بدأ سريان اتفاق وقف العمليات القتالية في
سوريا في الوقت المتفق عليه وهو منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة) بموجب خطة أمريكية روسية، قالت الأطراف المتحاربة في الصراع الدائر منذ خمس سنوات إنها ستلتزم بها.
وقالت جماعة مراقبة بعد فترة وجيزة من منتصف الليل إن القتال توقف على ما يبدو في معظم أنحاء غرب سوريا، مع وقوع حوادث فردية لإطلاق نار في بعض المناطق.
وقالت دمشق وحليفتها
روسيا بالإضافة إلى مجموعة من فصائل المعارضة المسلحة إنها ستلتزم بالخطة.
ولا تسري الهدنة على
تنظيم الدولة وجبهة
النصرة، وقالت الحكومة السورية وموسكو إنهما لن توقفا القتال ضد هؤلاء المتشددين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال احتدم في مناطق كثيرة بغرب سوريا، إلى أن بدأ سريان الاتفاق.
وأضافت أنه بعد منتصف الليل ساد هدوء مناطق كثيرة من البلاد.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إن الهدوء يسود دمشق وريفها لأول مرة منذ سنوات.
وأضاف أن الهدوء ساد اللاذقية وأنه لا يوجد نشاط للطائرات في قاعدة حميميم الجوية، مشيرا إلى القاعدة الموجودة في اللاذقية التي تعمل منها الطائرات الروسية.
وقال إنه سٌمع صوت بعض إطلاق نار في مدينة حلب بشمال سوريا بعد فترة وجيزة من منتصف الليل، كما سُمعت أصوات بعض الانفجارات في محافظة حمص بشمال سوريا، ولكن لم يُعرف سببها.
وقال المرصد إن ما لا يقل عن 40 من القوات الحكومية والمقاتلين المتحالفين معها و18 مسلحا، قُتلوا في اشتباكات وغارات جوية في محافظة اللاذقية.
وأضاف إن ستة قُتلوا أيضا في غارة جوية في محافظة حلب في الساعات السابقة لوقف القتال. وقرب دمشق أصابت عشرات من الغارات الجوية ضاحية داريا المحاصرة. وقال موظفو إغاثة إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قُتلوا في دوما شمال شرق العاصمة.
ودعت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا يوم الجمعة إلى تكثيف الهجمات ضد الحكومة وحلفائها، مما يزيد من المخاطر التي تواجه الاتفاق الهش.
وبموجب الاتفاق الذي لم توقع عليه أطراف الصراع السوري بأنفسها حتى الآن رغم أنه لا يرقى لمرتبة
وقف إطلاق النار، يتوقع من الحكومة وخصومها وقف المعارك للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين واستئناف مباحثات السلام.
وتم تسليم مساعدات لبعض المناطق المحاصرة في سوريا هذا العام في سلسلة من الاتفاقيات الخاصة بأماكن محددة، ولكن الأمم المتحدة تطالب بالوصول لكل السوريين الذين يحتاجون لمساعدات دون أي عائق.
وانهارت محادثات السلام في وقت سابق من الشهر الجاري قبل بدئها، وكثفت دمشق وموسكو هجماتهما في شمال وشمال غرب سوريا.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، الجمعة، إن استخدام القوة يجب أن يكون متناسبا ويمثل ملاذا أخيرا إذا حدث انتهاك لوقف العمليات القتالية، الذي بدأ عند منتصف الليل بتوقيت دمشق.
وأضاف أنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال، الذي بدأ في الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة.
وقال دي ميستورا، إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل . وستلتقي الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا، السبت في جنيف لتقييم وضع وقف العمليات القتالية.
وقال: "دعونا نصلى لنجاح ذلك؛ لأنه بصراحة هذه أفضل فرصة يمكن أن نتخيلها حصل عليها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة، من أجل رؤية شيء أفضل ونتعشم أن يكون هناك شيء له صلة بالسلام".
وقال إنه يعتزم استئناف محادثات السلام السورية في السابع من مارس آذار، شريطة صمود اتفاق وقف القتال .
وقالت الحكومة السورية إن خطة وقف القتال قد تفشل إذا زودت الدول الأجنبية مقاتلي المعارضة بالسلاح، أو إذا استغل المقاتلون الهدنة لإعادة التزود بالسلاح.
وقال التحالف الرئيسي للمعارضة المدعوم من السعودية، الذي لديه تحفظات كبيرة، إنه سيقبل خطة وقف القتال لمدة أسبوعين، ولكنه يخشى أن تستغلها الحكومة وحلفاؤها لمهاجمة فصائل المعارضة المسلحة بحجة أنهم إرهابيون.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، إنها ستلتزم بالخطة ولكنها تحتفظ بحق الرد إذا تعرضت لهجوم. وتقاتل وحدات حماية الشعب تنظيم الدولة في شمال شرق البلاد، وجماعات المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا في شمال غرب البلاد.