نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافي الأمريكي روي غوتمان، يكشف فيه عن أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في
سوريا متهمة بتعذيب عرب
الرقة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن شريط فيديو كشف عن مقاتلين من مجموعة سوريا الديمقراطية وهم يدوسون على شخصين.
ويقول غوتمان: "لا نعرف ماذا فعل الجندي بالسكين عندما أوقف التصوير، حيث كان الفيديو فظيعا لدرجة كبيرة، ويظهر مقاتلين في زي
قوات حماية الشعب الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، وهما يركلان ويدوسان على شابين عربيين ألقي القبض عليهما قرب الرقة".
ويضيف الكاتب: "كان أحدهما ملقى على الأرض وقد جلس مقاتل من وحدات الحماية فوق كرسي وضع عليه، وكان يصرخ عليه قائلا: (أين هم مقاتلو
تنظيم الدولة؟، قل أين هم؟)، وكان الشاب يجيب قائلا: (أقسم لك إني لا أعلم أين هم، حتى لو قتلتني فلن أخبرك؛ لأنني لا أعلم أين هم)، وكان الشابان يلبسان الثوب الذي يرتديه سكان المنطقة، وليس (شالور قميز)، الذي يرتديه عادة مقاتلو تنظيم الدولة".
ويلفت الموقع إلى أن مقاتلا آخر من حماية الشعب شوهد وهو يدوس على الشاب الثاني، وكان المقاتلان يحملان معهما قنابل وسكاكين وكلاشينكوفات، ويتحدثان اللغة العربية بلهجة بدوية، بشكل يشير إلى أنهما ربما كانا من الجنود أو المتطوعين الذين انضموا لقوات حماية الشعب.
ويعلق غوتمان قائلا إن "الفيديو يطرح الكثير من الأسئلة، لكن لا يوجد شك حول صحته، واعترف
الأكراد في شمال سوريا بصحته، فيما قال المسؤولون في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة إنهم يقومون بالتحقيق في الحادث".
ويورد التقرير نقلا عن الصحافة التركية، التي نشرت الفيديو، قولها إن هذا الحادث يعود إلى نهاية أيار/ مايو، ووقع في حي غرب الرقة، مشيرا إلى أن من الأسئلة المطروحة هي كيف وقع الشابان في يد قوات حماية الشعب.
ويفيد الموقع بأن الحملة على الرقة تقودها قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد قوات حماية الشعب جزءا مهما فيها، وأنشأتها الولايات المتحدة عام 2015؛ من أجل الفصل بين قوات حماية الشعب وسوريا الديمقراطية، خاصة أن القوات الكردية تعد فرعا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، المصنف إرهابيا في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويؤكد الكاتب أن "الفيديو يثبت أن قوات سوريا الديمقراطية تعمل جنبا إلى جنب مع قوات حماية الشعب، وربما كان الأكراد يتصرفون بشكل مستقل، ورفضت القوات الأمريكية السماح للصحافيين بمرافقتها في عملية الرقة، ولهذا لا يعرف إلا القليل عن العملية، خاصة أن القوات الأمريكية رفضت التعليق على زيادة معدلات القتلى بين المدنيين، والدمار الحاصل للممتلكات والمساجد والمخابز والأسواق، ويبدو أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت في طرد مقاتلي التنظيم من أحياء عدة في الرقة، لكن المعركة لم تنته بعد".
وينوه التقرير إلى أن الفيديو ظهر في 30 حزيران/ يونيو، ونشرته وكالة الأنباء شبه الرسمية "الأناضول"، وبثت قناة "خبر" التركية عددا من لقطاته.
ويقول غوتمان إن مسؤولين في منطقة الحماية الذاتية في مقاطعة الجزيرة اعترفوا بعد أيام من ظهور الفيديو بصحته، وذلك بحسب وكالة أنباء "إي آر إي"، التي تنقل أخبار قوات حماية الشعب، لافتا إلى أن المسؤولين في المنطقة شجبوا الفيديو بأشد العبارات، وقالوا إنه غير مقبول، ويتناقض مع قيم المجموعة.
ويذكر الموقع أن الوكالة قامت بحذف الإشارة إلى
تعذيب "واحد من مرتزقة تنظيم الدولة بعد اعتقاله"، خاصة أنه لا يعرف كيف توصل المسؤولون إلى أنه من تنظيم الدولة، وأن شخصا واحدا تعرض للتعذيب.
وينقل الكاتب عن عمر علوش، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعد قوات حماية الشعب الجناح العسكري له، قوله إن انتهاكات القانون الدولي عادة ما تحدث لمحاولة الانتقام، مشيرا إلى أن العقيد ريان ديلون رفض في تصريحات للموقع انتهاكات القانون أثناء النزاعات المسلحة، حيث تقوم قوات التحالف بتدريب الشركاء المتعاونين معه على فهم متطلبات القتال الحرفي.
ويقول غوتمان إن "السؤال يبقى حول التحقيق، وإلى أي مدى سيذهب، خاصة أن تصريحات الأكراد لم تظهر نية للتحقيق في التسلسل القيادي، الذي سمح، وربما شجع، عمليات التعذيب، وهناك أسئلة حول الفيديو ذاته، الذي تم تصويره بموافقة المقاتلين".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن المقاتل الثاني البعيد عن الكاميرا يبدو في المشهد الأخير من الفيديو وهو يشير بوقف التصوير للمصور، لافتا إلى أنه مع نهاية التصوير لوّح المقاتل الأول بالسكين، ولا أحد يعرف ماذا حدث بعد ذلك.