أعرب زعماء إسرائيليون عن خشيتهم من التواجد الإيراني في سوريا، وهو ما يشكل تحديا وتهديدا مباشرا على "إسرائيل"، التي تجد نفسها ملزمة بتطوير قدراتها العسكرية وتعزيز تواجدها في المنطقة الشمالية.
التوغل الإيراني
وأوضح وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، عن حزب "البيت اليهودي" أمس، أن "إيران ستكتشف أن سوريا هي فيتنامها"، منوها إلى أن "استراتيجية التوغل الإيراني في سوريا، يمكن أن تسبب بسهولة في غرقها".
وحذر في كلمة له ألقاها في المؤتمر السنوي الدولي السابع عشر لمعهد السياسة، بالمركز متعدد المجالات في "هرتسيليا"، من خطورة أن "يصرف النشاط التقليدي لإيران عيوننا عن التهديد النووي"، معتبرا أن "إيران النووية هي خطر وجودي على إسرائيل"، وذلك وفق ما أوردته اليوم صحيفة "معاريف" العبرية.
وأضاف: "ضرب صاروخ إيراني نووي على إسرائيل يعني إبادة، وفي المقابل، فإن ضربة إسرائيلية لإيران هي ضربة شديدة ولكن ليس إبادة لطهران"، مشددا على أن "إسرائيل لا يمكنها أن تسلم بوضع كهذا، ونحن لم نجمع اليهود من كل العالم هنا كي نجعلهم هدفا نوويا".
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن حزب "إسرائيل بيتنا"، في ذات المؤتمر: "إيران تريد تصفية إسرائيل، وهي تعمل على إنتاج سلاح غير تقليدي وتحاول تطوير قدراتها ضد إسرائيل على مستوى السايبر (الحرب الإلكترونية) بأولوية عليا".
ودعا ليبرمان، العالم إلى العمل ضد إيران، وأكد أن "تل أبيب لا تقيد نفسها من حيث ردودها المحتملة على السلوك الإيراني"، معتبرا أن إيران هي بلا شك التحدي الأكبر، وعلى العالم أن يفهم بأن مصدر المشكلة هي إيران.
دولة نووية
أما وزير الاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، فقد اعتبر أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القادمة إلى واشنطن، ستكون "حاسمة"، مضيفا: "على خلفية الأزمة مع كوريا الشمالية، على نتنياهو أن يطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يجمد أو يغير أو يلغي الاتفاق النووي مع إيران".
ورأى كاتس الذي يشغل أيضا منصب وزير المواصلات، أن الدرس المستفاد من الحالة الكورية، هو أن "الحوار والحلول الوسط، بدلا من العمل الحازم، مع من يسعى لتحقيق قدرة نووية تؤدي في النهاية إلى اجتياز الحافة وتغيير قواعد اللعب"، معتبرا أن "الاتفاق في صيغته الحالية يحمي بشكل علمي إيران، ويؤدي بيقين إلى إيران كدولة نووية في المستقبل، وعليه يجب إلزامها بالتوقيع على اتفاق جديد لا يسمح لها بالتقدم نحو سلاح نووي أبدا، مثلما وعد ترامب".
ونوه لأهمية إدراك واشنطن أن المعركة مع طهران "يجب أن تدار في سوريا؛ لأن إيران قد تبني في سوريا خلال السنوات القادمة، ميناء، مطارا وقواعد عسكرية إيرانية".
وكشف وزير الاستخبارات الإسرائيلية عن حزب "الليكود"، أن "هذه الأيام يجري العمل على اتفاق بعيد المدى بين بشار الأسد وإيران؛ يتناول التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وذلك على غرار الاتفاق الذي وقعه الأسد مع روسيا".
ولفت إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن "يمنح الإيرانيين لجلب صواريخ من أنواع مختلفة إلى سوريا، إضافة لميليشيات مقاتلة شيعية قد تتواجد في سوريا بعشرات الآلاف، هدفها القتال ضد إسرائيل"، موضحا أن "المعنى هو جبهة شمالية تلزم إسرائيل بأن تخصص مقدرات وتعزيز لقواتها دون أن تطلق القوات المعادية رصاصة واحدة".