بينما يكثف طيران النظام السوري والطيران الروسي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في مدينة
حلب وريفها خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، أمهلت الفصائل المقاتلة، المتمثلة بـ"غرفة عمليات فتح حلب"؛ المجتمع الدولي مدة 24 ساعة للضغط على النظام وحلفائه لوقف القصف "الغاشم"، قبل إعلان المعارضة أنها في حِل من اتفاق وقف القتال (
الهدنة) المعمول به منذ 27 شباط/ فبراير الماضي.
وجاء تلويح الفصائل بالتحلل من الهدنة؛ في بيان صادر عنها في ساعة متأخرة من مساء السبت.
وبموازاة ذلك، أكد القائد العام لتجمع "فاستقم كما أمرت"، لـ"
عربي21"، أن الثوار أوقفوا عمليات عسكرية وصفها بـ"الضخمة" كانت جاهزة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن المعارضة تمتلك بنك أهداف عسكرية حيوية تابعة للنظام، وهي تحت مرمى مدفعية المعارضة، كما قال.
وقال القائد أبو قتيبة: "من المعروف أن قدراتنا العسكرية لا يستهان بها، لكننا كفصائل عسكرية تركنا المجال للمعالجة السياسية للقضية السورية، عندما قبلنا بالهدنة"، مضيفا: "لكن وبعد هذا التصعيد الهمجي، الذي استهدف المشافي والأسواق والمدارس في حلب وإدلب، وفي حال عدم تدخل المجتمع الدولي لمنع هذه المجازر، فنحن في حل من هذه الهدنة، وسنتابع مشوارنا العسكري".
وبينما قلل القائد العسكري من أهمية الأنباء التي تشير إلى تحشيد النظام لقواته في مدينة حلب، استعدادا لمعركة عسكرية مدعومة من روسيا يتم الحديث عنها، تابع قائلا: "لقد دأب النظام على سياسة التهديد منذ بداية الثورة، وخلال هذه الفترة جرب كل الخيارات، بما فيها أحدث الأسلحة المتطورة، ولم يستطع القضاء على الثورة، وروسيا أساسا لم تسحب مقاتلاتها"، مستدركا: "بالتالي هذا الحديث ليس جديدا".
وأردف: "منذ زمن طويل لم نستخدم الأسلحة المحلية الصنع، والآن وبعد تنظيم مؤسسة الجيش الحر، ودخول الضباط المنشقين عن جيش النظام إلى مفاصل العمل العسكري، صارت مهاراتنا القتالية عالية، ونعد النظام والروس معا بأعمال لم يعهدوها"، وفق قوله.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" التابعة للنظام، أن خمسة مدنيين قتلوا، فضلا عن إصابة العشرات، الأحد، جراء ما قالت إنه "سقوط قذائف صاروخية"، أطلقتها جبهة النصرة و"المجموعات المسلحة على الأحياء السكنية التي يسيطر عليها النظام في مدينة حلب"، بحسب قول الوكالة.
وفي هذا السياق، رفض قائد غرفة عمليات المخابرات الجوية التابعة للثوار، النقيب أبو يزن، تحميل المعارضة مسؤولية قتل المدنيين في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، وقال لـ"
عربي21": "نحن لا نفرق بين مدني في مناطقنا ومدني في مناطق النظام، النظام يراوغ ويكذب، ولو أردنا قصف المدنيين كما يفعل النظام بمناطقنا؛ لما كانت الأحياء الغربية من المدينة الواقعة تحت سلطة النظام مكتظة بالسكان.
وأوضح أن "الأهالي يدركون تماما أن مناطق النظام لن تتعرض للقصف من قبلنا، ولذلك هم انتقلوا للسكن فيها"، وفق تأكيده.
واعتبر النقيب أبو يزن، وهو أيضا القائد العسكري في فيلق الشام، أن "النظام يقوم بهذه الأكاذيب حتى يستطيع أن يجيش أكبر عدد ممكن من المقاتلين من أبناء المدينة للقتال إلى جانبه، تمهيدا لفتح معركة كبيرة في المدينة".
وأضاف: "بعد فشله (النظام) في الضغط على المعارضة السياسية لحل استسلامي، بدأ يحشد في حلب ويستقدم مليشيات إيرانية، والآن بدأ بنصب راجمات صواريخ في مناطق قريبة من ريف حلب الغربي".
وبحسب النقيب أبو يزن، فإن النظام ومن خلفه روسيا، يتطلعان إلى محاصرة المدينة من الجهة الغربية (طريق حماة - حلب)، ومن الجهة الشرقية (معبر الكاستيلو)، ومن بوابة الريف الشمالي (الطامورة)، مشددا على أنه "لن يكون هذا المخطط سهل التنفيذ، وسوف يفشلون كما فشلوا في السابق"، كما قال.
في غضون، ذلك أعلنت مديرية التربية والتعليم بحلب التابعة للمعارضة، في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه، عن تعليق الدوام بالمدارس الرسمية والخاصة لمدة يومين، "حفاظا على أرواح الطلاب والمعلمين، من قصف الطيران الروسي، والأسدي المجرم"، على حد تعبير البيان.