مع اقتراب الجيش السوري من آخر جيب للمعارضة في مدينة
حلب الثلاثاء، قالت روسيا وإيران وتركيا إنها مستعدة للمساعدة في التوسط من أجل التوصل لاتفاق سلام سوري.
واستخدم الجيش السوري مكبرات الصوت لبث تحذيرات للمقاتلين، بأنه يستعد لدخول منطقتهم الآخذة في التضاؤل بسرعة خلال اليوم، وطالبهم بتسريع خروجهم من المدينة.
وستمثل السيطرة الكاملة على حلب انتصارا كبيرا لرئيس النظام السوري بشار الأسد، على
المعارضة المسلحة التي تحدته في أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان على مدار أربعة أعوام.
وتبنى وزراء من روسيا وإيران وتركيا وثيقة أطلقوا عليها "إعلان موسكو" تحدد المبادئ التي ينبغي أن تقوم على أساسها أي اتفاقية سلام. وفي المحادثات التي أجريت في العاصمة الروسية عبروا أيضا عن دعمهم لوقف إطلاق نار موسع في سوريا.
وقال الإعلان: "
إيران وروسيا وتركيا على استعداد لتسهيل صياغة اتفاق يجري التفاوض عليه بالفعل بين الحكومة السورية والمعارضة وأن تصبح الضامن له".
وتبرز هذه الخطوة تنامي قوة علاقات موسكو مع طهران وأنقرة برغم مقتل السفير الروسي لدى
تركيا الاثنين، وتعكس رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعزيز نفوذه في الشرق الأوسط وخارجه.
وتدعم روسيا وإيران الأسد في حين تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة.
ويعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، عقد محادثات سلام في جنيف يوم الثامن من شباط/ فبراير.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف وصلت إلى طريق مسدود بسبب شروط المعارضة السورية في المنفى.
وقال مصدر عسكري سوري صباح الثلاثاء، إنه من المتوقع أن تقتحم قوات الجيش الجيب الشرقي "لتطهيره بعد مغادرة المسلحين".
وجاء في صفحة الجيش السوري على "فيسبوك"، أن "نداء أخيرا" قد صدر "لآخر المسلحين الباقين في أحياء شرق حلب بضرورة إخلائها فورا قبل أن يدخلها الجيش السوري".
إجلاء قاس
قالت تركيا إن عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، شمل إجلاء 37 ألفا و500 شخص منذ نهاية الأسبوع الماضي. ويتوقع وزراء من روسيا وتركيا أن يكتمل الإجلاء خلال يومين.
لكن من الصعب معرفة ما إذا كان هذا الهدف واقعيا أم لا، نظرا للمشكلات التي عرقلت الإجلاء حتى الآن والتنوع الواسع لتقييمات أعداد المغادرين وأعداد من سيبقون.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن عدد من تم إجلاؤهم منذ بدء العملية يوم الخميس بلغ 25 ألف شخص فقط.
وقال مسؤول بالمعارضة في تركيا، إنه حتى على الرغم من مغادرة الألوف أمس الاثنين فلم يغادر سوى نحو نصف عدد المدنيين الراغبين في الخروج فقط.
وقالت المعارضة إن المقاتلين سيغادرون بعد مغادرة جميع المدنيين الراغبين في الخروج. ويسمح اتفاق وقف إطلاق النار والإجلاء للمقاتلين بحمل الأسلحة الشخصية فقط.
ووفقا للتقديرات، فإنه يبلغ عدد الأشخاص الذين ينتظرون الإجلاء ما بين الآلاف وعشرات الآلاف.
وقالت الأمم المتحدة إن سوريا سمحت للمنظمة الدولية بإرسال 20 آخرين من موظفيها إلى شرق حلب، للإشراف على عملية الإجلاء.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن 750 شخصا تم إجلاؤهم من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، اللتين تصر القوات الحكومية على إدراجهما في اتفاق إجلاء سكان حلب.
وتقول "رويترز" إن وحدة للإعلام العسكري تابعة لحزب الله اللبناني الذي يحارب إلى جانب القوات السورية، قالت إن ثماني حافلات أخرى محملة بالركاب غادرت الفوعة وكفريا فجر الثلاثاء.
وعمليات الإجلاء جزء من ترتيب لوقف إطلاق النار ينهي القتال في حلب التي كانت أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان.
يشار إلى أن أوضاع من يتم إجلاؤهم قاسية، حيث ينتظر النازحون قوافل الحافلات في درجات حرارة تصل إلى حد التجمد. وقال أحد عمال الإغاثة إن بعض النازحين قالوا إن أطفالا ماتوا خلال الانتظار الطويل في البرد.