الجباوي يتحدث عن معركة الجنوب ومجمل الوضع بسوريا (فيديو)
عمّان- عربي21- محمد العرسان14-Jan-1712:25 PM
1
شارك
الجباوي: أمريكا غير عازمة على تزويد الثوار بأسلحة مضادة للطيران- عربي21
النظام غير قادر على اجتياح الجنوب ولا بأي شكل من الأشكال
66 مليشيا تقاتل على الأرض السورية إلى جانب بشار الأسد
أمريكا غير عازمة على تزويد الثوار بأسلحة مضادة للطيران
لا يعقل بعد سقوط مليون قتيل أن يبقى بشار الأسد في الحكم
إعلام الثورة كل يغني على ليلاه ويسعى لاسترضاء الداعم
حذر رئيس الهيئة السورية للإعلام، العميد المنشق إبراهيم الجباوي، قرى الجنوب السوري من المصالحة مع النظام، داعيا الأهالي إلى "أخذ العبرة مما فعلته قوات النظام في المناطق التي تمت فيها المصالحة؛ بعد أن عملت على تفريغها من سكانها الأصليين، وجلب مرتزقة وعائلاتهم بهدف إحداث تغيير ديمغرافي ممنهج تسعى إليه إيران".
وكانت قوات النظام السوري أعلنت بداية الشهر الحالي، أنها قامت بإجراء "مصالحة شاملة" في قرية الصنمين؛ إحدى مدن محافظة درعا.
وجاءت تحذيرات الجباوي خلال حوار أجرته معه "عربي21"، أكد فيه صعوبة معركة الجنوب في حال فكر النظام السوري بفتح الجبهة الجنوبية بعد سقوط مدينة حلب، قائلا: "لا أعتقد بأن النظام قادر على اجتياح الجنوب بأي شكل من الأشكال".
والهيئة السورية للإعلام هي مؤسسة إعلامية متخصصة بتغطية أحداث الثورة السورية، بشقيها العسكري والمدني، وهي النافذة الإعلامية الرسمية للفصائل المسلحة التي توصف بـ"المعتدلة" في الجبهة الجنوبية.
وإلى نص الحوار..
ما هي أسباب سقوط مدينة حلب؟
لا نستطيع القول بأن حلب قد سقطت، فهي لم تسقط، وإنما انتقلت السيطرة على المدينة من يد الثوار إلى يد النظام، بفعل الطيران الروسي الذي أحرق حلب، ودمر الحجر والبشر وكل شيء، حتى إنه استخدم الأسلحة المحرمة دوليا في حلب الشرقية، كالقنابل الارتجاجية، والصواريخ الفراغية، ضد الثوار الذين لم يعد بأيديهم حيلة للتقدم أمام الجدران النارية التي نفذها الطيران الروسي.
والجميع يدرك، بما فيهم روسيا وإيران وعصابات بشار الأسد، أنه لولا الطيران الروسي لما تمكن بقايا جنود بشار الأسد، ولا هذه المليشيات القادمة من خارج الحدود تحت رايات طائفية ممنهجة، والتي يقدر عددها بـ66 مليشيا؛ من الوقوف في وجه الثوار، وهذا ثبت بالدليل القاطع. ولاحظنا في معركتي حلب الأولى والثانية أنه حينما غاب الطيران الروسي عن سماء المدينة؛ استطاع الثوار بأقل من ثلاثة أيام إحداث خرق قوي في صفوف المليشيات، وفك الحصار عن حلب، إلا أن الطيران الروسي كان يعود بزخمه القوي، ويجبر الثوار على التراجع.
أمريكا صادقت على ميزانية تسمح بإرسال مضاد طيران لفصائل الثورة السورية.. هل تعتقد أن الوضع سيختلف مع ترامب؟
لا أعتقد أن أمريكا عازمة على تزويد الثوار باسلحة مضادة للطيران، وإلا لكانت زودتهم من قبل لو أرادت، ولسمحت بإيجاد منطقة عازلة في الجنوب أو في الشمال السوري لإيواء المشردين والمهجرين قسريا من مناطقهم.
نحن نعتمد دائما على العقيدة القتالية للثوار، والعقيدة القتالية تنطوي تحت عنوان الدفاع عن الأرض والعرض، بينما القوى والمليشيات القادمة من الخارج في ظل الرايات الطائفية لا تحمل تلك العقيدة القتالية؛ لأن لا أرضهم تغتصب، ولا أعراضهم تنتهك.. هذا ما يساعدنا دائما على الانتصار على المليشيات.
وما نشاهده اليوم في وادي بردى لأكبر دليل على ذلك، فمنذ أكثر من 17 يوما والمليشيات الإيرانية وحزب الله وما تبقى من شبيحة وعصابات بشار الأسد؛ يحاولون اختراق وادي بردى الذي لا يتجازو طوله 10 كيلومترات، وفي كل كيلومتر هناك قرية متلاصقة مع بعضها البعض؛ ولا تستطيع هذه القوات التقدم فيها ولو مترا واحدا، ولكن تبقى المشكلة في الطيران الروسي. أما طيران الأسد؛ فرغم أن طائراته الحربية موجودة في الأجواء، وطائرات الهليوكبتر ترمي الصواريخ الفراغية والصواريخ المتفجرة؛ إلا أنها لا تؤثر كما تؤثر الطائرات الروسية.
روسيا سحبت قطعا عسكرية، وكان هنالك تسوية بين روسية تركية.. هل تقسيم سوريا قادم برأيك؟
روسيا سحبت حاملات الطائرات والسفن المرافقة لها، وحاملات الطائرات غير فعالة، وسحبوها لإصلاحها، وكلنا رأيناها وهي تنفث الدخان الأسود في قعر البحر، ولم يكن لوجودها التأثير القوي لصالح القوات الروسية، وهناك أكثر من خمس مطارات تستخدمها الطائرات الروسية كقواعد لها، بالإضافه إلى قاعدة طرطوس، ولذلك فهي ليست بحاجة إلى حاملات الطائرات، ولذلك سحبتها.
وأما الاتفاق الأخير بين الثوار والنظام بضمانات تركيا وروسيا؛ فنأمل أن يستمر، وأن تتوقف عصابات بشار الأسد والمليشيات الإيرانية التابعة لها عن خرق الاتفاق الذي استفحل مؤخرا، ولا سيما في مناطق ريف دمشق ودرعا وريفي حلب وإدلب.
ولا أعتقد أن هناك نية لتقسيم سوريا حاليا، فالاتفاق يظهر بمظهره الخارجي أن روسيا جادة في إيجاد حل سياسي؛ من خلال استثمارها لما حققته في حلب، وتريد أن تظهر اليوم بأنها تسعى لكسب نصر سياسي على الساحة الدولية، ونأمل أن يكون هذا هو هدف روسيا الحقيقي، كي يتم تحقيق انفراج في الأزمة السورية.
ومن حيث المبدأ؛ فإن الثورة السورية تعمل على حقن دماء المسلمين دائما، وهي لم تكن راغبة في حمل السلاح، ولم تكن تنوي استمرار القتال ولا بأي شكل، لولا هذا القتل الممنهج التي مارسته عصابات بشار الأسد وحزب الله والمليشيات الإيرانية والمرتزقة التي استجلبتهم طهران من كل دول العالم، إضافة إلى الطيران الروسي. وحينما يتوقف هؤلاء عن قتل السوريين؛ فإن الثوار لن يقدموا على مهاجمة مواقع أخرى لعصابات بشار الأسد.
هناك من يتحدث عن مصالحة مع النظام السوري في الجبهة الجنوبية.. ما رأيك؟
مع استفحال تعامي المجتمع الدولي عما يحدثه طيران روسيا وبشار الأسد في المدن والقرى السورية في المنطقة الجنوبية؛ تقوم الأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد باستغلال هذا التعامي من خلال خلايا مؤيدة لها في الجنوب، والتي تحركت في الفترة الأخيرة باتجاه إنهاء الصراع والدعوة إلى مصالحة مع النظام.
ولكن هؤلاء لم يدركوا حتى الآن ما فعلته عصابات بشار الأسد في المناطق التي تمت فيها مصالحات، وأن النظام يحاول تفريغ المناطق من سكانها الأصليين، واستجلاب المرتزقة وأهاليهم لإحداث تغيير ديمغرافي ممنهج تحت رايات طائفية، وبسعي من إيران عبر مشروع قديم متجدد، وهو مشروع الهلال الشيعي الذي تحاول طهران فرضه على المنطقة.
ولاقت هذه الخلايا آذانا صاغية من قبل مواطنين أضنتهم قلة الموارد الغذائية والدوائية، وضعف مقومات الحياة الأخرى كالكهرباء والماء، وانتشار البطالة، مما دفع الأهالي إلى الاستماع إلى تلك الأصوات النشاز التي تنادي بالمصالحة مع إيران ونظام بشار الأسد، من غير أن يتفكروا بما سيعقب هذه المصالحة من اعتقالات للرجال والنساء الذين كانوا يؤيدون الثورة، ومن إرغام للشباب على الانضمام إلى صفوف نظام بشار الأسد.
لماذا تأخرت معركة الجنوب؟ وهل تتوقع اشتعالها قريبا؟
الجنوب ليس مدينة، وليس بلدة، فهو منطقة جغرافية شاسعة تضم عشرات البلدات والمدن، ولا أعتقد بأن النظام قادر على اجتياح الجنوب ولا بأي شكل من الأشكال؛ لأن كل بلدة وكل مدينة من هذه المنطقة الجغرافية لديها ما يكفي من المقاتلين للدفاع عنها؛ مهما بلغت قوة النظام وحلفائه.
هناك تحذيرات أردنية من وجود فصائل موالية لتنظيم الدولة بالجنوب، فما صحة ذلك؟
هذه الفصائل تنحصر في زاوية محددة، وهي الزاوية الجنوبية الغربية من محافظة درعا، وهي على ضفتي الأردن أو حوض اليرموك من الجهة الغربية المحاذية للجولان المحتل، ومن الجهة الجنوبية للوادي المحاذي للحدود الأردنية.
هذه الفصائل تنامت في الفترة الأخيرة، إلا أن الجبهة الجنويبة منذ عام تقريبا تحاصر تلك المنطقة، ولا يستطيع أي عنصر من تلك الفصائل الخروج خارج منطقته، ولكن لا ننسى أن في هذه المنطقة عشرات القرى التي يسكنها مدنيون، وهذه الفصائل المبايعة لتنظيم الدولة تستخدم المدنيين كدروع بشرية، ولذلك تأخر الاقتحام لهذه المنطقة، ونحن نحاول الضغط عليهم من خلال الحصار الكامل.
كيف تقيم دور إعلام الثورة في دعمها؟ وهل يتقدم إعلام النظام عليها؟
نحن لا نريد أن نقارن ببين الإعلامين، لأن إعلام النظام موحد الخطاب، وإعلام الثورة ينتمي في الغالب إلى فصائل، وإلى ممولين في أغلب الأحيان، وكل يغني على ليلاه، ويحاول أن يرضي أجندة مموله بشكل أو بآخر.
ولقد ناديت أكثر من مرة؛ بأننا يجب علينا أن نعمل على توحيد الخطاب الإعلامي الثوري؛ من خلال وضع استراتيجية إعلامية موحدة للثورة السورية، ولكن للأسف لم نلقَ الدعم لهذا الموضوع، ولم نجد من يصغي.
إلى أين تتجه سوريا في المستقبل؟
لا زال هناك خلاف حول الحل السياسي المطروح اليوم، باعتبار أن روسيا وايران ترفضان ذهاب بشار الأسد، والثورة وحلفاؤها يصرون على ذهابه.
وفي الحقيقة؛ بعد وقوع ضحايا تقدر بما لا يقل عن مليون شخص، واعتقال مثلهم، وتشريد 12 مليون؛ لا يعقل أن يبقى بشار الأسد، ولو بقي فإن الثورة ستبقى قائمة.
ولكن اذا كان هناك حل سياسي يتضمن بقاء بشار لفترة محدودة جدا لا تتجاوز الاشهر من3 الـ 6 أشهر من أجل إجباره على صرف الدائرة الضيقة من حوله كرؤساء الأجهزة الأمنية والقادة العسكريين الذين ضلعوا في قتل السوريين لا مانع، لكن أن يكون دون صلاحيات على الجيش وعلى الأمن تماما، يبقى رئيسا فخريا لستة أشهر.