نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا، لكل من جيكوب باول وعلي حرب، حول التعاطف الذي حصل بين مختلف الإثنيات والأديان التي تأثرت بقدوم دونالد
ترامب إلى رئاسة أمريكا، يقولان فيه إن ترامب هاجم المسلمين واللاتينيين، وصورهم على أنهم إرهابيون ومجرمون.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المجموعتين توحدتا في أوستن في تكساس، التي تعد الخط الأمامي لمعركة حقوق المهاجرين، بالرغم من التباعد لتنظيم المظاهرات والتجمعات والأنشطة السياسية لمقاومة ما يصفونه بالتمييز من البيت الأبيض.
ويذكر الكاتبان أن التعاون وصل ذروته إلى الآن يوم 25 شباط/ فبراير، عندما قام الآلاف بالتظاهر أمام مجلس الولاية؛ للتعبير عن رفضهم لحظر السفر، والجدار الحدودي مع المكسيك، اللذين اقترحهما ترامب، حيث قال طالب جامعة من بورتوريكو شارك في التنسيق للمظاهرة، بأن تلك المظاهرة هي بداية حركة "لا لحظر السفر، لا للجدار".
وينقل الموقع عن الطالب عمر رودريغويز أورتيز، قوله: "بدأ الأمر بنشاط على (فيسبوك)، أطلقته قبل المظاهرة بشهر، وظننت أنه لن يجتمع أمام المجلس أكثر من 20 أو مئة شخص، لكن العدد تزايد بسرعة".
ويلفت التقرير إلى أنه عندما انتشر الخبر عن المظاهرة، فإن رودريغويز أدرك أنه نظم نشاطا أكبر مما توقع، ومن خلال الأصدقاء والمعارف قام هو والمنظمون الآخرون بالترتيب مع 18 متحدثا لإلقاء الكلمات في الحشد، وكان بعضهم أعضاء في الكونغرس.
ويكشف الكاتبان عن أن مؤسسة "ووركرز ديفنس بروجيكت"، وهي مؤسسة تدافع عن حقوق العمال المهاجرين، ساعدت على تمويل هذه المظاهرة، بالإضافة إلى ممول لم يتم الكشف عنه، مشيرين إلى أن نجاح المظاهرة بني على نشاطات سابقة نظمتها مجموعات متعددة الديانات مع مجموعات حقوق المهاجرين، فعندما فاز ترامب في الانتخابات أدركت المنظمات الحقوقية الإسلامية أهمية أن تصبح فاعلة سياسيا؛ لدعم المسلمين والمجتمعات المتأثرة الأخرى.
ويورد الموقع نقلا عن أستاذة الدراسات الدينية في جامعة ساوث وسترن، بنافشة مدني نجاد، قولها: "قام المجتمع المسلم مع حلفائه بخمسة أنشطة محددة منذ الانتخابات، وآخرها كان مع المجتمع اللاتيني".
ويفيد التقرير بأن مجموعة التضامن مع المسلمين "إيه تي إكس" قامت، بعد الانتخابات بأيام، بتشكيل جدار بشري لحماية المصلين في مسجد نيويسس في أوستن خلال صلاة الجمعة؛ تعبيرا عن التضامن مع المجتمع المسلم خلال صلاة الجمعة، وتقول مدني نجاد: "تضمن هذا الجدار البشري مسلمين وغير مسلمين ويهودا وأشخاصا من مجتمع المثليين، وأنواع الناس كلها".
ويبين الكاتبان أنه بعد الانتخابات بأقل من أسبوعين، قامت قيادات المسلمين بعقد ندوة في مدرسة خاصة في أوستن، حضرها العديد من القيادات في المدينة، حيث تقول مدني نجاد: "حضر عدد من الناس، فحضر عمدة الشرطة وأعضاء مجلس المدينة وأعضاء لجنة المدارس في المنطقة والعمدة ستيف أدلر، وحضرت الشخصيات المهمة كلها، وقالوا (نحن معكم)".
وينوه الموقع إلى أنه بعد تنصيب ترامب في كانون الثاني/ يناير، وبعد يومين من الإصدار الأول لحظر السفر، فإن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" قام بتنظيم يوم لمسلمي تكساس أمام مجلس الولاية، حيث حضر
المسلمون من أنحاء المقاطعة كلها، وقابلوا ممثليهم في المجلس، وبحسب مدني نجاد، فإن حوالي 700 من مسلمي تكساس حضروا إلى مجلس الولاية، وقام حوالي 2500 من غير المسلمين بالإحاطة بهم في سلسلة بشرية؛ تعبيرا عن التضامن معهم، حيث نظمت "إيه تي إكس" فعالية التضامن.
وينقل التقرير عن إمام مسجد نيويسس، محمد عمر إسماعيل، قوله إن على المسلمين أن يكونوا أقوياء وفاعلين في أمريكا ترامب، لافتا إلى أن هناك حوالي 15 ألف مسلم في المدينة، معظمهم من جنوب آسيا، ويضيف إسماعيل أن هناك قضايا مشتركة بين المسلمين واللاتينيين، "فكلاهما يتم ذمه.. وهناك حركة كراهية ضد المجتمعين"، وأشار إلى حركة "لا لحظر السفر، لا للجدار" بصفتها مثالا على التعاون بين المجتمعين، وقال إنهما اتحدا للدفاع عن قضيتهما المشتركة، ولتكون رسالتهما هي "إننا يقظون".
ويقول الكاتبان إن إمام المركز الإسلامي في برشي كريك، ياسر فازاغا، كرر كلام زميله إسماعيل حول تشابه التهميش بين المسلمين واللاتينيين، وقال: "كلا المجتمعين يعدان غريبين، لكن كلاهما يقدمان الكثير لنسيج هذا البلد، إلا أنه لا يعترف بذلك".
ويورد الموقع نقلا عن أستاذ العلوم السياسية في كلية المجتمع في أوستن البروفيسور روي كاساغراندا، قوله: "ما أعتقد أن اللاتينيين والمسلمين يشتركون فيه هو أنهم شعروا قبل الانتخابات بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، والآن بعد انتخاب ترامب فإنهم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، لم يكونوا يشعرون بالمساواة أصلا، لكن الآن حصل تراجع في مكانتهما".
ويحسب التقرير، فإن فازاغا حث المسلمين الأمريكيين على استخدام ظهورهم لرواية قصتهم، بحيث يمكن للناس الاقتراب منهم وسؤالهم، وبأن يكونوا منفتحين ومبادرين "بحيث نوفر أنفسنا تماما للمجتمع"، مشيرا إلى أن الناشطين المسلمين واللاتينيين يسعون إلى توسيع التحالف ليشمل فئات أخرى من المجتمع، حيث اقترح البعض إشراك الأفارقة، وأقترح آخرون إشراك مجتمع المثليين.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول الناشطة في حقوق المهاجرين، العضوة في "يهود لأجل السلام" إلين كوهين، إن الرئيس ترامب قد يكون جيدا للديمقراطية؛ لأنه، ودون قصد منه، يشجع الناس على التوحد معا في معارضة سياساته.