منذ انتشار شريط الفيديو، الذي ظهر فيه المدعو "أبو عزرائيل" وهو يقطع لحما من جسم مقاتل لتنظيم الدولة، تحول إلى "نجم" بين المقاتلين والعراقيين
الشيعة، وبات لا يمشي في شوارع العاصمة بغداد دون أن يوقفه المعجبون لالتقاط "سيلفي" معه، أو لتهنئته على آخر بطولاته.
ويقول مراسل صحيفة "التايمز" أنتوني لويد، إن بطل رياضة كمال الأجسام، والمتخصص في رياضة الدفاع عن النفس، تحول في مواقع التواصل الاجتماعي
العراقية إلى رمز يحتفى به، وقادت سمعته السيئة إلى وضع جائزة ثمنا لرأسه، وتلقت عائلته تهديدات بالقتل، فيما وبخه بعض رجال الدين عندما ظهر في شريط فيديو وهو يقطع جزءا من فخذ أسير من أسرى
تنظيم الدولة كان معلقا فوق النار.
ويشير التقرير إلى أنه في مقابلة مع أبي عزرائيل في نادي اللياقة المفضل له في بغداد، حيث يحضر إليه أبو عزرائيل بعد كل مشاركة في عمليات تنظيم الدولة، قال فيها إن "الشهرة ليست فكرة جيدة، فقد جعلت حياتي معقدة، وجعلتني وعائلتي هدفا".
وتذكر الصحيفة أن أبا عزرائيل، واسمه الحقيقي أيوب فالح الربيعي، كان جنديا في الحرس الجمهوري في أثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعمل بعد الغزو الأمريكي في وزارة الاتصالات، قبل أن يتطوع في كتائب الإمام علي عام 2014، وكان تطوعه استجابة لنداء المرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني.
ويلفت لويد إلى أن أبي عزرائيل برأسه الحليق ولحيته الكثة وجسمه، الذي يشبه شخصية رامبو، تحول إلى بطل في نظر العراقيين الشيعة، الذين كانوا يبحثون بيأس عن بطل يقف أمام انتصارات تنظيم الدولة، بعد انهيار الجيش العراقي.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن "أبا عزرائيل (البطل) المبتسم على صفحة (فيسبوك)، له وجه مظلم، حيث ظهر حاملا سيفا وفأسا وهو يركب دراجة نارية، وظهر في مرات أخرى وهو يهزأ من تنظيم الدولة عبر جهاز لاسلكي مسروق، ويتعهد بتحويل المقاتلين إلى رماد".
وتبين الصحيفة أنه في آب/ أغسطس ظهر "البطل" وهو يقطع جزءا من فخذ مقاتل من تنظيم الدولة، قتل وهو يشويه على عمودين، وقال متفاخرا إن مقاتلي التنظيم سيواجهون المصير ذاته، مثل "الشاورما"، وفي لقطة أخرى ظهر وهو يطعن جثة قناص لمقاتل عدة مرات.
وينوه التقرير إلى أن أبا عزرائيل بدا في اللقاء مرتاحا، ودافع عن سلخ المقاتل المحروق، وقال إنه لم يفعل هذا، بل قامت بحرق المقاتل جماعات شيعيىة أخرى؛ انتقاما من المقاتلين الأجانب، وأضاف: "لا تستطيع معاملة عناصر تنظيم الدولة بطريقة إنسانية".
وتنقل الصحيفة عن أبي عزرائيل، حيث كان جالسا على مقعد وإلى جانبه بندقيته من نوع "إم4"، قوله: "لكنني أخطأت دون أن أقصد، ولا تستطيع العثور على رجل في المعركة لا يتصرف بهذه الطريقة"، مشيرة إلى أنه يزعم أن قادة في النجف وبخوه وطلبوا منه التوبة والتكفير عن ذنبه بالصلاة.
ويستدرك الكاتب بأن التوبيخ تلاشى، وظهر أبو عزرائيل بعد ذلك مع وزراء الحكومة في عدد من اللقاءات الحوارية على عدد من القنوات التلفزيونية الدينية، وشارك احتفالات أعياد الميلاد في كنيسة السيدة العذراء في بغداد، بدعوة من قادة الكنيسة، لافتا إلى أن الرسالة من ذلك كانت واضحة، ومفادها "سنحمي من يقف مع الدولة، ونسحق من يقف ضدها".
ويورد التقرير نقلا عن أبي عزرائيل زعمه قائلا: "لست قاتلا طائفيا"، وأضاف: "لقد ساعدت الكثير من السنة، الذين هربوا من ساحات المعارك، وعملت مع النساء والأطفال لإصلاح ما حدث في بيجي".
وتفيد الصحيفة بأن تنظيم الدولة يتذكر ما فعله أبو عزرائيل، حيث قام بوضع شريط يظهر حرق أربعة من العراقيين الشيعة، وأرسل له تهديدا بالقتل، ويقول أبو عزرائيل: "وضعوا صورة بيتي وزوجتي وأطفالي، وسألوا بأي طريقة أريد أن يموتوا".
وتكشف الصحيفة عن زعم أبي عزرائيل أن التنظيم رصد مليون دولار أمريكي لمن يقبض أو يقود إليه، وأن التنظيم لديه خطة لوضعه في قفص، وحرقه بعد شجبه للحكومة العراقية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أبا عزرائيل رد على التهديد بتعليم زوجته كيفية استخدام السلاح، وقال: "نعرف أن الموت قادم إلينا، ولهذا علمتها على استخدام أنواع الأسلحة كلها، وهي تعرف كيفية استخدام الكلاشينكوف والقنابل اليدوية".