كتب المعلق في صحيفة "إندبندنت" ديفيد أوزبورن مقالا، عن محاولات ولاية
كاليفورنيا الاستقلال عن الاتحاد الفيدرالي الأمريكي.
ويقول الكاتب: "إن كان (البريكسيت) قد سبب فوضى سياسية، فما عليك إلا أن تنتظر كاليفورنيا"، ويتساءل عن حملة دونالد
ترامب والأغاني التي تم تداولها فيها، مشيرا إلى عدد منها، ويقول: "في كاليفورنيا يترنمون بأغنية جون دنفر (السفر على طائرة سريعة)، وعلى غرار خروج بريطانيا (البريكسيت)، فإن لدى كاليفورنيا (كالكزيت/ خروج كاليفورنيا)، إلا أن الحركات الانفصالية تحصل على زخم غير متوقع".
ويضيف أوزبورن: "أتذكر الليلة التي قارب فيها إقليم كيبيك على الخروج من كندا واستفتاء اسكتلندا، ففي بعض الأحيان تغطي المشاعر على العقل، فقد كان سكان كيبيك غاضبين؛ لأن ثقافتهم الفرانكفونية لا تحظى باحترام، ولا يتم تقدير اقتصادهم، وفي كاليفورنيا هم اليوم مثل الدب الذي يزين علم ولايتهم، وخسر ترامب الولاية لصالح كلينتون، بواقع 4 ملايين صوت، ويعتقدون أن بإمكانهم العيش وحدهم، خاصة أن اقتصاد الولاية هو سادس أكبر اقتصاديات العالم".
ويتابع الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، قائلا: "إن حس المظلومية تعمق في الأسبوعين الماضيين، منذ أن تم تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، خاصة أن ربع المهاجرين في الولايات المتحدة مقيمون في كاليفورنيا، بالإضافة إلى أن ربع سكانها من الذين ولدوا في بلدان أجنبية، كما أنها في حالة تأهب من ناحية القضايا المتعلقة بالبيئة، ومن هنا فإن خطته لبناء جدار مع المكسيك تعد عملا مقيتا من زاوية الهجرة والموقف من البيئة، ولهذا فإن هناك إرادة واقعية وجهودا لفك الارتباط مع بقية الاتحاد الأمريكي".
ويشير أوزبورن إلى أن "وزير خارجية الولاية أعطى في الأسبوع الماضي الجماعة التي تطلق على نفسها (نعم كاليفورنيا) البطاقة الخضراء لتبدأ بجمع التوقيعات لوضع فكرة الاستقلال موضع النقاش عندما تبدأ الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهم بحاجة إلى 585407 توقيعا حتى يمكنهم التقدم رسميا بالطلب، ويعتقد أفراد المجموعة أن ذلك ممكن حتى لو كان باهظ الثمن، ويعتقد الداعمون للفكرة أنه يمكن تمريرها، حيث وجد استطلاع أجرته وكالة أنباء (رويترز-إسبوس) أنه بعد تنصيب ترامب دعمت فكرة الاستقلال نسبة واحد من كل ثلاثة، وهذا قبل أن تبدأ الحملات الانتخابية، فعندما تم إجراء استطلاع مماثل في عام 2014، وتزامن مع الاستفتاء على استقلال اسكتلندا، وجد أن نسبة 14% تؤيد انفصال كاليفورنيا".
وينقل المقال عن نائب رئيس مجموعة "نعم كاليفورنيا" ماركوس إيفانز، قوله: "كنا دائما نعتقد أنه إذا ارتبطنا بالناس الذين فكروا في هذا الأمر، لكنهم لم يخبروا أصدقاءهم أو عائلاتهم، حتى لا ينظر إليهم على أنهم مجانين أو غريبو الأطوار، أن الناس سيصبحون صريحين حول هذه الفكرة".
ويعلق الكاتب قائلا: "لو وافق أهل كاليفورنيا على الانفصال فإنه سيتم إلغاء بند في الدستور، يقول إن (كاليفورنيا جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأمريكية)، وبناء عليه فإنه سيتم التحضير لاستفتاء عام وشامل للانفصال الكامل في عام 2019".
ويستدرك أوزبورن بأن "الاستقلال لن يحدث دون موافقة بقية البلد عليه، ويحتاج إلى تعديل الدستور بموافقة ثلثي أعضاء الكونغرس، بالإضافة إلى أن ما تبدو أنها فكرة جيدة هي فكرة مرعبة ذات تداعيات كبيرة، وستعطي بقية البلاد لترامب وجماعته من الجمهوريين وللأبد، فدون إخوانهم الديمقراطيين، سيواجه الحزب الديمقراطي خطر الانقراض".
ويقول الكاتب: "لو فكرت كاليفورنيا في الانفصال سلميا عن الاتحاد، فإن ترامب قد يفكر بطريقة مختلفة، ويقدم نفسه على أنه أبراهام لينكولن العصر الحديث، ويحاول إذلال المتمردين وإرجاعهم إلى الحظيرة وبقوة المدافع إن اقتضى الأمر".
ويضيف أوزبورن: "صحيح أن حلم الخروج من الاتحاد الأمريكي فكرة جميلة، لكن التفكير بالخروج بسبب ترامب يظل جوابا غير صحيح، والرسالة هذه لا تتعلق بحملة (نعم كاليفورنيا)، لكنها تنطبق على كل أصدقائي الذين يتحدثون وبحس عاجل بأنهم يريدون العيش في المنفى بعيدا عن الولايات المتحدة؛ لأنهم لا يستطيعون القبول بما يجري وهناك الكثيرون ممن يشعرون بالحرج من البقاء بسبب تصرف ترامب بالطريقة التي يتصرف بها، وكان هذا موضوع نقاش داخل بيتي".
ويخلص أوزبورن إلى القول: "أقول ابق وقاتل، فلن تكون وحدك، فعندما تجمع نصف مليون شخص في واشنطن للمشاركة في مسيرة المرأة بعد يوم من تنصيب ترامب، اجتمع 20 ألفا أمام الكابيتال هيل في سكرمنتو، وهذه ليست مدينة كبيرة، ومع ذلك كان هناك تدفق في الشباب".