توقفت ظهر الجمعة،
الاشتباكات الدامية التي وقعت بين القوات الحكومية، وبين
قوات الحماية الكردية، مسفرة عن عشرات القتلى والأسرى، بحسب الناشط الإعلامي في الحسكة عبدالله الأحمد.
وقال الأحمد لـ"
عربي21" إن "عدد الضحايا من المدنيين قُدر بـ13 قتيلاً، وقتل أكثر من 20 فردا في صفوف القوات المتصارعة، وأسرت قوات الحماية أكثر من 40 عنصرا تابعا للنظام، بينما أسرت القوات الحكومية أكثر من 11 مقاتلا كرديا"، مشيرا إلى أن العديد من المدنيين "نزحوا إلى الدرباسية وعامودا وريف القامشلي، وبقيت الجثث في الشوارع، وعانت المشافي لعدم توافر كوادر طبية كاملة مؤهلة".
وأكد أن سبب الاشتباكات التي بدأت الأربعاء؛ هو قيام قوات "الأسايش" التابعة لقوات حماية الشعب الكردية، باعتقال نقيب في قوات الدفاع الوطني النظامية، أثناء مروره على حاجز "الأسايش"، ولكن وسائل إعلامية مقربة من النظام ذكرت أن سبب الاشتباكات هو اعتقال الأمن السوري لعنصرين تابعين لت"الأسايش"، ونقلهما لاحقا إلى دمشق، بينما يفند ناشطون هذه الرواية.
وأشار إلى الجاهزية العالية للقوات الكردية، "فما أن استهدف عناصر الدفاع الوطني حاجز الأسايش؛ حتى بادرت هذه الأخيرة على الفور بالتحصينات، وعمليات نشر العناصر في الشوارع".
وبيّن الأحمد أن
قوات النظام تقدمت إلى وسط المدينة، وسيطرت على فندق هدايا والملعب البلدي ومدينة الشباب والفرن الآلي، وحاجز العويجة، مشيرا إلى أنها جلبت تعزيزات من الفوج المتمركز جنوبي القامشلي.
الجانب الكردي
ولم يكن الجانب الكردي أقل شراسة، حيث سيطرت قوات الحماية على نقاط داخل المربع الأمني، وحاولت التقدم نحو حي طي ذي المكون العربي، بحسب الناشط الإعلامي في الحسكة محمد الإدلبي، الذي أوضح أن "حي طي تعرض لقصف بالدبابات من قبل قوات الحماية؛ بسبب تحصن جيش الدفاع الوطني فيه، وسيطرت قوات الحماية الكردية صباح الخميس على السجن، وقتلوا معاون مدير السجن".
وقال الإدلبي إنه "وصل يوم الجمعة وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، إلى مطار القامشلي، ومعه ضباط إيرانيون، وعقدوا اجتماعا في المطار مع الأطراف المتصارعة، وتم الصلح بين الطرفين، على أن تعود السيطرة كما كانت قبل حدوث الاشباكات، باستثناء السجن الذي تحتفظ به قوات الحماية الكردية".
الحليف الوحيد
وبحسب ناشطين؛ فإن النظام السوري يرضخ للأكراد؛ لعدم وجود خيارات بديلة، فهم "الحليف الوحيد له في حربه ضد تنظيم الدولة والجيش الحر، وفي المقابل فإن قرار القيادات الكردية رهين بالدول الخارجية".
وقال المحامي محمد الحسن، من ريف الحسكة، لـ"
عربي21" إن القوات الكردية تنظر لما تبقى من قوات حكومية سورية على أنها قوات احتلال، فهم يرون وجوب خضوع كل هذه المناطق بالمطلق لقوات الحماية.
وتبقى النار تحت الرماد في ما يتعلق بالعلاقة بين القوات الحكومية وبين قوات الحماية الكردية، فقوات حماية الشعب بحاجة للنظام، والنظام يستخدمها كأداة ضد المعارضة والتنظيم من جهة، وضد الكرد من جهة أخرى، كما يرى مراقبون.