عبر مدير الاستخبارات الداخلية البريطانية "إم آي فايف" عن مظاهر قلق بلاده من التهديد الروسي، وقال في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" إن
روسيا تمثل تهديدا متزايدا لاستقرار
بريطانيا، وتقوم باستخدام كل ما يتوفر لديها من وسائل لتحقيق أهدافها.
وقال أندرو باركر، في المقابلة، التي تعد الأولى في تاريخ الوكالة، التي مضى على إنشائها 107 أعوام، مع رئيس وكالة أمنية أثناء عمله، إن العمليات السرية التي تقوم بها دول، مثل روسيا، تتزايد في وقت يتم فيه التركيز على التهديد الذي يمثله التطرف الديني.
وتورد الصحيفة نقلا عن باركر، قوله إن "هذه الدول تستخدم عددا من أجهزة الدولة والسلطات؛ من أجل دفع سياساتها الخارجية، وبطريقة عدوانية، تضم الدعاية والتجسس والتخريب والهجمات الإلكترونية، وتعمل روسيا في أنحاء أوروبا كلها وفي المملكة المتحدة اليوم، ومن مهام (إم آي فايف) الوقوف في وجهها".
وتشير المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن المسؤول الاستخباراتي كشف عن وجود عدد من الجواسيس العاملين لصالح روسيا في بريطانيا، إلا أن الوضع يختلف اليوم عن ذلك الذي كان في الحرب الباردة، حيث دخلت الحرب الإلكترونية، لافتة إلى أن من الأهداف التي تركز عليها روسيا الأسرار العسكرية، والمشاريع الصناعية، والمعلومات المتعلقة بالاقتصاد والحكومة، والسياسة الخارجية.
وعلق باركر على اختياره الحديث مع صحيفة "الغارديان"، رغم أنها نشرت ملفات الموظف السابق في وكالة الامن القومي إدوارد سنودين، بدلا من الحديث مع صحيفة أخرى، قائلا: "نعترف أن العالم يتغير، وعلينا مسؤولية للحديث عن عملنا وتوضيحه".
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤول وكالة
التجسس كشف أيضا أنه تم إحباط 12 عملية جهادية في الأعوام الثلاثة الماضية، وتحدث عن وجود أكثر من ثلاثة آلاف متطرف إسلامي في المملكة المتحدة، معظمهم من مواليد البلد.
وتلفت "الغارديان" إلى أن باركر قال إن زيادة ميزانية الوكالة ستساعدها على زيادة عدد عناصرها من أربعة آلاف إلى خمسة آلاف عنصر، ورفض النقد حول قانون سيعرض على البرلمان، يمنح السلطات الأمنية صلاحيات واسعة للتنصت والمراقبة، وقلل من أهمية الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأثره في التعاون الأمني بين بريطانيا وأوروبا.
وتستدرك المقابلة بأنه مع ذلك، فإن المسؤول الأمني ركز على الخطر الروسي، وقال إن "روسيا تعرف نفسها من خلال معارضة
الغرب، وتتصرف بناء على ذلك"، وأضاف باركر: "يمكنك مشاهدة هذا الأمر في نشاطات روسيا في أوكرانيا وسوريا، إلا أن هناك نشاطات كبيرة الحجم وبعيدة عن الأنظار، وتتعلق بالتهديد الإلكتروني، وكانت روسيا تمثل تهديدا منذ عقود، وما يختلف هذه الأيام هو أن هناك أساليب عدة متوفرة".
وبحسب الصحيفة، فإن علاقات روسيا مع الغرب تدهورت بعدما ضمت جزيرة القرم، وساعدت الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وقامت باستهداف معارضة نظام بشار الأسد في سوريا.
وتحدث باركر عن الخطر الإسلامي، الذي قال إنه مستمر وجيلي، وصنف الخطر بناء على ثلاثة أنواع: الأول نابع من مشكلة داخلية، ويمثله متطرفون بريطانيون في الغالبية، وقدر عددهم بحوالي ثلاثة آلاف متطرف، وهناك عناصر بريطانيون يقاتلون مع تنظيم الدولة في العراق وسوريا، ويقومون من هناك بالتحريض على هجمات إرهابية ضد بريطانيا، والصنف الثالث هو الدعاية القادمة من تنظيم الدولة، ومحاولته نشر الإرهاب من خلال الإنترنت.