نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا عن دراسة أجرتها مؤسسة إيبسوس موري البريطانية، كشفت عن "سوء تقدير، وجهل كبيرين" لدى سكان الدول
الغربية حول الأعداد الحقيقية للجالية المسلمة بينهم، في مقابل عدم دراية سكان الدول المسلمة أيضا بنسبة المسلمين فيها.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن سكان الدول الغربية يبالغون في تقدير
أعداد المسلمين في بلدانهم "بشكل درامي وغير عقلاني"، مشيرا إلى أن ذلك ظهر جليا في الدراسة التي أجرتها مؤسسة إيبسوس موري البريطانية المتخصصة في دراسات الاقتصاد والمجتمع، والتي جاء فيها أن عددا كبيرا من سكان هذه الدول يعتقد أن "أعداد المسلمين تتزايد بشكل غير معقول".
وأوضح التقرير أن هذه الدراسة التي جاءت بعنوان "مخاطر الإدراك"، كشفت أن البريطانيين مثلا يعتقدون أن 15 بالمائة من سكان بلادهم هم من المسلمين، بينما الرقم الصحيح هو 4.8 بالمائة فقط، أي أقل من ثلث الاعتقاد السائد بين البريطانيين.
وفي ما يخص مستقبل المسلمين في البلاد؛ يعتقد البريطانيون أن نسبتهم ستصل إلى 22 بالمائة بحلول سنة 2020، بينما التقديرات العلمية الدقيقة التي توصل إليها مركز بيو للدراسات؛ تشير إلى أن نسبة المسلمين سوف تصل إلى 6 بالمائة فقط من مجمل سكان
بريطانيا في تلك السنة.
وأشار التقرير إلى أن هذه التقديرات الخاطئة التي عبّر عنها البريطانيون؛ كانت أقل سوءا من سكان دول أخرى غربية. ففي فرنسا مثلا يعتقد كثيرون أن نسبة المسلمين في بلادهم هي 31 بالمائة، رغم أن الرقم الحقيقي هو 7.5 بالمائة. كما يعتقد الفرنسيون أنه بحلول سنة 2020 ستبلغ نسبة المسلمين 40 بالمائة من جملة عدد السكان، فيما تشير
الإحصائيات العلمية إلى أن هذه النسبة لن تتجاوز 8.3 بالمائة، أي أن الزيادة ستكون بمقدار 0.8 عن النسبة الحالية.
وأضاف أن المستجوَبين في دول غربية أخرى، مثل ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا؛ كشفوا أيضا عن جهل واضح بأعداد المسلمين في بلدانهم، حيث بالغوا في تقدير نسبة المسلمين، وسرعة تزايد أعدادهم.
وبيّن أن هذه الدراسة شملت أيضا أمريكا الشمالية، حيث يعتقد الأمريكيون والكنديون على حد سواء، أن أعداد المسلمين في بلادهم تصل إلى 17 بالمائة، بينما الأرقام الحقيقية هي على التوالي 1 بالمائة و3.2 بالمائة. وتوقع الأمريكيون أن تصل نسبة المسلمين في بلادهم بحلول سنة 2020 إلى حوالي 23 بالمائة، بينما تشير التقديرات العلمية الصحيحة إلى أن النسبة لن تتجاوز 1.1 بالمائة.
وفي المقابل؛ أشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من سكان الدول ذات الغالبية المسلمة أيضا؛ لا يعرفون نسبة المسلمين في بلدانهم، حيث قدموا أرقاما أقل بكثير من الواقع، فعلى سبيل المثال يعتقد الأتراك أن نسبة المسلمين في تركيا لا تتجاوز 81 في المائة، بينما النسبة الحقيقية هي 98 في المائة. وفي إندونيسيا قدر أغلب المستجوبين أن نسبة المسلمين في بلادهم هي 80 في المائة، بينما هي في الحقيقة 87.2 في المائة.