ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الممثل المعروف
ريتشارد غير كشف عن سبب استبعاد
هوليوود له، حيث إنه منذ عام 2008، لم يمثل في أي فيلم مهم لهوليوود، وكان عليه البحث عن أدوار في أفلام الميزانيات الصغيرة المستقلة.
وتكشف الصحيفة عن قول غير إن التأثير
الصيني على هوليوود كلفه الكثير من الأدوار، مشيرة إلى أن غير قضى العقود الماضية وهو ينتقد الصين في المقابلات وفي احتجاجات الشوارع، ويعتقد الآن أنه يدفع ثمن ذلك.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن غير قوله في تصريحات لـ "هوليوود ريبورتر": "تعرضت لحادث في الفترة الأخيرة، حيث قال لي أحدهم إنه لا يستطيع تمويل فيلمي؛ لأن ذلك سيغضب الصينيين"، وأضاف: "هناك أفلام لا أستطيع المشاركة بها لأن الصينيين سيقولون: ليس معه"، مستدركا بأنه رغم أن دعوة غير لمقاطعة الألعاب الاوليمبية في بكين عام 2008 لم تلق دعما، فإن الصين كانت ناجحة في إقناع هوليوود بمقاطعة غير.
وتشير الصحيفة إلى أنه في مناسبة أخرى قال غير إنه كان يخطط لبداية التصوير مع مخرج صيني لفيلم لم يكن سيعرض في دور العرض الصينية، وقبل أسبوعين من بدء التصوير "اتصل بي وقال: آسف، لا أستطيع عمله"، وأضاف: "أجرينا مكالمة سرية على خط لا تمكن مراقبته، ولو عملت مع هذا المخرج فلن يسمح لعائلته بمغادرة الصين، ولن يجد عملا أبدا".
ويلفت التقرير إلى أن ما بين فيلم غير الشهير "أمريكان غيغلو" عام 1980 إلى فيلم "شيكاغو" عام 2002، فإنه ظل من الممثلين المفضلين لصناع الافلام، إلا أن الصورة تغيرت، فمنذ فيلمه "نايتس إن رودانث" عام 2008، فإنه لم يمثل في أي فيلم مهم لهوليوود، وكان عليه البحث عن أدوار في أفلام الميزانيات الصغيرة المستقلة، مشيرا إلى أنه مقتنع بأن التأثير الصيني في عاصمة صناعة الأفلام في هوليوود هو سبب ذلك.
وتقول الصحيفة إنه في عام 1993 وعندما خرج غير عن النص أثناء توزيع جوائز الأوسكار، وشجب "وضع حقوق الإنسان المريع" في التيبت، كانت أهمية الصين لهوليوود لا قيمة لها، أما اليوم فلديها دور عرض سينمائي أكثر من أي دولة أخرى، وتفتح دورا جديدة كل 25 يوما، لافتة إلى أن فيلم "ذا فيت أوف فيوريس" حقق في نهاية الأسبوع الماضي 192 مليون دولار، وهو أكبر رقم يتم تحقيقه في نهاية الأسبوع.
وبحسب التقرير، فإن تذاكر السينما المباعة في الصين تضاعفت ثلاثة أضعاف منذ عام 2011، مقارنة مع الولايات المتحدة، التي لم يتغير فيها مستوى بيع التذاكر، حيث قال المدير السابق لشركة "بارامونت بكيتشرز" آدم غودمان: "قبل عشرة أعوام لم نفكر بالصين أبدا"، وقال في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال": "أما الآن فيبدو أننا لا نستطيع العيش دون الصين".
وتفيد الصحيفة بأنه بالإضافة إلى توفير سوق لبيع التذاكر، فإن الصين استثمرت أموالا هائلة من القطاع الخاص والعام في صناعة الأفلام الأمريكية، وهي في بحث دائم عن استثمارات جديدة، حيث استطاعت مجموعة "واندا" في مدينة غينغاداو بناء مجمع ضخم للأفلام، وحصلت على آكبر شركة للسينما في العالم، وقاربت الحصول على شركة "ديك كلارك بودركشن"، التي تقوم بتنظيم حفلة توزيع جوائز غولدن، حيث عرضت مليار دولار، ولهذا فإن التأثير يعطي الصين القوة لدرجة بات فيها المنتجون الأمريكيون يسعون لتقديم أفلام تناسب السوق الصينية.
وينقل التقرير عن غير، وهو بوذي وصديق للزعيم التيبتي دالاي لاما، قوله إنه غير مهتم بهذه التحولات، مشيرا إلى أن فيلمه الأخير حصل على احتفاء واسع لم يشهده أي فيلم في تاريخه السينمائي، وأدى دورا في فيلم "نورمان"، ولم يقدم دورا مثله، كما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز"، في الوقت الذي عدته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" "استثنائيا".
وتورد الصحيفة نقلا عن غير، قوله إنه لا يبحث عن أفلام المقاولات المربحة التي حصل الكثير من زملائه عليها، وأضاف: "لم أعد مهتما بأداء أدوار في أفلامكم المربحة"، وتابع قائلا: "كنت ناجحا بما فيه الكفاية، بحيث أستطيع القيام بأداء هذه الأدوار في الأفلام الصغيرة".
وينوه التقرير إلى أن شركة "واندا" اشترت دور العرض التابعة لـ"إي أم سي" في الولايات المتحدة في عام 2012، بقيمة 2.6 مليار دولار، وامتلكت 5048 شاشة، وبعد أربع سنوات أنفقت 3.5 مليار دولار للحصول على حصة في "ليجندري إنترنتيمينت"، التي أنتجت أفلاما معروفة، مثل "غودزيلا" و"دارك نايت"، وقام جوي جونستون بتصوير فيلم الخيال العلمي "ستارفول" في استوديوهات "واندا" في الصين.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن فان بينغ، التي أدت دورا في فيلم "إكس- مين: ديز أوف فيوتشر"، تعد رابع ممثلة هوليوودية على قائمة الأكثر ثراء، متفوقة على جينفر أنيستون وجوليا روبرتس وأنجلينا جولي.