أثار قرار منظمة "
اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، بنفي أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد
الأقصى وحائط البراق، تساؤلات عدة بشأن أهمية القرار والخطوات المطلوب اتخاذها، ولاسيما من الدول
العربية والإسلامية لترجمته على أرض الواقع.
ونص القرار الصادر، الخميس، على أنه "لا يوجد أي إثبات أثري يدل على وجود "الشعب اليهودي" في القدس، بعدما صوتت 24 دولة لصالح القرار مقابل ستة دول عارضته، بينما امتنعت 26 دولة عن التصويت وغاب ممثلو دولتين.
وعن أهميته، قال الدكتور عبد الله معروف باحث ومتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى في حديث لـ"
عربي21"، إن أهمية القرار نابع من أنه لم يذكر التسمية اليهودية للمكان المسماة بـ"جبل المعبد"، وأكد التسمية الإسلامية للمسجد الأقصى وحائط البراق.
لكنه أكد ضرورة عدم التقليل من أهمية القرار وتهويله في الوقت ذاته، إذ يمكن استثماره من خلال التحرك على هيئات ومنظمات أخرى في دول أوروبا، لأن هذا القرار يعد بمثابة وثيقة يمكنهم الاعتماد عليها.
وشدد الباحث الفلسطيني على ضرورة متابعة القرار، معربا عن اعتقاده بأن سلطات الاحتلال
الإسرائيلي، لن تسكت عنه وستحاول التحرك باتجاه تغيير موقف الدول التي وقفت على الحياد، لمحاولة إصدار قرار بالضد من القرار الحالي.
دور عربي ومسلم
وبشأن ما يستدعيه قرار اليونسكو، من الدول العربية والإسلامية من تحرك لإدانة الاحتلال الإسرائيلي في جميع انتهاكاته وتدنيس الأقصى، رأى الباحث الفلسطيني ضرورة العمل على القرار لكشف زيف المحتل في ترويج مشاريعه الاستيطانية.
وقال الدكتور معروف لـ"
عربي21"، إن "قضية القدس مربحة، وأن القرار أثبت بأنه لا يمكن القبول بواقع الاحتلال والاستكانة في قضايا القضية الفلسطينية، وبالإمكان إصدار قرارات أخرى تدين الاحتلال".
ودعا الباحث الفلسطيني جميع المنظمات الإسلامية والعربية إلى التحرك ومتابعة القرار الذي أصدرته اليونسكو، معربا في الوقت ذاته عن أسفه من قرار دولة ألبانيا المسلمة بالامتناع عن التصويت والوقوف على الحياد.
وتسبب قرار "اليونسكو"، الخميس، بعاصفة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وحالة من الغضب سادت قادة الاحتلال، إذ وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار بـ"السخيف"
وقال نتنياهو في تعليقه على القرار، إنه "يقلل من الشرعية القليلة التي بقيت لمنظمة اليونيسكو"، معتبرا أنه "مهزلة، حيث تستمر المسرحية الهراء في اليونيسكو.
وأضاف: "اليوم اتخذت هذه المؤسسة قرارا هزليا آخر يقول لشعب إسرائيل إنه لا علاقة له بجبل الهيكل (المسجد الأقصى) والكوتيل (حائط البراق)، هذا لا يهم لأنهم لا يقرؤون التوراة".
وتابع نتنياهو: "القول إنه لا علاقة بين إسرائيل وجبل الهيكل والحائط الغربي؛ مثل القول إنه لا علاقة بين الصين وجدار الصين العظيم أو أنه لا علاقة بين مصر والأهرام".