توقع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، الاثنين، أن تكون زيارة الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، المرتقبة غدا الثلاثاء، إلى روسيا، "إيجابية"، وتدفع لإيصال "رسائل سياسية واضحة" للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، حول
الأزمة في
سوريا.
وأضاف العبدة، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية: "ننظر إلى زيارة أردوغان إلى روسيا بأنها إيجابية، وربما تدفع أكثر لإيصال رسائل سياسية واضحة إلى بوتين حول الأزمة السورية. نعتقد أن الرئيس التركي باعتباره حليفا أساسيا للشعب السوري، لديه فرصة لتقديم أفكار ومبادرات، ويضع الروس في صورة ما يحدث حاليا في سوريا".
وتابع: "الجانب التركي أكّد لنا قبل وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا (15 تموز/ يوليو الماضي)، بأن موقفه الرسمي مع
الشعب السوري لم يتغير، وحتى مع المعارضة السورية لن يطرأ أي تغيير، وأنهم مؤيدون لتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة".
وأعرب عن أمله في أن يطلب الرئيس أردوغان من الجانب الروسي التوقف عن استهداف المدنيين، والتوجه إلى عملية سياسية يكون فيها الشعب السوري صاحب القرار ضمن "ثوابت الثورة" المتمثلة بوحدة سوريا، ورحيل بشار الأسد، وبناء نظام سياسي مدني ديمقراطي تعددي.
وتشهد مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، الثلاثاء، لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، يحمل أهمية كبيرة من حيث توقيته والموضوعات التي من المنتظر أن يتناولها.
وسيكون اللقاء هو الأول الذي يجمع الرئيسيين، بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين، إثر قيام مقاتلتين تركيتين، بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت المجال الجوي التركي، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويتوقع أن يلعب اللقاء المنتظر، دورا كبيرا في وضع خارطة طريق لمستقبل العلاقة بين البلدين، عبر مناقشة سبل إعادة إحياء العلاقات بينهما، والتعاون التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى تناول المسائل المثارة على الساحة، مثل الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية، ما يضفي على اللقاء بعدا إقليميا هاما، خاصة أن تركيا وروسيا، من الدول التي يمكن أن تلعب دورا مهما في التوصل لحل للأزمة السورية.
وحول الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب، قال "العبدة": "ما زال المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج تجاه ما يحدث في سوريا وحلب، ويجب أن يكون أكثر جدية فيما يتعلق بالانتقال السياسي على الأرض، وخصوصا أن أحد الذي يقوم برعاية هذه العملية، هو من يقصف السوريين"، في إشارة إلى روسيا.
وأعلنت قوات المعارضة السورية، يوم السبت الماضي، عن تمكنها من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب، شمالي سوريا.
ويأتي إعلان المعارضة، بعد سبعة أيام من انطلاق عمليتها العسكرية الواسعة، التي بدأتها انطلاقاً من ريف المدينة الجنوبي الغربي، لفك الحصار المفروض على مناطق سيطرتها منذ أكثر من شهر.
من جانبه، قال جواد أبو حطب، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، خلال المؤتمر: "تم وضع خطة للتعامل مع الوضع في حلب تشمل ثلاثة مسارات، الأول سيكون إغاثيا بالتعاون مع جميع المنظمات ذات العلاقة، والثاني مرتبط بإدارة وتعويض النقص في مؤسسات المدينة، والثالث يتعلق بتعويض ما تم تدميره خلال المعارك".
وأشار أبو حطب إلى أن قوى المعارضة ستفتح طرقا لوصول المساعدات الإغاثية إلى حلب.
وفي السياق ذاته، أفاد رئيس مجلس محافظة حلب "غسان حمو"، أن نظام بشار الأسد وحلفاؤه، شنوا خلال الـ24 ساعة الماضية، أكثر من 60 غارة جوية على مدينة "صراقب" (شمالي)، استهدفت المستشفيات، والدفاع المدني، ما أدى إلى نزوح 50 ألف نسمة من المدينة.
وطالب حمو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه تلك "المجازر".