قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض
ضريبة على الواردات
المكسيكية لتمويل بناء جدار
حدودي دفع العلاقات بين البلدين إلى مزيد من التدهور.
وتأتي هذه الأزمة لتساهم في جعل العلاقات بين إدارة ترامب والمكسيك في أدنى مستوى بعد حملة انتخابية مريرة وصف فيها ترامب المكسيكيين بـ"المغتصبين" وقال إن المكسيك يجب أن تتحمل تكلفة بناء الجدار.
وتسعى الولايات المتحدة لفرض ضريبة على الواردات المكسيكية وجاء ذلك في تصريحات للسكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبيسر الذي قال إن "الخطة التي تتشكل الآن والتي تقع ضمن نظام إصلاح ضريبي شامل يستلزم فرض ضرائب على البلدان التي نعاني من عجز تجاري معها مثل المكسيك".
وأثارت تصريحات فرض ضريبة على واردات المكسيك ارتباكا في واشنطن، ففي حين يرى الجمهوريون أن هذا الحديث يدعم مقترحاتهم الخاصة بتعديل الضريبة على الحدود لمساعدة المصدرين أظهر رئيس موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس نوعا من التراجع عن المقترح وقال إنه كان فكرة واحدة من جملة أفكار حول كيفية الدفع للجدار.
ويتعين لزيادة الضرائب على المكسيك قيام الكونغرس بإقرار المقترح ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكي لديه الصلاحية في بعض الحالات من أجل فرض رسوم جمركية على الواردات إذا رأى أن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مهددة.
بدوره قال وزير الخارجية المكسيكية لويس فيديغاراي إن فرض ضرائب على صادرات المكسيك ليست هي الطريقة التي تدفع المكسيك لتمويل الجدار، لكن الطريقة التي تجعل المستهلكين في أمريكا الشمالية يدفعون لبناء الجدار هي رفع أسعار الأفوكادو والغسالات والتلفزيونات.
وخطوة فرض الضرائب على واردات أمريكا من المكسيك تعد كارثية بالنسبة للأخيرة على الرغم من عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ بدء العمل باتفاقية "نافتا" للتجارة الحرة بينهما.
وتعليقا على توجه ترامب بفرض الضريبة على المكسيك ألغى الرئيس المكسيكي زيارته لواشنطن وطالب أمريكا بـ"الاحترام لبلاده" وعبر عن رفضه لبناء الجدار الحدودي مع بلاده.
وتعد المكسيك ثالث أكبر شريك تجاري مع الولايات المتحدة بعد كندا والصين بواقع 531 مليار دولار أمريكي في عمليات التبادل الثنائي وفقا للعام 2015.
وكان وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو جواجاردا حذر في وقت سابق من هذا الشهر من أن فرض ضريبة على الحدود من شأنه أن يأتي بنتائج سلبية في جميع أنحاء العالم ويمكن أن يؤدي إلى ركود عالمي.
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن تراجعه عن فرض ضريبة بقيمة 20% على الصادرات المكسيكية لتمويل الجدار، الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشييده على الحدود بين البلدين.
وانتقد أعضاء في الكونغرس الفكرة، وقال العضو الجمهوري مارك ميدوز: "عندما تنظر إلى الانعكاسات التي يمكن أن تنجم عن الدول التي تستخدم تعرفاتك الجمركية ضدها، فإن إمكان لجوئها إلى معاملة بالمثل لن يدعم نموا اقتصاديا جيدا لبلدك".
وكان البيت قال إن فرض الضريبة على المكسيك، يمكّن من جمع 10 ملايين دولار في العام الواحد، وتسديد كلفة الجدار.
ورد الرئيس المكسيكي "إنريكي بينا نيتو" على ذلك بالرفض، مبديا أسفه لمساعي ترامب في بناء جدار جديد على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية، وقال: "المكسيك لن تدفع مقابل أي جدران يتم بناؤها".