قال محمد
سعد خير الله، منسق التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام (كيان
مصري معارض)، إن هناك حاليا تحضير لانقلاب عسكري آخر على الانقلاب من أجل الخلاص من عبد الفتاح
السيسي، وإن هناك ترتيبات وصفها بالخطيرة تتم في هذا الصدد تتم بين الكثير من الجنرلات، مؤكدا أن 2017 هو عام الخلاص من "السيسي"، وفق قوله.
وأكد أن دولة العسكر، التي قال إنها تحتل مصر منذ أكثر من 64 عاما، كل ما يهمها هو حماية مصالحها ونفوذها بالدرجة الأولى، حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والشعب، بل وحتى لو اضطرت للتضحية ببعض رجالها، مشدّدا أن "السيسي" لا يمثل لها أي قيمة على الإطلاق، طالما أصبح ورقة محروقة وبات مهددا لمصالحها بأي شكل من الأشكال.
وتابع- في مقابلة مع "
عربي21"- :" السيسي يدرك هذا جيدا، فالخيانة في طبعهم ودمائهم جميعا، ولا يؤمّن خائن لخائن آخر، ولذلك يحاول جاهدا التصدي لهذا المخطط، إلا أن كل المؤشرات والمعلومات تقول إن سيف دولة العسكر أكبر بكثير من تحركات السيسي ومن معه، وأن الأمر أصبح مسألة وقت أو شهور قليلة".
ونوه إلى أنه لا يعرف عما إذا كان الانقلاب الجديد المرتقب ناعما أم خشنا تسيل فيه دماء كثيرة مثل التي سالت عقب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، مضيفا أنه في كل الأحوال ستكون هناك توابع وتداعيات خطيرة في المشهد المصري وتفاعلاته الداخلية والخارجية.
وأضاف "خير الله"- الذي كان معارضا لحكم الرئيس مرسي وقاد حركة مناهضة لجماعة
الإخوان - أن العسكر يحضّرون مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح سابقا ووزير الإنتاج الحربي حاليا اللواء محمد
العصار لخلافة السيسي خلال المرحلة المقبلة، على حد قوله.
تيران وصنافير ستكون الفخ
وأشار "خير الله" إلى أن هناك استغلالا لقضية جزيرتي تيران وصنافير لمحاولة التأسيس لشرعية جديدة لدولة الجنرلات، متسائلا:" لماذا لم يشمل بلاغ المحامي خالد علي وزير الدفاع، واكتفى فقط بأن يكون ضد السيسي ورئيس مجلس الشعب ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، رغم موافقة صدقي صبحي على التنازل وإعلانه ذلك في حضور السيسي؟".
وأردف:" عملية إعادة إنتاج دولة يوليو تجري من جديد عبر محاولة تجديد المشروعية والشرعية من خلال قضية تيران وصنافير بأن يظهر الجنرالات في أوقات حاسمة بأنهم يرفضون التفريط في التراب الوطني ويستنكرون الممارسات العبثية التي تحدث، ويحملون كل شيء لشخص السيسي فقط، ويتم ذلك وفق مسلسل مُحكم ومخطط له جيدا، وبإخراج هوليودي خبيث".
وأوضح أن "الحكم النهائي بمصرية جزيرتي تيران وصنافير دليل مادي لا يقبل التشكيك على ارتكاب السيسي ونظامه تهمة التفريط والتنازل عن أراضي خاضعة للدولة المصرية التي أقسموا نصا بموجب الدستور على (حماية الوطن وسلامة أراضيه)، ومن ثم فالبيع والتفريط الذي حدث يسقط عنهم الشرعية القانونية بعد أن سقطت شرعيتهم الشعبية منذ فترة طويلة".
واستطرد "خير الله" بقوله:" نحن أمام نظام ساقط بحكم القانون والقضاء، ويتوجب عزله ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وهذا هو المعنى القانوني والسياسي لحكم الجزيرتين".
وشن هجوما شرسا على المؤسسة العسكرية، قائلا:" الجيش أسكره الاقتصاد بعد أن احتل السياسة وانحرفت بوصلته وعقيدته العسكرية، وكيف يكون له شرف، بعدما تلطخت يده بدماء أبناء شعبه، وتحول لتاجر ومضارب وسمسار للأرز والسكر والأنسولين ولبن الأطفال ومشروعات الطرق والكباري، وحتى المقاولات الصغيرة تسند إليه بالأمر المباشر، وأصبح يدير ملاه ليلية وراقصات ومحلات للتجميل".
وأكمل:" قادة المؤسسة العسكرية نسفوا ونسوا تماما أي دور وطني منوط بهم، وأصابهم النهم والجشع وتسابقوا في الحصول على امتيازات مالية لأنفسهم، وما نحن فيه بمصر من وضع كارثي نتيجة لانحطاط ووضاعة هؤلاء الجنرلات".
وتابع:" السيسي يمثل أكبر اختراق صهيوني لمصر يحدث في العصر الحديث، وهو ينجح بجدارة في تنفيذ مخططهم اللعين، فهو يأخذ الجميع – باستثناء أسياده- نحو الهاوية عن عمد، ويخرب ويدمر مصر بشكل ممنهج ويرهن قراراتها ومقدارتها لعشرات السنين القادمة".
نداء
وتوجه "حير الله" بنداء لمن وصفهم بالقيادات الشريفة داخل الجيش، قائلا:" عليكم أن تنحازوا بحق للشرف العسكري للوطن ولشعبكم، وعليكم أن تعوا أن استمرار ما يحدث سيذهب بمصر إلى الجحيم والهلاك، وقد آن الأوان لخروج حتمي للجيش من السياسة، ويمكن أن يكون هناك خروج تدريجي فيما يخص الاقتصاد".
وقال:" لدينا تمرد في سيناء مع إرهاب نظامي من أجل الوصول للاخلاء الكامل تمهيدا للوطن البديل المشروع الذي جاء من أجله السيسي، ولدينا توتر في الملف النوبي والحق المشروع في العودة الذي يضرب النظام به عرض الحائط، ووضع غامض في منطقة الواحات، والصعيد رهن الأحداث الطائفية التي تُفتعل لمزيد من الهيمنة والسيطرة على الأقباط، والتي كان آخرها حادث الكنيسة البطرسية".
وشدّد أن "إفساد منظومة العدالة ممنهج، لكي يكفر المجتمع بها، فهناك تعمد كامل لكي يصل المجتمع للاقتتال الأهلي عبر تنفيذ مخطط قذر وواسع للخراب من خلال استخدام المشبوه الأكبر عبد الفتاح السيسي الذي تمكّن في وقت قياسي من وضع مصر في طريق اللا عودة".
تفتيت مصر
وحذر "خير الله" من أن حالة التحلل والتفكك والسيولة من الممكن أن تتسبب في تفتيت مصر، مضيفا:" التاريخ لن يرحم أحد، ولابد أن نعي ذلك جيدا، ولا مفر من تنازل وتراجع الجميع خطوة أو خطوات من أجل انقاذ سفينة الوطن التي لابد وأن تسع الجميع دون إقصاء أو تهميش لأحد".
وطالب بضرورة توحد كل القوى المدنية والوطنية والثورية لإسقاط دولة العسكر، مؤكدا على "أهمية استيعاب أخطاء الماضي وتجاوز التراشق والتخوين، فالوطن في قلب كارثة محققة، والأمور لا تحتمل كل هذا العبث والفاشية"، محملا الجميع المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، فالجميع مشارك حتى ولو بالصمت وعدم التحرك.
الإخوان والتطورات
وثمّن "خير الله" عدم لجوء جماعة الإخوان للعنف رغم تعمد النظام إيصالهم إلى ذلك، داعيا لمصالحة بين الإخوان والمجتمع وليس النظام، وأن تقوم الجماعة بنقد ذاتي وموضوعي، وأن تحذو حذو حركة النهضة التونسية أو حزب العدالة والتنمية التركي، مؤكدا أن الجميع أخطأ، إلا أنه وصف أخطاء "الإخوان" بالفادحة.
وكشف "خير الله"، وهو مؤسس ما عرف بالجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر إبان عهد الرئيس مرسي، عن أن أجهزة أمنية (لم يسمها) استغلتهم في المعركة الشرسة ضد جماعة الإخوان، وقد اتضح لهم حقيقة هذا الأمر لاحقا، وتحديدا بعد مشاركتهم في عدّة جولات وجلسات استماع خارجية عُقدت معظمها في مقر البرلمان الأوربي كان آخرها في شهر شباط/ فبراير 2015.
وقال:" قمنا بتأسيس كيان جديد يخرج من رحم الجبهة، وهو التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام نهاية عام 2015، وبعد تأسيس التجمع وتدشينة كان لا بد لي من أن أُكفّر عن استخدامي من قبل دولة الجنرلات وألا أساهم في إعادة التأسيس لها من جديد، ولذلك كنت من الأوائل الذين دعوا لانتخابات رئاسية مبكرة خلال عام 2015".
وتابع:" قبل الانقلاب وبعده بحوالي عام ونصف، كان يتملقنا الكثيرون بدءا من رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب وكل أعضاء حكومته، وقدموا لنا دعما سابقا في إطار مخططهم، وللأسف كانت معارضتنا للإخوان هي الطاغية على أي أمر آخر"، مقدما اعتذارا عن الأخطاء التي اعترف بأنه وقع فيها خلال فترة استغلاله من قبل الأجهزة الأمنية.
واختتم بقوله:" كان مقتل الرفيقة شيماء الصباغ نقطة فاصلة وطلاق أبدي بيني والنظام، وأعلنت مقاطعتي لانتخاباتهم البرلمانية، رغم وجود رسائل من النظام تحثني على خوض الانتخابات، وأنهم سيضمنون نجاحي، لأن نظام 30 يونيو يهمه أن يكون داخل برلمانه مؤسس جبهة مناهضة الأخونة".