أعلن مكتب زعيمة
ميانمار أونغ سان سو شي، اليوم الأربعاء، أنها لن تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتواجه سو شي غضبا عارما حيال أعمال العنف العرقية في بلادها التي أجبرت حوالي 370 ألفا من أقلية
الروهينغا على الفرار إلى بنغلادش.
وهذه الهجرة الجماعية، التي بدأت في أعقاب حملة أمنية شرسة شنتها قوات الأمن في ميانمار، هي الأزمة الأكبر التي تواجهها سو شي منذ توليها قيادة ميانمار في العام الماضي.
وفي أول خطاب لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليها منصبها في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي دافعت سو شي عن جهود حكومتها لحل أزمة التعامل مع الأقلية المسلمة في بلادها.
وهذا العام قال مكتبها إنها لن تحضر بسبب التهديدات الأمنية التي يشكلها المتمردون وبسبب مساعيها لاستعادة الأمن والسلام، على حد زعمها.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم مكتب سو شي لـ"رويترز" إنها "تحاول السيطرة على الوضع الأمني وإرساء السلام الداخلي والاستقرار ومنع انتشار الصراع".
ويتزايد الضغط الدولي على ميانمار، ذات الأغلبية البوذية، لإنهاء العنف في ولاية راخين في غرب البلاد والذي بدأ في 25 أغسطس/ آب عندما هاجم متمردو الروهينغا حوالي 30 مركزا للشرطة ومعسكرا للجيش، على حد ادعاءات الحكومة.
لكن اللاجئين يقولون إن العمليات الأمنية ما فتئت تهدف إلى إبعادهم عن ميانمار.
ودعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حماية المدنيين في حين قالت بنغلادش إنه سيتعين على جميع اللاجئين العودة إلى بلادهم ودعت إلى إقامة مناطق آمنة في ميانمار لتمكينهم من ذلك.
لكن الصين، التي تتنافس مع الولايات المتحدة على توسيع مناطق النفوذ في جنوب شرق آسيا، قالت أمس الثلاثاء إنها تدعم جهود ميانمار لحماية "التنمية والاستقرار".
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة مغلقة هي الثانية بعد اندلاع الأزمة. وعبر السفير البريطاني ماثيو ريكروفت عن أمله في صدور بيان بخصوص الأزمة يوافق عليه المجلس.
لكن منظمات حقوق الإنسان استنكرت عدم عقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية. وقال دبلوماسيون إن الصين وروسيا ستعترضان على الأرجح على مثل هذه الخطوة وستحميان ميانمار في حال ممارسة أي ضغوط بالمجلس لدفعه لاتخاذ إجراء في محاولة لإنهاء الأزمة.
ولا تظهر مؤشرات على تراجع الهجرة الجماعية إلى بنغلادش مع ارتفاع عدد اللاجئين الروهينغا فيها إلى 370 ألفا وفق آخر تقديرات
الأمم المتحدة إضافة إلى نحو 400 ألف سبق لهم اللجوء إلى هناك.
ويعاني الكثير من اللاجئين الجوع والمرض وهم يعيشون في العراء دون مياه نظيفة وسط الموسم الماطر بالمنطقة حاليا.
وقالت الأمم المتحدة إن 200 ألف طفل يحتاجون إلى دعم إنساني عاجل.