نقلت صفحة "دمشق الآن"، إحدى أبرز الصفحات الموالية للنظام السوري على فيسبوك، وصفحات إعلامية في
الساحل السوري، شهادات وتأكيدات باختفاء عدد من جثث قتلى تفجيرات
طرطوس وجبلة التي وقعت الاثنين الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 140 قتيلا وعشرات الجرحى.
ونقلت صفحة "دمشق الآن" شهادة والد أحد قتلى التفجيرات، الذي يدعى "علي محمد لولو"، وقال فيها: "ولدي علي قُتل في التفجيرات التي ضربت مدينة
جبلة، وتم نقله إلى مشفى الحكمة في المدينة، وحصلنا من المشفى على وثيقة رسمية تؤكد استقبالهم جثة علي".
وأضاف والد علي في شهادته: "لقد تعرفت أنا وأخي ورفاق ولدي على جثمانه، وكان غير مشوه أبدا، وكان مقتله بسبب شظية واحدة أصابته في مؤخرة رأسه في أثناء التفجير".
وقال: "بعد معاينة جثة علي، طلبنا من مشفى الحكمة أخذ جثمان ولدي من أجل دفنه، ولكننا فوجئنا بإجابتهم بأن الهلال الأحمر السوري سوف ينقل الجثامين إلى اللاذقية، وأننا سنستلم الجثمان في مدينة اللاذقية".
وأردف والد القتيل: "توجهنا عقب ما أبلغتنا به إدارة مشفى الحكمة إلى اللاذقية لاستلام جثة ولدي علي، وهنا كانت المفاجأة الصادمة، فقد أخبرونا أن الجثمان لم يصل إليهم بعد، لنرجع إثر ذلك إلى مشفى الحكمة، فيخبرنا أحد الموظفين في المشفى بأنه هو من قام بتجهيز الجثمان وسلمه للهلال، لنعود بعدها إلى اللاذقية للبحث مرة ثانية، ولكن منذ تاريخ حصول التفجير حتى اليوم لم نعثر على جثة علي التي سبق وشاهدناها في مشفى الحكمة في مدينة جبلة"، التي تتبع إداريا محافظة اللاذقية.
وأوضح والد علي لولو أنه منذ التفجيرات "ونحن نتنقل بين مشافي اللاذقية وجبلة والقرداحة وبانياس والقدموس، لنبحث عن الجثمان من دون نتيجة، فلم نر أي أثر لجثة القتيل علي"، وفق قوله.
من جهتهم، أكد عدد من أقرباء القتلى، عبر التعليقات على هذه الشهادة، أن عدد الجثث المفقودة في التفجيرات السبعة، يصل إلى 34 جثة لم يتم العثور عليها أبدا، رغم أن عددا منها تم التعرف على أصحابها خلال الساعات الأولى التي تلت الانفجارات التي ضربت الساحل.
عشرات التعليقات والردود لموالين للنظام السوري تحدثت عن وجود شبكة من الأطباء العاملين في مشافي الساحل، تختص في مجال بيع الأعضاء، ولكن لا يجرؤ أحد على الحديث عنهم أو حتى فضحهم؛ بسبب ارتباطهم بشخصيات كبيرة جدا في النظام والأجهزة الأمنية، بحسب قول هؤلاء.
وتحدثت صفحات موالية أخرى في الساحل؛ بأن أهالي عدد من القتلى رصدوا عدة حالات لفتح بطن ومن ثم القيام بعملية إغلاق له، وعندما قاموا بتوجيه استفسارات إلى مشافي اللاذقية حول سبب ذلك، كان الجواب بأنها "إجراءات طبية لا أكثر".
وأشارت الصفحات الموالية أيضا إلى أن عددا آخر من الجثث تم إخفاؤها تحت مسميات "مجهول الهوية"، دون السماح لذوي القتلى بتفقد جثث أبنائهم أو التعرف عليهم.
وشهدت مدينتا جبلة وطرطوس الاثنين الماضي سبعة تفجيرات تبناها
تنظيم الدولة، حيث انفجرت سيارة مفخخة تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما في محطة للحافلات في طرطوس، ما أدى لمقتل 49 شخصا، فيما انفجرت سيارة مفخخة في محطة للحافلات في جبلة، وأخرى أمام مكتب لشركة الكهرباء، وثالثة أمام مشفى الأسعد، فيما فجر انتحاري نفسه داخل قسم الطوارئ في المشفى الوطني في جبلة بعد نقل جرحى إلى هناك. وقد قتل في جبلة نحو 100 شخص.
من جهتها، أصدرت حكومة النظام السوري إحصائيات تشير إلى أن التفجيرات السبعة كبدت مدينتي جبلة وطرطوس المواليتين خسائر مالية بقيمة 300 مليون ليرة سورية، منوهة إلى أن حكومة وائل الحلقي ستقدم تعويضات للمتضررين، تتراوح قيمتها ما بين 30 حتى 40 في المئة من إجمالي الخسائر.