كشف اجتماع رباعي حول
الأزمة الليبية ضم حضورا أوروبيا هو الأول من نوعه، السبت، عن موقفه بخصوص أي تدخل عسكري أجنبي في
ليبيا.
وشدد الاجتماع المنعقد بالقاهرة على رفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، مع تخصيص الاتحاد الأوروبي نحو 120 مليون يورو كمساعدات إلى ليبيا وتدريب 90 عنصرا أمنيا ليبيا لتأهيلها لحراسة شواطئ بلادها.
وضم الاجتماع أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، والرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا، وفدريكا موغريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ومارتن كوبلر رئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: كيف تخدم فوضى ليبيا سياسة بوتين في المنطقة؟
وشدد بيان صدر عقب الاجتماع، على ضرورة "رفض التهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي"، مدينا "الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت آذار/ مارس الجاري".
كما أعرب البيان عن "القلق البالغ إزاء التصاعد الأخير للعنف في
طرابلس"، وطالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في كافة أنحاء المدينة وفقا لأحكام الاتفاق السياسي الليبي الصخيرات (الموقع نهاية 2015).
وخلال اليومين الماضيين، شهدت العاصمة الليبية اشتباكات مسلحة بأحياء متفرقة، بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني ومجموعات مسلحة، قبل أن تعلن الأولى التوصل لاتفاق الخميس لوقف إطلاق النار وخروج التشكيلات المسلحة.
وبعد ذلك بيوم خرجت مظاهرات مؤيدة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر تطالب بإخلاء المدينة من المسلحين.
كما شدد الاجتماع على أنه "لا ينبغي لهذه التطورات أن تقوض الخطوات الهامة التي اتخذتها الأطراف الليبية والتي دعمتها الجهود الدولية والإقليمية لصياغة توافق عريض وشامل في اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، ودعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف به دوليا".
ورحب الاجتماع بـ"مساندة الاتحاد الأوروبي لعملية دفع الانتقال السياسي الشامل لليبيا بما في ذلك من خلال صفقة المساعدات متعددة الجوانب بقيمة تزيد عن 120 مليون يورو وتعاونه مع السلطات الليبية لتعزيز قدراتها على معالجة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية".
وأكد بيان الاجتماع "أهمية وجود جيش ليبي متماسك ومحترف يعمل تحت هيكل قيادة موحدة".
وخلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أعلن أمين الجامعة العربية أن الاجتماع القادم سيكون في بروكسل ثم أديس أبابا، دون تحديد موعد لذلك.
وأضاف أبو الغيط أنه كلف مبعوثه الخاص إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي بزيارة طبرق (مقر مجلس النواب الليبي شرق) الأسبوع المقبل لاستكمال مشاوراته مع مختلف الأطراف الليبية بعد زيارة الجمالي مؤخرا إلى العاصمة الليبية "طرابلس".
من جانبه، اشترط المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، وجود جيش موحد لليبيا، لرفع الحظر الدولي المفروض على جيش البلاد منذ 2011، ردا على سؤال في هذا الصدد.
120 مليون يورو مساعدات
من جهتها، أكدت فدريكا موغريني أن الاتحاد الأوروبي خصص نحو 120 مليون يورو كمساعدات متعددة لتعزيز قدرات المؤسسات الليبية في مواجهة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية إلى جانب إقامة مشروعات بقطاعات منها الصحة والأمن.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرب 90 عنصرا أمنيا ليبيا لتأهيلها لحراسة شواطئ بلادها.
وحول رؤيتها للانخراط الروسي في الأزمة الليبية، أوضحت موغريني أن المناقشات مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في مناسبات كثيرة أظهرت أننا نتقاسم نفس المخاوف في ليبيا فيما يخص النواحي الأمنية والانقسامات الداخلية.
وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقد أول اجتماع تشاوري ثلاثي بشأن ليبيا بمشاركة الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وبعثة الأمم المتحدة، قبل أن تعقد اجتماعات أخرى انضم لها اليوم الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى.
وتعيش ليبيا أزمة سياسية تتمثل بوجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما "الوفاق الوطني"، و"الإنقاذ"، إضافة إلى "المؤقتة" بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن برلمان طبرق.