أفاد ناشطون في مدينة
حلب شمالي
سوريا، أن قوات النظام السوري قامت بإنشاء معسكرات
تجنيد للنازحين في المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا، حيث بدأت منذ أيام بعملية استقطاب واسعة للشباب والرجال
النازحين إلى معسكرات حي الصاخور ومنطقة النقارين قرب مطار النيرب العسكري، بغية تدريبهم وزجهم بالمعارك المشتعلة التي تشهدها المدنية.
ويأتي ذلك عقب سيطرة قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها على عدة أحياء في شرق المدينة، في إطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي.
وقال الناشط الإعلامي أبو النصر الحلبي، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن المعسكرات تهدف لتدريب الشباب والرجال النازحين بإشراف عسكريين إيرانيين، تزامنا مع الخسائر الفادحة التي تتكبدها هذه القوات في مختلف جبهات القتال، بعد عدة محاولات فاشلة للتوغل ضمن أحياء أخرى في المدينة المحاصرة.
وأضاف أن المعسكرات التي تم استحداثها تهدف إلى ضم مئات الشباب والرجال النازحين الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر والأربعين عاما؛ بذريعة فرض الأمن والاستقرار وحماية مناطقهم، حيث تم نقل بعضهم بشكل مباشر إلى جبهات القتال، مبينا بأن هناك معسكرا آخر استحدث في منطقة جبرين، جنوب شرق المدينة، الذي يقوم بتدريب عشرات النازحين من أبناء الأحياء الشرقية.
وأكد الحلبي أنه يجري تسليح الشباب والرجال النازحين، وإعادة توزيعهم بزي قوات النظام بهدف تعزيز نفوذها في المناطق والأحياء التي سيطرت عليها.
من جهته، أكد عمر الظن، وهو أحد سكان حي الفردوس المحاصر، أن أحد أصدقائه من أبناء الحي الذي يسكن فيه انخرط في أحد هذه المعسكرات، قبل أن يجري نقله يوم الخميس إلى جبهة عزيزة بريف المدنية، للمشاركة بالقتال بجانب قوات النظام.
وقال الظن لـ"
عربي21" إن عملية الاستقطاب والتجنيد تجري من خلال إغراء بعض النازحين بالمال باستغلال أوضاعهم وحالة الفقر التي يعانون منها، دون أن يعرف فحوى الإغراءات التي تقدمها قوات الأسد، أو ما إذا كان يجري تأهيلهم عسكريا قبل زجهم بجبهات القتال.
وقال عبد المنعم، الذي فضل حجب بقية اسمه لأسباب أمنية، إن النظام زج بالشباب والرجال النازحين في المعسكرات التي أنشأها إلزاميا بحجة حماية مناطقهم، أما النازحون من المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة الفصائل؛ فيجري تدريبهم لإحلالهم مكان عناصر الحواجز، الذين زج بهم النظام في المناطق المشتعلة.
وذكر الناشط الذي يقيم في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، لـ"
عربي21"، أن النازحين الذين باتوا في مناطق سيطرة النظام مجبرون الآن على الالتحاق بمعسكرات التدريب للاستعانة بهم في أعمال دعم لوجستي على الجبهات، ولا يستطيع معظمهم رفض ذلك خوفا من الاعتقال أو القتل.