أكدت "
الشبكة السورية لحقوق الإنسان" يوم الأربعاء في إحصائية لها أن قوات
التحالف الدولي المُشكل في
سوريا لمواجهة تنظيم الدولة قتلت 649 سورياً منذ تدخله في سوريا في 23 أيلول – سبتمبر من عام 2014 وحتى تاريخ 12 تشرين الأول – أكتوبر الحالي، من ضمن الضحايا 244 طفلا و132 امرأة.
وأشار التقرير إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ساند بعد عام 2015 قوات الإدارة الذاتية في سوريا ذات الغالبية الكردية، والتي يعد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "فرع حزب العمال الكردستاني" أبرز مكوناتها تحت ذريعة قتال تنظيم الدولة، إلا أن الإدارة الذاتية استفادت من الدعم المقدم لها وسيطرت على مناطق المعارضة السورية كما حصل في "تل رفعت وما حولها" بريف حلب.
كما أكدت الشبكة ومصادر ميدانية معارضة، أن قوات التحالف الدولي تعمدت ضرب غالبية الجسور الحيوية في العديد من المحافظات السورية كـ "دير الزور، الرقة، حلب، والحسكة"، وكذلك لم تسلم المباني التحتية والمحال التجارية وأعداد كبيرة من المنازل من صواريخ التحالف الدولي.
كما تحدث الناشط الميداني في ريف حلب "محمد الأش" أن صواريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي تترأس التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة قد قتلت أكثر من 400 سوري مدني في ريف حلب، وكان لمدينة منبج النصيب الأكبر، حيث قضى أكثر من 150 مدنيا في الـ19 من شهر تموز/يوليو للعام الحالي في بلدة "توخار" في ريف منبج التي تأوي نازحين.
وقال الأش لـ"
عربي21" خلال اتصال هاتفي خاص معه، إن "الذريعة التي رددتها الولايات المتحدة آنذاك، بأن ميليشيا "قسد" التي تدعمها هي من زودتها بإحداثيات خاطئة مبررات لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، فدولة عظمى كالولايات المتحدة التي تمتلك أزكى أنواع الأسلحة الصاروخية وأنظمة المراقبة تكون دقة أهدافها صحيحة بنسبة عظمى".
ورأى الناشط الميداني أن "المجزرة التي ارتكبها التحالف الدولي تعد الأكثر دموية، وهدفها كان واضحا بتطبيق نموذج تهجير قسري للأهالي وتطهير عبر ممارسة طقوس الإرهاب بحقهم من خلال المجزرة".
كما نوه المصدر إلى "وجود حالة كبيرة من الاستياء بين السوريين عامة وفي حلب على وجه التحديد نحو الولايات المتحدة الأمريكية والسياسية التي تنتهجها في سوريا، من خلال تطبيق سياسة الأرض المحروقة في ريف حلب وارتكاب مجازر بحق المدنيين العزل لأجل تمهيد الطريق أمام حليفها ميليشيا "قسد" لاحتلال قرى عربية".
أما الجسور التي دمرها التحالف في سوريا خلال عامين، فهي جسر التوخار في قرية التوخار بمدينة منبج بريف محافظة حلب الشرقي، وجسر عون الدادات في مدينة منبج، وكذلك جسر طريق حلب الذي يصل مركز مدينة منبج وسوقها بأحياء المدينة الغربية، جسر طريق جرابلس الذي يصل مدينة جرابلس وأحياء مدينة منبج الشمالية بمركز مدينة منبج.
ومن الجسور المدمرة أيضا، "جسر سيلي" أي جسر السكة الواصل بين ريف دير الزور الشمالي وريف الحسكة الجنوبي، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة، وجسر المختم الواقع فوق قناة الري في بلدة بقرص بريف محافظة دير الزور الشرقي، وجسر عبد العزيز الفيصل الواقع على أطراف قرية الصالحية التابعة لناحية مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور الشرقي والذي يصل بين قريتيالصالحية ومعيزيلة في ناحية مدينة البوكمال، بحسب تقرير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
ومن الجسور أيضا "جسر الميادين في مدينة الميادين بريف محافظة دير الزور الشرقي، وجسر العشارة في مدينة العشارة بريف محافظة دير الزور الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وجسر كسرة عبد الله الشيخان في بلدة الصالحية التابعة لناحية مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور الشرق، وجسر الطريف الواقع على الطريق العام دير الزور - الرقة في قرية الطريف
بريف محافظة دير الزور الغربي".
قال قائد عمليات الراشدين في حلب النقيب "أمين" لـ"
عربي21" خلال اتصال خاص معه إن "التحالف الدولي يساهم مع قوات النظام السورية وروسيا في استهداف المدنيين السوريين، والإحصائيات التي أشارت إليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان تظهر مدى الاستسهال في إراقة الدم السوري".
كما رأى النقيب أمين "أنه لو أن هذه الضربات كانت موجهة نحو نظام الأسد واستهدفت المطارات العسكرية التابعة له عوضا عن الأبرياء لما كانت الأوضاع في عموم البلاد على الصورة التي هي عليها اليوم، معتبرا "أن تنظيم الدولة تحصيل حاصل، والجيش الحر طرد التنظيم من الريف الغربي وحلب وريفها الشمالي دون تحالف وبأقل الخسائر".
وأضاف القائد الميداني أن "الأسد قتل أكثر من نصف مليون سوري وهجر أكثر من 10 ملايين، ولو أراد التحالف الدولي وأصدقاء الشعب السوري للمأساة السورية الانتهاء فعليهم دعم الجيش الحر بالأسلحة النوعية وتدمير مطارات الأسد التي أرهقت السوريين على مدار السنوات الماضية".
وأكد أمين أن "روسيا بدورها أسهمت في قتل السوريين وتهجيرهم متبعة نظام الأسد، أمام أعين النظام الدولي الذي ما زال عاجزا عن إيقاف جرائهما بحق الشعب السوري والاكتفاء بالتنديد"، متسائلا: "أليس ما تفعله روسيا في سوريا إرهاب وقتل جماعي؟".