهياكل من قبل قوات مكافحة الإرهاب بأنها "تعتبر محصنة نوعا ما، مقارنة بباقي جبهات مدينة الفلوجة، لوجود بنايات كبيرة هناك"، مشيرا إلى أن "خسائر الحشد في الهياكل كانت أقل من بقية المناطق، حيث كان قاطع شمال وشمال شرق الفلوجة وجنوبها الأكثر استنزافا، إضافة إلى مناطق زوبع والهيتاويين".
وقال: "الحكومة العراقية نجحت بشق الأنفس في إقناع قادة الحشد بترك هذا الموقع والتراجع إلى الجبهات الخلفية، وعدم تحويل الأمر إلى إشكالية سياسية وإعلامية، فالأولوية الآن هي استعادة الأراضي" من تنظيم الدولة، كما قال.
وعن معركة استعادة الفلوجة، أوضح الضابط العراقي أن "الخطة الأمريكية لمعركة الفلوجة تعتمد على إبعاد الحشد الشعبي؛ لأن القيادة الأمريكية تعلم أن أهالي الفلوجة لن يقبلوا بالحشد أبدا، وهي محاولة لقطع الطريق على تنظيم الدولة في استثمار ذلك"، لكنه استدرك قائلا: "ما حدث في الرمادي سيجعل من الصعوبة جدا إقناع أهالي الفلوجة بأن مدينتهم لن تلاقي نفس مصير الرمادي التي تحولت إلى ركام"، على حد وصفه.
وأضاف: "حتى اللحظة لم تبدأ قوة مكافحة الإرهاب عملها، حتى يتم الاتفاق بشكل نهائي على الخطة المرسومة من القيادات الأمريكية ووزارة الدفاع (العراقية)، وبانتظار أن يوافق الحشد عليها ولا يضع أي عراقيل".
واستطرد قائلا: "الجيش العراقي بحاجة لقوات نظامية مدربة على معارك مفتوحة، كما سيحصل في الفلوجة. فالحماس الذي يقاتل به الحشد لن ينفع في الفلوجة، ولو راجعنا خسائر الحشد في محيط المدينة، لوجدناها تضاهي الخسائر في مدينتي بيجي والرمادي"، على حد قوله.
وأكد في ختام حديثه أن مليشيات الحشد الشعبي لا تعترف بـ"أحقية" الجيش العراقي في القيادة، وترى أن الأمريكيين يستثمرون "تضحيات" الحشد لصالحهم سياسيا وهو "ما لن يسمح (الحشد) به مستقبلا"، حسب قوله.